غزو أوكرانيا قد يتسبب بأزمة غذاء عالمية

رأت مجلة ”فورين بوليسي“ الأمريكية أن ”الحرب الوشيكة“ بين روسيا وأوكرانيا، قد تحمل في طياتها أزمة غذائية محدقة تنتشر حول العالم، خاصة في قارتي أفريقيا وآسيا، محذرة من ارتفاع أسعار المواد الغذائية.
وجاء في تقرير للمجلة أن ”أوكرانيا عُرفت باسم سلة غذاء أوروبا لعدة قرون، حيث إنها تضم أكثر الأراضي خصوبة على وجه الأرض، وتعتبر صادراتها الزراعية السريعة النمو، مثل الحبوب والزيوت النباتية ومجموعة من المنتجات الأخرى، ضرورية لإطعام السكان في أفريقيا وآسيا“.
وأشارت إلى أن ”جزءا كبيرا من الأراضي الزراعية الأكثر إنتاجية في أوكرانيا يقع في مناطقها الشرقية، وهي بالضبط تلك الأجزاء الأكثر عرضة لهجوم روسي محتمل“، متسائلة: ”ماذا سيحدث للبلدان في جميع أنحاء العالم التي تعتمد على أوكرانيا للحصول على الغذاء في حالة الهجوم الروسي“.
ولفتت إلى أن ”أوكرانيا مصدر رئيسي للذرة والشعير والجاودار، لكن القمح هو صاحب التأثير الأكبر على الأمن الغذائي في جميع أنحاء العالم، ففي 2020 صدرت أوكرانيا نحو 18 مليون طن قمح من إجمالي محصول بلغ 24 مليون طن.. ويشمل العملاء الصين والاتحاد الأوروبي، لكن العالم النامي هو المكان الذي أصبح فيه القمح الأوكراني من أهم الواردات“.
وبينت أنه ”لسوء الحظ، يأتي جزء كبير من إنتاج القمح الأوكراني في شرق البلاد، وتحديدا أقاليم خاركيف ودنيبروبتروفسك وزابوريزهيا وخيرسون، الواقعة غرب دونيتسك ولوهانسك، التي تحتلها بالفعل القوات الانفصالية المدعومة من موسكو، والقوات الروسية نفسها“، بحسب ”فورين بوليسي“.
وأنهت المجلة تقريرها بالتحذير من أنه ”إذا تحول هجوم محتمل على أوكرانيا إلى استيلاء روسي على الأراضي، فقد يعني ذلك انخفاضات حادة في إنتاج القمح وصادراته، حيث سيفر المزارعون تاركين البنية التحتية والمعدات للدمار ما يتسبب في شلل اقتصاد المنطقة“.
وتابعت: ”كما سيتفاقم انعدام الأمن الغذائي في العديد من البلدان النامية التي تعتمد على أوكرانيا في قوتها، وقد يؤدي ذلك إلى اشتعال الصراع وزيادة التوترات العرقية وزعزعة استقرار الحكومات، وامتداد العنف عبر الحدود“.
مقايضات بين روسيا والغرب
تساءلت صحيفة ”وول ستريت جورنال“ الأمريكية حول من سيكون المستفيد من تمديد المحادثات بين روسيا والولايات المتحدة إلى الأسبوع المقبل، في وقت يشهد فيه العالم تحركات روسية على الحدود الأوكرانية.
وقالت الصحيفة في تقرير لها، إنه ”بعد اتفاق عقد في جنيف الجمعة على تمديد المفاوضات، يتحرك كل جانب لتعزيز قدراته العسكرية في المنطقة، حيث نشر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أكثر من 100 ألف جندي بالقرب من أوكرانيا، ويواصل توسيع انتشاره العسكري في بيلاروسيا، وربما يرسل المزيد من السفن البرمائية إلى البحر الأسود.
وأضاف التقرير أن أوكرانيا من جانبها، تلقت أول حزمة جديدة من الدعم العسكري من الولايات المتحدة يوم الجمعة.
ورأت الصحيفة أن ”الأسلحة التي قدمها الغرب لأوكرانيا، لن توقف هجوما من قبل الجيش الروسي الأكثر قدرة، والذي يمتلك صواريخ إسكندر الباليستية والتشكيلات المدرعة وأنظمة الحرب الإلكترونية وقوة جوية وبحرية أكثر قدرة بكثير من الأوكرانيين“.
وأشارت إلى أن روسيا ”بدأت بالفعل مناورات عسكرية مع بيلاروسيا، في شمال أوكرانيا، التي يرى المحللون الغربيون أنها ذريعة لنشر قوات الغزو، وتترك العاصمة الأوكرانية كييف أكثر عرضة للخطر من أي وقت مضى“.
ولفتت إلى أن روسيا ”استخدمت التدريبات العسكرية في 2014 لنشر قواتها حتى تتمكن من التدخل في شرق أوكرانيا“.
وتابعت: ”يبدو أن موسكو تعزز نفسها في الجنوب أيضا، حيث تمتلك بالفعل قوة كبيرة في شبه جزيرة القرم وحولها، كما غادرت ثلاث سفن برمائية روسية من طراز روبوتشا، ميناء بالتيسك الروسي بمدينة كالينينغراد، في 15 يناير“، موضحة أن تلك السفن ”قد تكون معدة لتدريبات بحرية لكن يمكن أيضا تحويلها إلى البحر الأسود وقد تصل في غضون أسبوع آخر“.
وأشارت الصحيفة إلى أنه ”قد يكون العامل الآخر في توقيت الغزو الروسي هو الجغرافيا السياسية، والألعاب الأولمبية الشتوية المقررة إقامتها في بكين الشهر المقبل. ويشير محللون إلى أن روسيا هاجمت جورجيا في 2008 خلال الألعاب الأولمبية الصيفية هناك، ومن المحتمل أن تفعلها مرة أخرى“.