المعهد العراقي للحوار
مؤسسة فكرية بحثية، تعنى بالدراسات والتخطيط الستراتيجي، تأسست بعد التغيير في عام 2003، لتقوم بمهمة صناعة القرارات وتحضير الخيارات وبدائلها من خلال الرصد المكثف للأحداث وتطوراتها وعرضها على المختصين ومناقشتها من خلال ندوات و ورش عمل وطاولات بحث مستمرة

مجلة فرنسية: إسرائيل وجهة جاذبة لمعارضي بوتين

تمثّل إسرائيل وجهة جاذبة لمعارضي نظام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لا سيما من الفنانين في مختلف المجالات، وفق ما يؤكده تقرير نشرته مجلة ”لونوفال أوبسرفاتور“ الفرنسية.

ويقول التقرير إنّ نظام بوتين يضع قائمة لمعارضيه، وينقل عن المخرج السينمائي ديمتري بوجوليوبوف قوله: ”أن تكون مدرجًا في هذه القائمة يعني أن يتم إجبارك على الرقابة الذاتية أو السجن على المدى القصير إلى حد ما“.

وبوجوليوبوف هو مؤلف ”مدينة المجد“، وهو فيلم وثائقي عن استخدام بوتين إشارات متعلقة بالقتال ضد النازية لتثبيت سلطته.

ووفق التقرير تنظر موسكو نظرة قاتمة إلى تعاون صانعي الأفلام هؤلاء مع شركات الإنتاج الأوروبية التي تمول أفلامهم الوثائقية التي تدين بشكل عام قمع ودعاية الرئيس بوتين، كما يؤكد المخرج وزوجته آنا.

وتضيف آنا ”في السنوات الأخيرة شعرنا بالتهديد، خاصة في الأشهر القليلة الماضية كان الرجال يراقبوننا ويلتقطون لنا الصور، وعندما بدأت الحرب أدركنا أنه يتعين علينا المغادرة على الفور“.

ويؤكد التقرير أنه منذ أن بدأت روسيا غزوها لأوكرانيا في 24 فبراير / شباط الماضي فر ما يقرب من 24000 أوكراني إلى إسرائيل وفقًا لوزارة الهجرة واستفاد الكثير منهم من ”قانون العودة“ الذي يمنح اليهود أو الأطفال أو أحفاد اليهود الحق في الحصول على المواطنة الإسرائيلية، لكن في ظل الحرب، حزم المعارضون الروس أمتعتهم لإسرائيل مثل آنا وديمتري، اللذين حصلا على جواز سفر إسرائيلي في السنوات الأخيرة بينما كانا يعيشان في روسيا“.

ويقدر مسؤول إسرائيلي يتعامل مع قضايا الهجرة عدد الروس الذين دخلوا إسرائيل منذ الحرب في أوكرانيا بنحو 10 آلاف، وقال المسؤول ”معظمهم من المتعلمين والمدنيين ومن الطبقة المتوسطة“.

وتقدمت أولغا رومانوفا، البالغة من العمر 69 عامًا من موسكو، بطلب للحصول على جواز سفر إسرائيلي بعد أن ضمت روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية في عام 2014 وتقول وهي محاطة بصور أحفادها في منزل ابنها بالقرب من القدس: ”فكرت على أي حال في الانضمام إلى طفليّ اللذين استقرا في إسرائيل في مرحلة ما لكنني أدركت بعد ذلك أن شيئًا ما كان خطأً في روسيا“.

وأضافت رومانوفا في تصريح لوكالة فرانس برس أنه ”في الصباح الباكر من يوم 24 فبراير / شباط، عندما دخلت الدبابات الروسية الى أوكرانيا ”كان من الواضح أن عليّ المغادرة في أسرع وقت ممكن، فالحرب في أوكرانيا لا تتوافق مع طريقة تفكيري وقيمي الأخلاقية، إنها تجعلني أشعر بالمرض“ بحسب تعبيرها.

وتابعت أولغا رومانوفا ”لقد فقدت بلدي، لقد سُرق مني. أخذها بوتين وبلطجية المخابرات السوفيتية“ بحسب قولها.

ووفق التقرير فإنّ ”هذه الموجة من الهجرة، الأوكرانية والروسية، هي الأهم في إسرائيل منذ بداية التسعينيات، وهي الفترة التي غادر فيها مئات الآلاف من اليهود الاتحاد السوفييتي السابق لإعادة بناء حياتهم على شواطئ البحر الأبيض المتوسط.

وتقول آنا ”هنا نشعر بالأمان، نأكل وننام بشكل طبيعي لكننا لا نعرف ما إذا كنا سنبقى هنا، فهذا سيعتمد على عملنا“.

ويوضح سيرجي، عازف الكمان الذي طلب استخدام اسم مستعار خوفًا من الانتقام، والذي غادر موسكو مع زوجته وعازفة البيانو وأطفالهما الثلاثة الصغار، أن إسرائيل يمكن أن تكون مجرد محطة، لا أعرف إذا كنا سنبقى هنا، من المحتمل أن نذهب إلى مكان آخر“.

وأشار التقرير إلى أنه ”حتى لو كانوا يحملون الجنسية الإسرائيلية فإن إسرائيل لا تزال إلى حد كبير أرضا مجهولة للوافدين الجدد“.

اترك تعليقا