مداخلة عبد الأمير الاسدي

خلال لقاءاتنا مع سماحة الشيخ للإعداد لهذا المؤتمر أكد على ان تكون القراءات جريئة ونبتعد عن المجاملة لان المجاملة أوصلتنا الى ما نحن عليه، ولذلك يجب ان تكون صورة العراق أمام نظر العالم صورة حقيقية. وسمعت ان هناك تجني من البعض عندما يصف مليشيات شيعية ومليشيات كردية وهو محق لان ما وصل إليه من بعض السياسيين او الإعلام هو بهذه الصورة..  نحن الخلل فينا- كعراقيين..

 فالباحث الاميركي تشارلز ديستر في كتابه “تكوين الدولة الاسلامية” لفت انتباهي عبارة له تقول “ان ابو بكر البغدادي ابراهيم عواد ابراهيم السامرائي هو افضل من اسامة بن لادن وايمن الظواهري” ومعيار هذا الباحث الاميركي هو ان ابو بكر البغدادي يحمل شهادة دكتوراه.. هذا السطر يجب على العراقيين الوقوف عنده والبحث بجدية وتشكيل فريق عمل من جهات رسمية لدراسة شخصية ابو بكر البغدادي قبل 10 حزيران 2014 أي قبل ان يعتلي جامع النور حتى يثبت للعالم هل ان العراقيين يخرجون من هؤلاء القتلة؟ هل جامعاتنا تخرج هؤلاء القتلة؟ هل مناهجنا تخرج هؤلاء القتلة؟ وإلا اذا كان الأمر كذلك اذن نحن بانتظار عشرة آلاف من هؤلاء.

هذا الأمر لم اجد جهة رسمية تحركت بشكل رسمي لسحب رسائل ابو بكر في الماجستير والدكتوراه ودراسة سيرته العلمية وسحب ملفاته الدراسية والبحث عنه والوقوف بتأمل ما هي المناهج؟ من درسه؟ كيف خرج هذا الشخص؟ فهو عراقي ان شئنا ام ابينا، هو عراقي ونحن المسئولين عن هذا الأمر وليس مسئول أمريكي او مسئول إيراني او مسئول تركي او اي مسئول اخر. انا قمت بهذا الأمر وآسف ان أقول انا سحبت ملفه ودرسته وجدت بان هذا الشخص من عائلة فلاحية عندما خرج من الإعدادية حتى بالانسيابية لم يقدم علوم إسلامية ولم يقدم اي طرف آخر بل انه أراد ان يدرس لغات إلا ان معيار الجامعات العراقية هو اللغة الانجليزية وطالما إن معدله 52 لم يقبل لذلك ذهب باتجاه الشريعة الإسلامية.

على أية حال تم متابعة كل ملف من ملفاته، أقول ان هذا الشخص حتى من درسه الماجستير والدكتوراه كان يؤشر عليه انه تمديد اول وتمديد ثاني وتمديد ثالث حتى استثنائي اخذ، اي انه لا يصلح لإكمال الدراسة، وعلى أية حال هو تخرج لكن عندما تخرج لم يعين إمام جامع وإنما عين مؤذن في جامع السجر مقابل الطوبجي.

أقول خلاصة وأنا كاتب كتاب في هذا الشأن ويطبع في بيروت إن الذي صنع هذا السادي المجرم هي “بوكا” وهذا تفريخ الأمريكان، هذا الأمر مهم جدا أن يكون هناك فريق عمل جريء يخلص ويبرئ الجامعات العراقية من مثل هؤلاء ويقول بان الأمريكان هم الذين اوجدوا هذا واوجدوا غيره، هذا جانب.

الجانب الثاني نحن ظلمنا بتقسيمات بعض الإخوة سنة وشيعة وكأن الأمر في اقتتال كبير. داعش قارئ جيد للمجتمع العراقي، لاحظوا ثلاثة صفحات من خلال 10 حزيران إلى يومنا هذا، داعش وجد قوة العراق بهذا التنوع المذهبي وهو كما قال الأخ ياسر أصل المدارس الدينية كلها في العراق ولذلك أول خطبة للمجرم استهدف كربلاء والنجف الاشرف لما لهاتين المدينتين من رمزية في نفوس كل المسلمين وليس الشيعة، ولذلك هم مع الأسف نجحوا في تفجير سامراء، لكن وجد بأنه فشل في إحداث حرب سميت أهلية وطائفية في العراق وإنما أذنابه اليوم الخلايا النائمة هي التي ضربت هنا وضربت هناك وليس الشعب العراقي، هذا واحد.

ثانياً داعش وجد قوة العراق بهذا التنوع القومي ولذلك بدأ بظرف النفوس الضعيفة من الأقليات وحدثت عملية الهجرة ولكن وجدوا وهذه أول مرة في قاموسنا أكثرية وأغلبية، وما كنا نعرف أغلبية وأقلية وما كنا نعرف مكونات سنية وشيعية، وجدوا بان ما يسمى بالأغلبية هي التي فتحت ذراعيها لاحتضان الأقلية، أيضا فشل.

أيضا وجد داعش وهو ذكي ان العراقيين لا يمكن ان يجمعهم قومية او مذهب، يعني انا قد أكون كرديا والمقابل عربي، وقد أكون مسيحيا والمقابل مسلم، وقد أكون سنيا والمقابل شيعي لكن من النادر أن لا يجمع العراقيون وحدة وادي الرافدين، هذا الجامع الكامل، لذلك هم لجأوا الى ضرب متاحفنا وتهديم آثارنا في محاولة منهم لضرب الذاكرة العراقية. فهم يدركون تماما بان الذاكرة العراقية هي الجامع الشامل لكل العراقيين، لكن أقولها وبصراحة وبمرارة ايضا لم يكن رد الفعل العراقي الشعبي والمؤسساتي والرسمي بمستوى الحدث الكبير الذي تعرضت له آثارنا.

ما تعرض له العراق ليس أمرا جديدا.. بروجنسكي يهنئ نتنياهو في  2011 ويقول له: “الآن نجحت نظريتي التي عملت عليها من الـ 67” وسماها بتعريب الصراع. لما اوجد بان الحروب استمرت ضد إسرائيل 48 و 56 و 67 عمل من هذا الأمر وقال سوف اجعل القتال ليس عربيا إسرائيليا وليس إسلاميا يهوديا وإنما اجعله عربيا عربيا، إسلاميا إسلاميا، وداخل المذهب الواحد. ولذلك عندما بدا الوباء العربي الذي سموه الربيع العربي بدأ هنا هو بإطلاق هذه التهنئة إلى نتنياهو، وبالتالي لا نعلم ان هناك أي شعار ضد إسرائيل في هذا الأمر..

يقول  توني بلير: “نحن لا نخشى هذه النماذج من الإسلام نحن نخشى الإسلام المعتدل”. إذا يجب علينا ان نعطي صورة واضحة هل سياسينا واعلاميينا تمكنوا من إيصال صورة صحيحة؟ لا، نحتاج إلى دبلوماسية قوية في الخارج تعمل على إيصال صورة العراق؛ لكن ما هو المعيار؟ ان كان معيار مبني على المحاصصة والمكونات لا خير في هذه الدبلوماسية ولا يمكن ان تصل هذه الصورة، واعتقد بان الأمر هو هكذا ولذلك انعكس، ونحن نتحمل مسؤولية صورة العراق في الخارج.