المعهد العراقي للحوار
مؤسسة فكرية بحثية، تعنى بالدراسات والتخطيط الستراتيجي، تأسست بعد التغيير في عام 2003، لتقوم بمهمة صناعة القرارات وتحضير الخيارات وبدائلها من خلال الرصد المكثف للأحداث وتطوراتها وعرضها على المختصين ومناقشتها من خلال ندوات و ورش عمل وطاولات بحث مستمرة



الأهرام: هيكل والموساد.. ماذا وراء اهتمام إسرائيل بهيكل الآن وبعد رحيله بست سنوات؟

المصدر : الرأي اليوم

ماذا يمكن أن يكون وراء اهتمام إسرائيل بهيكل فى الوقت الحالى وبعد رحيله بست سنوات؟
بهذا التساؤل يناقش الكاتب المصري محمد سلماوي ما جاء أخيرا في الوثائق الإسرائيلية السرية التي تم الإفراج عنهان والتي حملت مفاجأة خطيرة وغير مسبوقة، مفادها أن المخابرات الإسرائيلية عملت على مدى سنوات لتجنيد محمد حسنين هيكل لقربه من الرئيس جمال عبد الناصر.
وفى نفس الوقت تشهد دور السينما فى إسرائيل فيلما إسرائيليا ضخما عن حرب 1948 باسم صورة الانتصار، بطله صحفى مصرى شاب تتوافق مواصفاته مع هيكل ويشبهه فى شبابه.
الوثائق التى كشف عنها النقاب تشير لأول مرة إلى أن الخطة المتشعبة لتجنيد هيكل والتى كانت تمتد ما بين مصر وأوروبا والولايات المتحدة، كان هدفها التأثير من خلال هيكل على عبد الناصر، العدو الأكبر لإسرائيل منذ توليه السلطة بعد ثورة 1952وحتى رحيله عام 1970عن 52 عاما.
مقال هآرتس الذي نشر يوم الأحد الماضى يشير إلى أن الخطة كانت تتضمن محاولة إقناع هيكل بمقابلة أحد كبار المسئولين الإسرائيليين، وقيامه بزيارة سرية لإسرائيل، أما الشخصية الإسرائيلية التى كان سيلتقى بها هيكل فهى موشيه ديان لصفاته الكاريزمية التى كان يمكن أن تؤثر فى هيكل. وقد بدأت تلك الخطة منذ عام 1959 وكان لهيكل بالموساد ملف خاص يحمل اسمه الكودى وهو أوزى، أما طرق التأثير في هيكل فكانت عبر ثلاثة أشخاص كان أهمهم الصحفى الأمريكى الشهير روبرت سانت جون صاحب الكتاب الشهير The Boss عن جمال عبد الناصر، وقد كان صديقا شخصيا لهيكل، ورغم أن الخطة استمرت لسنوات إلا أنها لم تحقق هدفها لأسباب ذكرتها الوثائق ونقلتها الجريدة الإسرائيلية، وهى وطنية هيكل الشديدة، ومعاداته الصريحة لإسرائيل ولزيادة قوتها، كما أن هيكل لم يكن ممن يمكن إغراؤهم بالمال، ولم يكن فى حياته ما يمكن ابتزازه به من أجل قبول التعاون مع الموساد.
ويختتم سلماوي مقاله متسائلا: هل هى محاولة للاقتراب من ذكرى عبدالناصر التى مازالت حية فى الضمير العربى، عن طريق المساس بأعوانه المقربين، والربط بشكل أو بآخر بينهم وبين المخابرات الإسرائيلية؟
وخلص الى أنه إذا كان هذا الافتراض صحيحا، فإن تلك المحاولة لن تكون الأخيرة.

اترك تعليقا