لماذا تطالب طالبان أمريكا بإعادة فتح سفارتها في كابول

منذ فترة طويلة وحركة طالبان الأفغانية التي فرضت سيطرتها على أفغانستان في منتصف آب/أغسطس 2021، تطالب الولايات المتحدة بإعادة فتح سفارتها في العاصمة كابول، الأمر الذي عده مراقبون بأنه خطوة للاعتراف بحكومة الحركة.

وشكلت طالبان حكومة مؤقتة مطلع أيلول/سبتمبر 2021 بعدما تمكنت من الاستيلاء على السلطة وفرار الرئيس السابق “أشرف غني” الذي كان يحظى بدعم من الولايات المتحدة والدول الغربية.

ومع هيمنة طالبان على أفغانستان، تم نقل السفارة الأمريكية من كابول إلى الدوحة، وعلى الرغم من الطلبات المتكررة من طالبان، لم تعيد واشنطن فتح سفارتها في كابول.

ويرى مراقبون للشأن الأفغاني أن إعادة فتح السفارة الأمريكية في أفغانستان سيسهل الاعتراف بحركة طالبان على المستوى الدولي، ولهذا السبب طالبت طالبان بإعادة فتح هذه السفارة.

وطالب شير محمد عباس استانكزي، النائب السياسي لوزارة خارجية طالبان، الثلاثاء، الولايات المتحدة الأمريكية بإعادة فتح سفارتها في العاصمة كابول، مشيراً إلى أن “واشنطن تعهدت بالاحتفاظ بسفارتها ووجودها الدبلوماسي النشط في أفغانستان تحت سيطرة طالبان على أفغانستان”.

وكان استانكزي عضوًا بارزًا في فريق تفاوض طالبان مع الولايات المتحدة الأمريكية، مما أدى إلى توقيع اتفاق الدوحة في 29 فبراير/شابط 2022، وإنهاء واشنطن لوجودها العسكري في أفغانستان.

وقال استانكزي بحسب ما نقلت عنه صحيفة “اندبندنت” بالنسخة الفارسية: ” في الاتفاق الذي أبرمناه هناك (الدوحة)، كان الأمريكيون قد ضمنوا أنه بعد انسحاب قواتهم من أفغانستان وإقامة النظام الإسلامي، ستكون لهم علاقات ودية معنا، وأن سفارتهم ووجودهم الدبلوماسي سيستمر و في إعادة الإعمار والشؤون الاقتصادية، ستلعب أفغانستان دوراً نشطاً”.

وأكد النائب السياسي لوزارة خارجية طالبان أنهم قادرون على توفير الأمن للسفارة الأمريكية في أفغانستان، وبوجود دبلوماسي لواشنطن  ستواصل الدول الأخرى أنشطتها الدبلوماسية وتعيد فتح سفاراتها في أفغانستان.

وقال: “دول كثيرة في لقاءاتها الخاصة معنا تقول إنه إذا حسنت أمريكا علاقاتها معكم، سنعود على الفور إلى أفغانستان، هذه الدول تحت تأثير الولايات المتحدة ولا تريد استعداء الأمريكيين بوجودهم الدبلوماسي في أفغانستان “.

وشدد المسؤول في حكومة حركة طالبان على أن واشنطن تعهدت بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأفغانستان خلال المفاوضات مع طالبان، مطالباً المجتمع الدولي بدعم حكومة طالبان في أفغانستان كصديق.

وتحاول حكومة طالبان السيطرة على سفارات وقنصليات أفغانستان، وبعد هذه الجهود، تمكنوا من السيطرة على السفارة الأفغانية في إيران والقنصلية الأفغانية في تركيا.

وكانت الولايات المتحدة الأمريكية من أكبر الداعمين لحكومة أفغانستان السابقة، كما أن الوجود النشط للسفارة الأمريكية في كابول والوجود العسكري للبلاد جعل واشنطن تتعاون مع أفغانستان في المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية.

وحكومة طالبان متهمة بارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان وحقوق المواطنين، كما قامت بحرمان معظم النساء والفتيات من الحق في العمل والتعليم وأصدرت قرارات صارمة ضد حرية المرأة.

واشنطن: لا نية للاعتراف بحكومة طالبان

وفي سياق متصل، قالت القائمة بالأعمال في السفارة الأمريكية في كابول، “كيرين ديكر”، الثلاثاء، إنه “على الرغم من تسليم بعض المراكز الدبلوماسية في أفغانستان إلى حكومة طالبان، لا توجد أي دولة لديها أي خطط للاعتراف بها”.

وأضاف كيرين ديكر في حديث صحفي نقلته صحيفة “هشت صبح” الأفغانية المستقلة، إن “الولايات المتحدة ليس لديها خطط للاعتراف بحكومة وشرعية طالبان”.

وأجابت كيرين ديكر، التي كانت تتحدث إلى عدد من الصحفيات الأفغانيات في اجتماع عبر الإنترنت، على سؤال عما إذا كانت الولايات المتحدة ستتبع نفس المسار الذي سلكته بعض الدول الأخرى التي سلمت بعثات دبلوماسية أفغانية في الخارج إلى حكومة طالبان “أمريكا ليس لديها مثل هذه الخطة”.

وأوضحت “سمعنا من كل هذه الدول أنها لا تخطط للاعتراف بحكومة طالبان كحكومة شرعية لأفغانستان، وما أفهمه هو أنه لا يوجد بلد، بما في ذلك بلدي، يعترف بحكومة طالبان، لذلك إذا أرادت طالبان علاقات جيدة مع دول أخرى في العالم، فيجب أن تكون لديهم علاقات جيدة مع نساء ورجال بلادهم”.

ومن المقرر أن تتسلم حكومة حركة طالبان السفارة الأفغانية في طاجيكستان حيث هي الدول الوحيدة المجاورة لأفغانستان التي لم تسلم طالبان البعثات الدبلوماسية، وطاجيكستان تدعم وتستضيف الحركة المعارضة لحكومة طالبان.

وقالت وزارة الخارجية في حكومة طالبان، إنها “أرسلت هذا الاسبوع وفداً من وزارة الخارجية في حكومة تصريف أعمال طالبان لزيارة القنصلية الأفغانية في إقليم بدخشان بطاجيكستان”.

وكانت إيران قد سملت في أواخر فبراير/شباط الماضي، حكومة طالبان السفارة الأفغانية ووافقت على تعيين سفير جديد لحكومة الحركة، وفي مطلع مارس/آذار الجاري، سلمت تركيا القنصلية الأفغانية في اسطنبول للحركة.

وأصبحت الدول التي تقبل دبلوماسيي طالبان هي إيران وتركيا وقبلها باكستان وقطر وتركمانستان وروسيا.