“مستقبل مظلم” إذا خرجت دائرة الصراع بين إيران وإسرائيل عن السيطرة

ترجمة خاصة ـ المعهد العراقي للحوار

بهذه الكلمات، حذر افرايم هليفي المدير السابق لوكالة الاستخبارات والعمليات الاسرائيلية الخاصة (الموساد) من خروج دائرة الصراع بين إيران وإسرائيل عن السيطرة.

وقال هليفي في مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية بالنسخة الفارسية “بي بي سي”، “إذا خرجت المواجهة بين تل أبيب وطهران عن السيطرة، فسيكون أمامنا “مستقبل مظلم”.

ورأى هليفي إن “تزايد المخاطر بشأن وجود نية لقيام إيران باختطاف عدد من الإسرائيليين في تركيا، دفع وزارة الخارجية الإسرائيلية إلى حث جميع المواطنين الإسرائيليين على مغادرة تركيا في أقرب وقت ممكن”.

وأشار إلى إنه “من السابق لأوانه الحديث عن مواجهة عسكرية بين البلدين”، لكنه يعتقد أن الوضع وصل إلى نقطة “حيث يوجد خطر من المتوقع أن يخرج عن السيطرة.”

وتصاعدت التوترات بين إيران وإسرائيل بسبب مواصلة تل أبيب أنشطتها ضد البرنامج النووي الإيراني واستهداف عدد من العلماء، مما أثار عددًا من التقييمات لاحتمال اندلاع مواجهة عسكرية بين البلدين.

وقبل أيام قتل عنصران من سلاح الجو في الحرس الثوري الإيراني ووزارة الدفاع الإيرانية “في حادث سير” و “خلال مهمة” في مناطق متفرقة من إيران.

وفي 22 من آيار/مايو الماضي، اغتيل العقيد بالحرس الثوري حسن صياد خدائي أثناء قيادته السيارة قرب منزله شرق العاصمة طهران.

وفي حادثين منفصلين، توفي أيوب انتصاري، المتخصص في برامج الصواريخ والطائرات بدون طيار “بشكل مريب”، ومن بين هذه الحالات، نسبت إيران اغتيال حسن صياد خدائي لإسرائيل.

وقال هليفي: “من السابق لأوانه الحديث عن مواجهة عسكرية بين البلدين، وحصلت سلسلة من التطورات في إيران وقتل أشخاص داخل البلاد، لكنني لست متأكدا من أن كل هذا له علاقة بالصراع الاسرائيلي ـ الايراني “.

وقال في موقف حذر: “العديد من الوفيات التي حدثت في إيران لم تُنسب بالضرورة إلى إسرائيل، لذلك علينا توخي الحذر الشديد في الكلمات التي نستخدمها، ويجب الا نرفع مستوى التوتر”.

ولدى سؤاله عما إذا كانت إسرائيل قد تغيرت تكتيكيًا في محاولة اغتيال أشخاص في إيران، قال “إنه لا يعتقد أن مثل هذا الشيء ممكن، وأعتقد أنه نتيجة للتحركات التي اتخذتها إيران لتصعيد التوترات، فقد توصلنا إلى نقطة يكون فيها خطر ضياع مجريات الأحداث”.

وأضاف “لهذا السبب أستشهد بالوضع في تركيا، حيث لا علاقة للمواطنين الإسرائيليين بما يحدث، وهذا أمر خطير للغاية، وإذا كانت هناك قضايا في تركيا ترسم مستقبلاً قاتماً للغاية لكل من إيران وإسرائيل، فمن واجبنا منع ذلك”.

وكان اللواء محمد علي جعفري، القائد السابق للحرس الثوري الإيراني،  قال الأربعاء، إنه “بعد اغتيال العقيد خدائي وقبل ذلك، وجهت إيران ضربات لإسرائيل لم تستطع التصريح بها، لذلك في هذه الإجراءات، غالبًا ما يتم إخفاء الضوء وسرية.”

وأشار جعفري “الضربات الايرانية الموجهة ضد إسرائيل في مختلف دول المنطقة وداخل الأراضي المحتلة تضاعفت وستستمر، لكن الجمهورية الإسلامية لايمكنها الإفصاح عن جزئيات الكثير منها وهي تحافظ على سريتها”.

وأضاف “نحن وباقي محاور جبهة المقاومة نفذنا الكثير من الضربات ضد الكيان المحتل التي سبقت عملية اغتيال صياد خدائي”.

هل تغير الوضع وازداد سوءًا؟

لقد ذهبت إيران وإسرائيل وحلفاؤها الغربيون مرارًا إلى حافة الصراع العسكري على مدى العقود الأربعة الماضية، واستمرت الحرب السيبرانية بين البلدين منذ سنوات وأدت حتى إلى توجيه هجمات عسكرية أو “حرب الظل” على منشآت عسكرية على الأراضي الإيرانية.

لكن هل تختلف هذه المواجهة عن الأوقات السابقة وهل ساءت؟

قال المدير السابق لوكالة الاستخبارات والعمليات الاسرائيلية الخاصة: “أعتقد أن إسرائيل تواجه تهديدات مختلفة وفي مختلف المجالات، وتعد أنواع الأسلحة التي تهدد إسرائيل أكبر بكثير وأكثر تنوعًا مما كانت عليه في الماضي، وإيران في المقابل في خطر ولن تستفيد منه، وربما لا تكون نتيجة هذا الصراع ما تريده إيران، “لذا فإن أفضل طريقة هي منع الصراع.”

من جانبه، قال شهرام خالدي، أستاذ التاريخ والعلاقات الدولية في جامعة واترلو الكندية، إن إسرائيل لم تتلق في الماضي مثل هذا الدعم من الدول العربية في المنطقة، لكن تحول التركيز في الخليج ربما عزز موقف المتطرفين والمسلحين في إسرائيل.

وأوضح أن “علاقات المنطقة تغيرت من حيث العداء التاريخي للدول العربية المحافظة مع إسرائيل وتوصلت إلى تحالف عملي مع تل أبيب، وقد أدى ذلك إلى اتخاذ موقف أقوى إلى حد ما في جهاز المخابرات الإسرائيلي، الذي لديه ميول عدائية، واتخاذ إجراءات عسكرية أكثر موضوعية ضد إيران”.

وقبل حوالي أسبوعين، أجرت إسرائيل ما يسمى بمناورة “عربة نارية” في قبرص حيث قام سلاحها الجوي بمحاكاة هجوم على أهداف نووية في إيران.

هل دول الخليج العربي قادمة لمساعدة إسرائيل؟

وقال افرايم هليفي ردا على طلب من وزير الدفاع الإسرائيلي بتشكيل تحالف عسكري ضد إيران في المنطقة إن “إسرائيل ليست الدولة الوحيدة المستاءة وغير الراضية عن سلوك إيران”، مضيفاً “لكن هل تستطيع إسرائيل الدخول في صراع عسكري مع إيران وحدها أم أنها بحاجة إلى مساعدة حلفائها؟”.

وقال إفرايم هولواي ردا على طلب من وزير الدفاع الإسرائيلي بتشكيل تحالف عسكري ضد إيران في المنطقة إن “إسرائيل ليست الدولة الوحيدة المستاءة وغير الراضية عن سلوك إيران”.

ورداً على السؤال، شدد رئيس الموساد السابق على أنه لا يريد الخوض في تفاصيل استراتيجيات إسرائيل وخططها، سواء كانت حرب محدودة أو مشاركة دول أخرى.

وقال “الآن على الجميع أن يأخذوا نفسا عميقا ويحاولوا التفكير في عواقب الصراع بين البلدين”. واضاف “اعتقد ان مثل هذه الصراعات لن تساعد في رفاهية شعوب المنطقة”.

فيما يرى شهرام خالدي “إنه يعتقد أن إسرائيل يمكن أن تعتمد على السعودية في أي مواجهة عسكرية محتملة ضد إيران، مبيناً أن “الإمارات لا تريد صراعا عسكريا لأنها ستكون في طليعة أي صراع وهي ليست عسكرية”.

وأضاف “السعودية بالنظر إلى تاريخها في التعامل مع خصومها، بسبب الضربات التي تلقتها من الجمهورية الإسلامية في اليمن ومنشآتها النفطية خلال السنوات الخمس الماضية، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، من الممكن أن تدخل السعودية وتساعد في أي هجوم عسكري ضد إيران”.

وأضاف “يبدو أن للهرم العسكري الأمني ​​الإسرائيلي حليف غير متوقع فيما يتعلق بمواجهة عسكرية مع الجمهورية الإسلامية في محمد بن سلمان”.

ورد على نفس السؤال، رد هليفي، والذي شدد مرارًا وتكرارًا على الحاجة إلى تهدئة الموقف ومنع التوترات، وقال حول كيفية تخفيف التوتر من خلال اقتراح أنه لا ينبغي لإيران “إلقاء الحجارة” على المحادثات النووية والسماح لـ “مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتنفيذ مهامهم، كما دعا إيران إلى عدم إرسال أسلحة إلى سوريا ولبنان”.