تقرير أمريكي: بومبيو الشخصية الثانية في قائمة الاغتيالات بعد بولتون

بعد ساعات قليلة من إعلان وزارة العدل الأمريكية أن أحد أفراد الحرس الثوري الإيراني، حاول قتل جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق في عهد الرئيس دونالد ترامب، بدفع 300 ألف دولار.

 كتب موقع “أكسيوس” الأمريكي للأخبار والتحليلات في تقرير له اليوم الخميس، إن “مايك بومبيو وزير الخارجية في إدارة ترامب، كان الشخص الثاني الذي تم إدراجه في القائمة الإيرانيين للأشخاص الذين سيتم اغتيالهم على الأراضي الأمريكية”.

ونقل الموقع الأمريكي عن مصادر وصفها بالمطلعة قولها “أن وزارة العدل الأمريكية أبلغت مايك بومبيو مباشرة أنه وفقًا للوثائق التي تم الحصول عليها، كان على قائمة الحرس الثوري الإيراني لاستهدافه”.

ولم يرد في بيان وزارة العدل الأمريكية، الأربعاء، أي ذكر لاسم أو هوية الشخص الثاني المدرج في قائمة اغتيال شهرام بورصفي عضو الحرس الثوري الإيراني الذي جرى اعتقاله أمس.

وبحسب نتائج وزارة العدل الأمريكية “كان شهرام بورصفي قد وعد عملاءه في الولايات المتحدة بأن “مجموعته” ستدفع مليون دولار إذا تم تنفيذ العملية الثانية.

وتظهر بيانات وزارة العدل الأمريكية أن شهرام بورصفي، نيابة عن الحرس الثوري الإيراني، حاول قتل جون بولتون ومايك بومبيو، كبار المسؤولين في إدارة ترامب من خلال توظيف أشخاص داخل الولايات المتحدة.

وبحسب بيان وزارة العدل الأمريكية، فإن الهدف الرئيسي من التخطيط لهذه العمليات داخل الأراضي الأمريكية كان الانتقام لمقتل الجنرال قاسم سليماني القائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.

وقُتل قاسم سليماني في 3 من يناير/كانون الثاني لعام 2020 بأمر من الرئيس ترامب بعدما استهدف طائرات أمريكية مسيرة سيارته أثناء خروجه من مطار بغداد الدولي في العراق.

وقد أعلن كبار المسؤولين في الحرس الثوري الإيراني، مراراً بأنها سوف ينتقمون بشدة لاغتيال الجنرال سليماني.

ومايك بومبيو وجون بولتون كلاهما شخصيتان سياسيتان أمريكيتان لديهما مواقف عنيدة تجاه الحكومة الإيرانية، ودعوا مرات عديدة علانية إلى تغيير النظام في إيران.

وقالت المساعدة التنفيذية للشرطة الفيدرالية الأمريكية، لاريسا إل.ناب، الأربعاء، عن خطة لاغتيال جون بولتون “|إن الحكومة الإيرانية كانت تخطط لقتل أشخاص على الأراضي الأمريكية من قبل وهذه القضية لها تاريخ”.

وتم نشر تقارير عن خطط لاغتيال عناصر من الحرس الثوري الإيراني في الأراضي الأمريكية بينما بدأت الحكومة الأمريكية مؤخرًا ما يسمى بمحادثات “استعادة خطة العمل الشاملة المشتركة” مع ممثلين عن الحكومة الإيرانية، لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015.

وكان شطب الحرس الثوري الإيراني من قائمة المنظمات الإرهابية الأمريكية أحد المطالب الرئيسية للحكومة الإيرانية حتى محادثات الأسبوع الماضي في فيينا.

طهران ترد

من جانبه، رد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، الخميس، على تلك الاتهامات الأمريكية، معتبرة إياها بأنها “لا صحة لها ولها دوافع سياسية”.

وقال كنعاني في تصريحات أوردها موقع وزارة الخارجية الإيرانية إن “الاتهامات الأمريكية لنا بالتآمر على قتل مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون لا أساس لها ودوافعها سياسية”.

وأضاف “نحذر بشدة من أي تحرك ضد المواطنين الإيرانيين تحت ذريعة هذه الاتهامات العبثية ونؤكد حق إيران في إتخاذ أي إجراء وفق القوانين الدولية للدفاع عن حقوقها وحقوق رعاياها”.

رد فعل حكومة بايدن

من جانبه، قال جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي لجو بايدن في بيان له: “قلنا ذلك من قبل وسنقوله مرة أخرى إن إدارة بايدن لن تتهاون في حماية والدفاع عن جميع الأمريكيين ضد تهديد العنف والإرهاب”.

وأضاف: “إذا هاجمت إيران أيًا من مواطنينا، بمن فيهم أولئك الذين عملوا أو يعملون لدى الحكومة الأمريكية، فستواجه عواقب وخيمة”.

ونقلت وكالة رويترز للأنباء يوم الأربعاء عن مسؤول بالحكومة الأمريكية قوله “إن الولايات المتحدة لا تعتقد أن الاتهامات الموجهة للحرس الثوري ينبغي أن تؤثر على دبلوماسية البلاد تجاه البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية الإيرانية”.

من هو بورصفي

من جانبها، قالت وزارة العدل الأمريكية إن “شهرام بورصفي” واسمه المستعار “مهدي رضائي” يبلغ من العمر 45 عامًا ويقيم في طهران ويعمل لصالح الحرس الثوري.

وبحسب ادعاء وزارة العدل الأمريكية فإن بورصفي كان مسؤولاً عن تنسيق وتنفيذ محاولة اغتيال جون بولتون في أمريكا.

رد بولتون

وفي غضون ذلك، وردًا على بيان وزارة العدل الأمريكية، قال جون بولتون إن نهج إدارة بايدن تجاه إيران شجع الجمهورية الإسلامية على اتخاذ إجراءات ضد المسؤولين الأمريكيين.

وقال جون بولتون لشبكة CNN: “من الخطأ الكبير أن تظهر إدارة (جو بايدن) ضعفها تجاه (إيران) بالتوسل لإيران للعودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015″، مضيفاً: إن مثل هذا النهج “يشجع طهران على الانخراط في هذا النوع من الأنشطة الإرهابية”.

ويتمتع جون بولتون بمواقف قوية تجاه إيران، بل إنه أيد هجومًا عسكريًا للإطاحة بالنظام في طهران.

ونقلت صحيفة “واشنطن إكزامينر” الصادرة في آذار / مارس من العام الماضي عن مسؤول بوزارة العدل الأمريكية قوله إن “اثنين على الأقل من فيلق القدس التابع للحرس الثوري” يخططان لقتل جون بولتون.

وأضاف هذا المنشور الأمريكي أن الأجهزة الأمنية الأمريكية أصبحت على علم بالموضوع في المراحل المبكرة جدًا من هذه الخطة الإيرانية، ومنذ نهاية العام الماضي اتخذت إجراءات أمنية صارمة ودائمة لإنقاذ حياة بولتون.