كيف وصلت أمريكا لمخبأ الظواهري في أفغانستان

ترجمة خاصة لـ”المعهد العراقي للحوار”

قرابة أربعة أشهر مرت على اغتيال زعيم تنظيم القاعدة والمنظر الرئيسي لهذه الجماعة كما أنه العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر 2001، أيمن الظواهري بهجوم عبر طائرة أمريكية مسيرة قرب العاصمة كابول، لكن المعلومات كانت شحيحة في كيفية اكتشاف واشنطن مخبأ الظواهري الذي كان يحظى برعاية من حركة طالبان التي فرضت سيطرتها على أفغانستان منتصف آب/أغسطس لعام 2021.

وكشف تقرير نشره موقع صحيفة ” إندبندنت” البريطانية بالنسخة الفارسية، الثلاثاء، إن طالبان اعتقلت عدداً من كبار الموظفين في شركة خاصة بتهمة التعاون مع الولايات المتحدة في الكشف عن مكان وجود الزعيم السابق لتنظيم القاعدة أيمن الظواهري.

ونقل موقع الصحيفة عن مصدر وصفته بالمطلع قوله إن “طالبان تعتقد بأن الولايات المتحدة تمكنت من مراقبة أيمن الظواهري باستخدام بيانات شركة “إيه سي جي” وهي شركة خاصة”.

وأضاف المصدر “إن طالبان اعتقلت عددًا من كبار الموظفين في شركة خاصة بتهمة التعاون مع الولايات المتحدة في الكشف عن مكان وجود أيمن الظواهري”.

وقال هذا المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته لحساسية الأمر، “إنه تم تركيب كاميرا CCTV لشركة خاصة “ACG” بالقرب من مقر إقامة زعيم القاعدة السابق في كابول، وكانت هذه ذريعة للقبض على المتظاهرين من موظفي الشركة”.

وأضاف هذا المصدر أن “طالبان تعتقد أن وكالة المخابرات والأمن الوطنية الأمريكية (CIA) تمكنت من مراقبة أيمن الظواهري باستخدام بيانات شركة ACG”.

وبحسبه، فإن “محمود شاه حبيبي، رئيس هيئة الطيران المدني المستقلة في عهد حكومة أفغانستان السابقة، وشخص يُدعى أكرم، هما أيضًا من بين المعتقلين”، مبيناً إن حبيبي كان مديرا لشركة “ايه سي جي” الخاصة وفتحت طالبان قضية تجسس ضده وقضيته الآن معقدة.

ومحمود شاه حبيبي يحمل الجنسية الأمريكية، وقال أحمد شاه حبيبي، شقيق محمود شاه حبيبي، لـ”إذاعة صوت أمريكا” الفارسية، إن “طالبان اعتقلت شقيقه في 10 من آب/أغسطس الماضي دون أن يرتكب جريمة”.

وقال إن الأشخاص الذين جاءوا إلى باب منزل شقيقه في منطقة “ستة داريك” قدموا أنفسهم بأنهم “مجاهدو الإمارة الإسلامية”.

وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد إنه يحقق في اختفاء محمود شاه حبيبي.

وبحسب المصدر الذي تحدثت لصحيفة “اندبندنت”، فإن طالبان تحاول التحقيق والاستجواب مع جميع العاملين في هذه الشركة الخاصة، ولهذا السبب فقد عاش بعض هؤلاء الموظفين حياة سرية.

ولم ترد حتى الآن معلومات عن مصير موظفي هذه الشركة المحتجزين في سجن طالبان.

وفي 30 يوليو/تموز الماضي، لقي أيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة، مصرعه بعد تعرضه لهجوم بطائرة مسيرة أمريكية في منطقة شيربور الدبلوماسية بمدينة كابول.

وأثار وجود الظواهري في قلب العاصمة الأفغانية تساؤلات حول تعهد طالبان بعدم إيواء الإرهابيين، ولم تقبل طالبان مقتل الظواهري في كابول.

وقال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم جماعة طالبان، إنه تم تشكيل فريق للتحقيق في مزاعم مقتل الظواهري في هجوم بطائرة مسيرة، لكن لم يتم العثور على أي علامات على وجود زعيم القاعدة السابق بذلك الوقت في كابول.

وبعد هجوم الطائرات المسيرة على منزل أيمن الظواهري، وصل تواجد قوات طالبان في منطقة “شيربور” إلى أعلى مستوياته، ولم تسمح طالبان للمراسلين ووسائل الإعلام بالاقتراب من المكان الذي قتل فيه زعيم القاعدة السابق.

ويُعرف أيمن الظواهري بأنه المنظر الرئيسي للقاعدة والعقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر 2001 على أبراج التجارة العالمية في نيويورك، وبعد مقتل أسامة بن لادن، زعيم ومؤسس القاعدة، في مايو 2011، تولى قيادة جماعة القاعدة.

وتمكنت حركة طالبان العام الماضي من الإطاحة بالحكومة الأفغانية السابقة التي كانت تحظى بدعم الدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، وخلال هذه الفترة، ازداد القلق من اتساع نطاق أنشطة الجماعات الإرهابية في هذا البلد، وخاصة تنظيمي داعش والقاعدة.