التنمية استعداداً للحرب.. توتر حدودي جديد بين الصين والهند

النزاع بين الصين والهند، على المناطق الحدودية، يشهد موجات من الصعود والهدوء، ويبدو أنه يتخذ حالياً موجة جديدة من التوتر، في أعقاب إعلان الهند أنها رصدت قيام الصين ببناء جسر فوق بحيرة بانغونغ في الهمالايا، يقع أغلبها في المناطق الصينية، وحوالي ثلثها في المناطق الهندية، وهو التحرك الذي اعتبرته الهند بمثابة عمل تسعى بكين من خلفه إلى سرعة حشد قواتها العسكرية على المناطق الحدودية المتنازع عليها فيما بينهما.

فوائد عسكرية

وذكر تقرير نشرته «إذاعة صوت أمريكا»، أن الجسر الجديد، يقع على بحيرة بانغونغ، التي يبلغ طولها 135 كيلومتراً، في المنطقة الخاضعة لسيطرة الصين، ولكن تطالب بها الهند، وسيساعد الجسر القوات الصينية، على التحرك سريعاً إلى المنطقة، التي تشهد توتراً بين الجانبين، حسبما قال محللون.

وكان الجسر الجديد، محل اهتمام كبير من وسائل الإعلام الهندية، التي نشرت لقطات أعمال البناء فيه، ومنها صحيفة “The Hindu”، مشيرة إلى مزايا الجسر للقوات الصينية، حيث كان في السابق يضطر للتحرك حول البحيرة للوصول إلى الضفة الشمالية للبحيرة ويستغرق نحو 12 ساعة، ولكن الجسر الجديد، الذي يبلغ طوله نحو 500 متر، سيختصر الوقت إلى 3-4 ساعات.

الهند تراقب عن كثب
وبعد الإعلان الهندي، عن الكشف من خلال صور الأقمار الصناعية، عن بدء الصين أعمال البناء في الجسر، ذكرت دلهي أنها تراقب أعمال البناء عن كثب، ونقل موقع تلفزيون نيودلهي (Ndtv) عن المتحدث باسم الخارجية الهندية، أريندام باجشي، قوله: «يتم إنشاء الجسر في منطقة تحت الاحتلال الصيني غير المشروع منذ 60 عاماً، والهند لم تعترف في أي يوم من الأيام بذلك الاحتلال غير القانوني» على حد تعبيره.

ومن جانبها، ردت وزارة الخارجية الصينية قائلة إن «أعمال البنية التحتية تهدف إلى الحفاظ على السيادة الصينية وأمنها، وكذلك السلام والاستقرار على الحدود الصينية- الهندية».

ونقل التقرير عن زميل مؤسسة «أوبزرفر» للأبحاث، مانوغ جوشي، قوله: «سيسهل ذلك الجسر من تحرك القوات الصينية ووصولها إلى الضفة الشمالية لبحيرة بانغونغ، انطلاقاً من معسكراتهم في التبت.. فهم يريدون تعزيز دفاعاتهم في ذلك الجانب من البحيرة».

وأوضح التقرير أن البحيرة الواقعة على ارتفاع حوالي 4 آلاف قدم، يقع ثلثاها في التبت، والثلث الباقي في منطقة لاداخ الهندية، والتي ظهرت كإحدى نقاط التوتر بين الجانبين، في عام 2020، عندما وجهت الهند اتهاماً للقوات الصينية بأنها دخلت إلى الأراضي الهندية.

وظلت القوات الهندية والصينية في أوضاع متقابلة، طوال 9 أشهر، حتى تراجعت قواتهما في بحيرة بانغونغ، وإن ظلت منطقة لاداخ الحدودية تكتظ بالقوات المسلحة، حيث تنشر الدولتان نحو 50 ألف جندي في المنطقة، بينما يتزايد التوتر بينهما في عدة نقاط تماس استراتيجية حدودية.

مشروعات صينية

وقال جوشي: «خلال السنوات الأخيرة، سرعت الصين من إنشاء مشروعات البنية التحتية العسكرية مثل مهابط الطائرات والطرق، على طول الحدود مع الهند.. إنهم يضخون أموالاً ضخمة في التبت بهدف تنميتها، ويريدون ضمان حماية الحدود والدفاع عنها بشكل جيد».

استعدادات هندية

ومن جانبها، تعمل الهند هي الأخرى على التعجيل ببناء الطرق والجسور لتسهيل وصول قواتها ومدفعيتها إلى تلك المنطقة، في مواجهة خصم زاد من تعزيزاته العسكرية على الحدود.

ولفتت صحيفة “The Hindu” إلى أن الهند ركزت خلال السنوات القليلة الماضية، على تطوير البنية التحتية في المناطق الأمامية، حيث يجري تشييد الطرق والجسور والأنفاق على نطاق واسع على طول المنطقة.

كما أوضحت إذاعة صوت أمريكا أن وزير الدفاع الهندي، راجناث سينغ، افتتح خلال الأيام الماضية، 27 مشروعاً للطرق والجسور، تم بناء معظمها لتسهيل وصول القوات على طول الحدود الهندية– التبتية، وتشمل تلك المشروعات طريقا يزيد ارتفاعه على 5800 متر شرقي منطقة لاداخ.

لقاءات ثنائية

وجاء الكشف عن أعمال البناء في الجسر الجديد، قبيل اجتماع القادة العسكريين في البلدين لحل المواجهة بينهما في لاداخ، حيث سيعقد الحوار بينهما في 12 يناير الجاري، بعد أشهر من انتهاء الجولة الأخيرة من المحادثات بينهما بدون أي إحراز نتائج.

المصدر : رؤية
لـ هاني بدر الدين