المعهد العراقي للحوار
مؤسسة فكرية بحثية، تعنى بالدراسات والتخطيط الستراتيجي، تأسست بعد التغيير في عام 2003، لتقوم بمهمة صناعة القرارات وتحضير الخيارات وبدائلها من خلال الرصد المكثف للأحداث وتطوراتها وعرضها على المختصين ومناقشتها من خلال ندوات و ورش عمل وطاولات بحث مستمرة

صحف عالمية: واشنطن لا تمتلك خطة لإنقاذ لبنان

أبرزت الصحف العالمية الصادرة اليوم الخميس، عددا من القضايا والملفات التي تشغل المجتمع الدولي، من بينها دور الولايات المتحدة في لبنان في ظل حكومة نجيب ميقاتي الجديدة، والدور الروسي والصيني في الشرق الأوسط، ومستقبل المنطقة، خاصة بعد الانسحاب التدريجي للولايات المتحدة.

أمريكا ليس لديها خطة لإنقاذ لبنان!

ذكرت مجلة ”فورين بوليسي“ الأمريكية أن ”الآمال تتزايد عند اللبنانيين مع قدرة الولايات المتحدة بصفتها  أكبر مانح للمساعدات الإنسانية للبنان على حل الأزمة الاقتصادية المتفاقمة في البلاد، خاصة في ظل الحكومة الجديدة برئاسة نجيب ميقاتي، التي تسلمت زمام الأمور في 10 أيلول/سبتمبر، بعد فراغ في السلطة دام 13 شهرا“.

وتابعت: ”لسوء حظ لبنان، ليس لدى واشنطن خطة نشطة للإنقاذ، ولا يوجد أي مؤشر على وجودها.. حتى الآن، عرضت الولايات المتحدة دعما خاصا فقط، وفعلت الحد الأدنى لمنع الانهيار التام“.

وأضافت: ”بدلا من ذلك قامت واشنطن بتعهيد ملف لبنان إلى فرنسا، التي فشلت في حل الأزمة، بعد زيارات قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في أعقاب انفجار مرفأ بيروت العام الماضي“.

وأردفت المجلة: ”مع بدء خيبة الأمل من الفرنسيين، قال العديد من المحللين إن فرنسا، لم يكن لديها نوع التأثير الذي تمارسه الولايات المتحدة، لإجبار النخبة السياسية المتغطرسة على العمل“.

ونقلت ”فورين بوليسي“ عن المحلل السياسي اللبناني البارز سامي نادر، قوله: ”لبنان ليس أولوية لدى إدارة جون بايدن. أمن إسرائيل على رأس جدول أعمالها، بالإضافة إلى إحياء الاتفاق مع إيران.. لكن لبنان ليس كذلك“.

 تعديل وزاري مفاجئ في بريطانيا

وفي بريطانيا، فاجأ رئيس الوزراء بوريس جونسون الجميع، أمس الأربعاء، بإجراء تعديلات وزارية في حكومته طالت العديد من الحقائب، حيث شملت وزراء مقربين منه، في محاولة لإحياء أجندته الإصلاحية الداخلية وتحسين مكانة بريطانيا على المسرح الدولي، وفقا لصحيفة ”فاينانشيال تايمز“.

وذكرت الصحيفة: ”ظل وزراء كبار مثل المستشار ريشي سوناك، ووزيرة الداخلية بريتي باتيل، ووزير الصحة ساجيد جافيد، ووزير الأعمال كواسي كوارتنج، في مناصبهم“.

أما صحيفة ”التايمز“، فقد سلطت الضوء علي أكثر تعديل وزراي إثارة للجدل، وهو تقليل رتبة دومينيك راب، من كونه وزيرا للخارجية، لشغل منصب نائب رئيس الوزراء، وفي ذات الوقت، سيشغل منصب وزير العدل، وستخلفه في الخارجية ليز تروس، التي كانت تشغل منصب وزير التجارة الدولية.

وقالت الصحيفة: ”وردت تلميحات بأن راب رفض خفض رتبته خلال اجتماع متوتر مع جونسون.. وأصبح أول شخص يشغل هذا الدور منذ نيك كليج، الزعيم الديمقراطي الليبرالي السابق“.

وأضافت: ”أقال جونسون وزير التعليم جافين ويليامسون، وسكرتير الحكومة المحلية روبرت جينريك، والرئيسة المشاركة لحزب المحافظين أماندا ميلينج، من حكومته، وهم الذين كانوا جميعا من أوائل المؤيدين لمحاولته لقيادة حزب المحافظين. وتمت إقالة وزير العدل روبرت باكلاند. وأوضحت ”التايمز“ أن ”التعديلات شملت وزارات التعليم والإسكان والخارجية والتجارة الدولية والثقافة“.

تحالف ثلاثي لمواجهة الصين

ذكرت صحيفة ”الجارديان“ البريطانية في تقرير لها أن ”الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا أقامت شراكة أمنية ثلاثية تهدف إلى مواجهة الصين، ستشمل مساعدة أستراليا في بناء غواصات تعمل بالطاقة النووية“.

وأضافت: ”تم الإعلان عن المبادرة، المسماة بـ(أوكوس – Aukus)، بشكل مشترك من قبل الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ورئيس الوزراء البريطاني، والأسترالي، سكوت موريسون.. لقد قدموها على أنها الخطوة الحاسمة في تحالف قديم“.

ونقلت ”الجارديان“ عن موريسون قوله: ”إن فرقا من الدول الثلاث ستضع خطة خلال الأشهر الـ 18 القادمة لتجميع أسطول الغواصات الأسترالي الجديد الذي سيعمل بالطاقة النووية، والذي سيتم بناؤه في أديلايد. سيجعل المشروع أستراليا الدولة السابعة في العالم التي تمتلك غواصات تعمل بمفاعلات نووية“.

وأوضحت الصحيفة: ”لم يذكر أي من الزعماء الثلاثة الصين صراحة في حديثهم، ولكن لم يكن هناك شك في أن المبادرة كانت ردا على حملة الصين التوسعية في بحر الصين الجنوبي والعداء المتزايد تجاه تايوان“.

دور روسيا والصين في الشرق الأوسط

جددت الذكرى الـ 20 لأحداث 11 ايلول/سبتمبر، وانسحاب أمريكا من أفغانستان، الجدل حول ما إذا كان ينبغي على الولايات المتحدة أن تظل منخرطة بعمق عسكريا في الشرق الأوسط.

وتركز هذه المناقشات عادة على ما إذا كان هذا الوجود ضروريا لضمان النقل الآمن للنفط من المنطقة، أو منع الهجمات ”الإرهابية“، أو منع قوة واحدة من السيطرة على المنطقة.

وفي هذا الصدد، ذكرت مجلة ”فورين بوليسي“ في تحليل أنه ”في الآونة الأخيرة، تسببت المنافسة الشرسة بين القوى العظمى (الولايات المتحدة وروسيا والصين) في الشرق الأوسط في طرح العديد من التساؤلات، وبدأ المسؤولون الأمريكيون ومحللو السياسة بالفعل في دق ناقوس الخطر، حول إمكانية أن تملأ موسكو أو بكين الفراغ حال انسحاب واشنطن من المنطقة.. لكن هذه المخاوف مضللة.. لا روسيا ولا الصين لهما القدرة على ملء الفراغ الأمريكي المفترض في الشرق الأوسط، ولا ترغبان في ذلك“.

وأكدت المجلة: ”لم تتحدى موسكو وبكين بشكل مباشر النظام الأمني ​​الذي تقوده واشنطن في المنطقة، لأنهما تستفيدان منه.. فقد وفرت لهما المظلة الأمنية لزيادة مشاركتهما في المنطقة، دون الاضطرار إلى تحمل تكاليف الحماية المادية لمصالحهما“.

وأردفت: ”تدخلت روسيا عسكريا في سوريا لإنقاذ بشار الأسد، في عام 2015، وهذا البلد هو الآن موطن لقاعدة موسكو البحرية الوحيدة في البحر المتوسط.. شاركت موسكو نفسها في الحرب الأهلية المستمرة في ليبيا، ونشرت متعاقدين عسكريين خاصين في السودان، لدعم المجلس العسكري الانتقالي الذي تولى السلطة بعد الإطاحة بعمر البشير.. كما زادت مبيعاتها من الأسلحة بشكل كبير في جميع أنحاء الشرق الأوسط“.

وتابعت: ”في غضون ذلك، أصبحت الصين أكبر مستهلك للنفط في المنطقة، وأكبر شريك تجاري، وأكبر مستثمر، حيث تسعى بكين إلى دمج مبادرة الحزام والطريق الطموحة مع برامج الإصلاح الاقتصادي والتنمية الوطنية التي تتبعها العديد من الدول في المنطقة، كما زادت مبيعات الأسلحة الصينية إلى المنطقة بشكل كبير“.

وأشارت المجلة: ”يرى البعض هذه التطورات دليلا على أن الشيء الوحيد الذي يقف في طريق روسيا أو الصين لتوسيع نفوذها وموقعها الاستراتيجي داخل الشرق الأوسط هو الوجود العسكري المسيطر للولايات المتحدة“.

اترك تعليقا