المعهد العراقي للحوار
مؤسسة فكرية بحثية، تعنى بالدراسات والتخطيط الستراتيجي، تأسست بعد التغيير في عام 2003، لتقوم بمهمة صناعة القرارات وتحضير الخيارات وبدائلها من خلال الرصد المكثف للأحداث وتطوراتها وعرضها على المختصين ومناقشتها من خلال ندوات و ورش عمل وطاولات بحث مستمرة

عوائق بناء الهُوية والدولة في العراق

مقدمة من بحث ا. د #محمد_عطوان – جامعة البصرة والمعنون بـ ( عوائق بناء الهُوية والدولة في العراق) ، المشارك في مؤتمر #حوار_بغداد_الدولي_الرابع .
” تلفِت معظم الدراسات والاستبيانات المحلية والدولية النظر إلى وجود مشكلات بنيوية حالت دون نهوض الدولة العراقية بشكلها الحديث.. وتأريخياً الدولة العراقية لم تكن نتاج تراكم ثقافي وأيديولوجي محلي ثابت، بل كانت تفتقر إلى مثل هذا الثبات والتراكمية، وتعيش نوعاً من السبات الاجتماعي طوال مدة الحكم العثماني؛ بل كان الجدل غائباً والديناميات الداخلية للتغيير غير متحققة بسبب طابع علاقات الإنتاج الزراعية من جهة، وإرادة الولاة العثمانيين وسياساتهم التجهيلية التي أبقت المجتمع يعيش في ضمن أطر تقليدية من جهة أخرى، وبالتالي لم يكن اِنبناء الدولة الحديثة نتاج تحولات ثقافية وفلسفية ثورية، إنما ساهمت فيه القوى الكولنيالية، لاسيما بريطانيا، فكان النشوء بإرادة خارجية.
الفرضية : منذ نهاية السبعينيات من القرن الماضي ركَّز البحثُ السوسيولوجي على أصل المُعضِلات التي تَرافقت مع ظروفِ نشأة الدولة العراقية، وهي في الواقع دولة لم تكن لتدّخر مُمكنِات النهوض في بنيتها التكوينية.. ومن ثم الحديث عن وجود الدولة لمجرد إثبات التسمية من دون تشخيص مُمكِنات نشوئها يُثير لدى المُتتبعين إشكالية تحديد الهُويّة الاجتماعية والسياسية بمبناها الفلسفي المُعاصر ومفهومها النظري الحديث.
الإشكالية: تكمن الإشكالية في هيمنة الأيديولوجي على مخرجات نقد رواية الدولة، والتركيز بدرجة كبيرة على سؤال المحتوى فيها، الذي غالباً ما يكون تأويلياً وأُنطولوجياً يفضي إلى الوقوع في مهاوي الأيديولوجيا سواء بإزاء إثبات الرواية أو نفيها.
اترك تعليقا