المعهد العراقي للحوار
مؤسسة فكرية بحثية، تعنى بالدراسات والتخطيط الستراتيجي، تأسست بعد التغيير في عام 2003، لتقوم بمهمة صناعة القرارات وتحضير الخيارات وبدائلها من خلال الرصد المكثف للأحداث وتطوراتها وعرضها على المختصين ومناقشتها من خلال ندوات و ورش عمل وطاولات بحث مستمرة

واشنطن بوست: العالم يشهد أسوأ أزمة غذاء منذ الكساد العظيم‬

قالت صحيفة ”واشنطن بوست“ الأمريكية إن الغزو الروسي لأوكرانيا تسبب في أسوأ ارتفاع لأسعار الغذاء العالمية منذ الكساد العظيم، ما يثير احتمالات بأن الحرب الروسية ستؤدي إلى ارتفاع خطر نشوب الأزمات، وتأجيج معدلات الجوع عالمياً، واضطرابات سياسية بعيداً عن منطقة الصراع.

وأضافت في تحليل إخباري، نشرته على موقعها الإلكتروني، اليوم الجمعة: ”منذ بدء الهجوم الروسي، تحركت دول من المجر إلى إندونيسيا من أجل حظر الصادرات، حيث قامت بتخزين الحبوب وزيت الطهي، من أجل توفير أكبر قدر من الحماية لأمنها الغذائي، في ظل صعوبات الإمداد على الصعيد العالمي، وارتفاع الأسعار“.

وكتبت ”واشنطن بوست“: ”كانت أسعار الغذاء ترتفع بشكل سريع في العالم بالفعل، في ظل العراقيل التي تعاني منها سلاسل الإمدادات، والتضخم في مرحلة الوباء، ولكن أسعار بعض المنتجات، خاصة القمح، وصلت إلى معدلات قياسية، نتيجة الأزمة الأوكرانية، ما أدى إلى قلب حسابات العالم فيما يتعلق بالإمدادات الغذائية المتاحة، وفرض قيود على استهلاك الدقيق في بعض دول الشرق الأوسط“.

وأشارت الصحيفة إلى أن روسيا وأوكرانيا تمثلان سوياً 30% من إنتاج القمح عالمياً، و17% من إنتاج الذرة، ونصف صادرات زيت عباد الشمس، حيث أدت الحرب إلى تعطل موانئ البحر الأسود في ظل عمليات القصف الروسية، والتعقيدات اللوجستية الأخرى التي ألحقت أضراراً واسعة بالصادرات الأوكرانية.

وقالت ”واشنطن بوست“: ”تسببت مقاطعة الموانئ الروسية بواسطة شركات الشحن العالمية، إضافة إلى العقوبات التي تعرضت لها موسكو، في خلق المزيد من المشكلات، التي يمكن أن تتفاقم، حيث يهدد الكرملين حالياً بفرض قيود على تصدير بعض المواد الغذائية“.

وتابعت الصحيفة: ”في ظل هذه الظروف السيئة، وارتفاع سعر القمح بنسبة 70% خلال الشهر الماضي، فإنه من المتوقع أن يزداد الموقف سوءاً، حيث قال تقرير حديث لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة ”فاو“، إن أسعار الغذاء يمكن أن ترتفع بنسبة تتراوح بين 7% إلى 22% فوق المستويات المرتفعة التي وصلت إليها بالفعل جرّاء الحرب“.

وأضافت ”واشنطن بوست“ أن الأسعار تقترب، ولكنها لم تتجاوز حتى الآن، ما كانت عليه خلال أزمة الغذاء العالمية في عامي 2007 و2008، عندما أدى الجفاف وارتفاع أسعار الوقود، وإجراءات الحماية الوطنية إلى أسوأ تضخم غذائي في العالم منذ أزمة الحبوب السوفيتية في السبعينيات.

وكتبت الصحيفة: ”الحبوب سلع عالمية، ومن المؤكد ارتفاع سعر الدقيق والخبز والأطعمة الأخرى في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك في الولايات المتحدة، لكن من المرجح أن تكون البلدان الأكثر تأثراً هي تلك التي تعتمد بشكل كبير على القمح الأوكراني والروسي، بما في ذلك مصر، تركيا، بنغلاديش، إندونيسيا، إريتريا، كازاخستان، منغوليا، أرمينيا، أذربيجان، جورجيا، لبنان والصومال“.

ونقلت ”واشنطن بوست“ عن خبراء تحذيراتهم بأن ارتفاع أسعار الغذاء يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات عالمية، فخلال أزمة 2007 و2008، اندلعت أعمال شغب من هايتي إلى بنغلاديش، كما اندلعت انتفاضات اجتماعية خلال ”الربيع العربي“، في ظل الغضب الشعبي من التكلفة المرتفعة للغذاء.

اترك تعليقا