الهواتف المحمولة سلاح حرب في أوكرانيا

في أوكرانيا، يستخدم كل جانب شبكات الهاتف المحمول للتجسس على الخصم ولكن أيضًا لتحديد موقع، ثم ضربه بصاروخ. لهذا الغرض تستخدم الجيوش محطات وسيطة كاذبة مكوّنة من طائرات مسيرة وشاحنة لتحديد مواقع الهواتف الذكية للجنود.

ليست الطائراتُK العدوَّ الوحيد للسكان والجنود في الجوK هناك أيضًا طائرات مسيرة ولكن أيضًا K شبكات اتصالات.

وفي تحقيق طويل توضح قناة ”Sky News“ بالتفصيل كيف تستخدم أوكرانيا وروسيا هذه الهواتف كأسلحة حرب حقيقية.

ليس الهدف اعتراض المحادثات والتجسس على العدو فقط، بل يتعلق الأمر قبل كل شيء باستخدام الشبكات ”لتعقب“ حركات العدو. تمامًا كما يكشف تحقيق قضائي عن مكان وصول الهاتف المحمول لمشتبه به، في هذه الحالة، يستخدم كل جانب أجهزة تسمى ”محاكِيات المواقع الخلوية“ simulator ، وهي أجهزة تحاكي مناوب (وسيط) هاتفي محدد، وهي مرتبطة بطائرات مسيرة يتم إرسالها عبر ساحة المعركة لالتقاط إشارات من الهواتف القريبة، ثم يتم إرسال المعلومات إلى شاحنة مخصصة لهذه المهمة.

هواتف مراقبة بدائرة قطرها 6كم

تُجبِر أجهزة المحاكاة (المُحاكيات) هذه الهواتفَ على الاتصال بأبراج متعددة في المنطقة، بقياس قوة الإشارة والاتجاه لكل هاتف وسارية.

ومن خلال تحليل هذه الاستجابات، بناءً على قوة الإشارة يصبح بالإمكان تحديد المكان الذي من المحتمل أن تتواجد فيه الأجهزة وتوجيه ضربة نحو ذلك المكان.

ويصبح الأمر أسهل في حال كانت شريحة GPS الخاصة بالهاتف مفعَّلة، فمن الممكن بعد ذلك الحصول على الموقع الدقيق للهاتف الذكي، وبالتالي تحديد موقع العدو.

ووفقًا لشبكة سكاي نيوز أيضًا يستخدم الروس في أوكرانيا نظام الحرب الإلكترونية Leer-3 – المكوّن من طائرتين مسيرتين وشاحنة قيادة – كوسيلة لتحديد مواقع القوات الأوكرانية.

يمكن لهذا النظام التقاط أكثر من 2000 هاتف داخل دائرة قطرها 6 كيلومترات. ويستخدم الأوكرانيون نظامًا مماثلا، وتفيد صحيفة نيويورك تايمز أن جنرالًا روسيًا واحدًا على الأقل قد قُتل بعد أن تم اعتراض مكالمة على هاتفه المحمول من قبل المخابرات الأوكرانية.

منذ بداية الصراع نجح الأوكرانيون في اعتراض الاتصالات الروسية، سواء عن طريق موجات الراديو أو عبر الهاتف.

لماذا لا تدمر روسيا الشبكة؟

من حربها منذ ثماني سنوات في دونباس اكتسبت أوكرانيا خبرة في هذا النوع من التكنولوجيا، ولذلك أصدرت تعميماً للجنود والأشخاص الذين كانوا يقاتلون منذ بدء الغزو في أواخر شباط/ فبراير، وتتضمن هذه التعليمات قائمة من النصائح مثل ترك بطاقة SIM الخاصة في المنزل، أو شراء واحدة في نفس موقع الصراع، أو حتى إجراء مكالمات بعيدًا عن خط المواجهة في الصراع، أو في المناطق المزدحمة، وبالطبع ترك الهاتف مغلقًا بأقصى قدر ممكن.

وفقًا لشبكة سكاي نيوز هناك سبب يوضح كون أن البنية التحتية للاتصالات السلكية واللاسلكية قليلة التعرض للهجوم من قبل الروس: فهي تسمح لهم بجمع المعلومات الاستخباراتية من المكالمات الأوكرانية، ولكن أيضًا لتشغيل طائراتهم المسيرة. لذلك يحتاج كل معسكر إلى أن تظل شبكة الهاتف المحمول شغالة.

وهناك سبب آخر، وهو ببساطة معرفة مواقع العدو دون ضربها، والحصول على أكبر قدر ممكن من المعلومات حول تحركات العدو وخططه.

يخلص جون سكوت رايلتون، الباحث في Citizen Lab بجامعة تورنتو، إلى أنه ”ربما ليست أهدافًا كبيرة بما يكفي لإطلاق صاروخ على الفور نحوها، لكنها قد تكون كبيرة بما يكفي لتتبعها واكتساب المعلومات الاستخبارية منها“.

اخبارالسياسةالعراقالمعهد العراقيالملف النووي الايرانيايران