
مدينة صناعية عراقية صينية تهزّ الشرق الأوسط
في قلب بلاد الرافدين، وتحديداً في مدينة كربلاء، تتشكل ملامح مشروع استراتيجي ضخم يعكس تحوّل العراق نحو شراكات اقتصادية فاعلة ومتعددة الأطراف، بعيداً عن الضغوط الغربية والتعريفات الجمركية الأميركية.
ففي خطوة طموحة، وقعت الحكومة العراقية اتفاقاً مع شركة صينية كبرى لإنشاء مدينة صناعية متطورة في كربلاء، باستثمارات تصل إلى ملياري دولار. المشروع يأتي ضمن رؤية أوسع لتحويل صحراء كربلاء إلى منطقة صناعية وزراعية مزدهرة، تعزز الاكتفاء الذاتي وتخلق فرصاً كبيرة للعمل والتنمية المستدامة.
مدينة صناعية عملاقة: النفط، البتروكيماويات، والكهرباء المستقلة
الاتفاق، الذي شهد توقيعه وزير الصناعة والمعادن خالد بتال في 19 أبريل، يتضمن إنشاء أربعة مصانع بتروكيماوية على مساحة تصل إلى 1200 فدان، مع بنية تحتية مكتملة بنسبة 60%، بحسب وكالة الأنباء العراقية.
الميزة الفريدة في هذا المشروع تكمن في استقلاله الطاقي، حيث ستوفر الشركة المطوّرة الطاقة الكهربائية لجميع المصانع، ما يضمن استمرارية الإنتاج دون انقطاع، مع استغلال الفائض لدعم مشاريع أخرى.
المدينة الصناعية تقع على بعد 3 كيلومترات فقط من طريق التنمية ومصفى كربلاء، ما يعزز من فرص التكامل اللوجستي والصناعي ويحوّل الموقع إلى عقدة اقتصادية استراتيجية.
صحراء تتحول إلى واحات خضراء
في موازاة هذا التحول الصناعي، تعمل الحكومة العراقية منذ سنوات على استصلاح أراضي كربلاء وتحويلها من أرض قاحلة إلى سلة غذائية مزدهرة. فقد تم إحياء عشرات العيون المائية وزراعة آلاف النخيل، وصولاً إلى استغلال 550 كيلومتراً مربعاً في الزراعة والإنتاج الحيواني، ما وفر آلاف الوظائف وقلل الاعتماد على الاستيراد الغذائي.
في مرمى الحرب التجارية: الصين تتقدم وأميركا تتراجع
يأتي هذا الحراك في ظل توتر متصاعد بين العراق والولايات المتحدة بعد إعلان إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض تعريفات جمركية بنسبة 39% على العراق، ما دفع بغداد لإعادة تقييم علاقاتها الاقتصادية وتوسيع شراكاتها مع بكين.
وبينما تحاول واشنطن تقليص النفوذ الصيني في العراق، تشير الأرقام إلى أن الشركات الصينية تهيمن اليوم على 34% من احتياطيات النفط المؤكدة في البلاد، وتساهم في ثلثي الإنتاج الحالي، كما ارتفعت صادرات العراق من النفط إلى الصين بنسبة 20% منذ 2019، لتتجاوز مليون برميل يوميًا عام 2023.
الحزام والطريق: العراق بوابة الصين في المنطقة
المشروع جزء من رؤية عراقية أوسع للانخراط في مبادرة "الحزام والطريق"، حيث ينظر المسؤولون في بغداد إلى التجربة الصينية بإعجاب، خاصة في قدرتها على بناء قطاعات إنتاجية قوية وانتشال أكثر من 850 مليون شخص من الفقر.
بحسب محللين، فإن التعاون مع الصين يمنح العراق نموذجاً اقتصادياً أقل ارتباطاً بالشروط السياسية الغربية وأكثر تركيزاً على التنمية الفعلية.
العراق الجديد: بين التحديات والفرص
رغم التعريفات الجمركية الأميركية، يبدو أن العراق ماضٍ في إعادة رسم خارطته الاقتصادية، معتمداً على موارده الطبيعية وموقعه الاستراتيجي وشركائه الجدد. كربلاء، التي كانت يوماً صحراء قاحلة، تتحوّل اليوم إلى نقطة ارتكاز في مشروع نهضوي قد يعيد تعريف دور العراق في المنطقة والعالم.

المعهد العراقي للحوار يصدر "الحقيبة الدبلوماسية" للدكتور كرار البديري

استكتاب خاص بمؤتمر حوار بغداد الدولي السابع لكتابة أوراق بحثية

رئيس الوزراء: طريق التنمية سيجعل العراق قوة اقليمية سياسة واقتصادية

إشادات بحوار بغداد الدولي: تعزيز دور العراق المحوري ونقطة التقاء للرؤى

دعوة استكتاب في العدد (79) من مجلة "حوار الفكر"

ندوة في المعهد العراقي للحوار (اليابان وفلسطين.. لغز الثقافة والانتصار للمظلومية)

كلمة مدير المعهد العراقي للحوار في مؤتمر حوار بغداد الدولي السادس

تعليقات الزوار