00:00:00
توقيت بغداد
2025يونيو16
الاثنين
33 °C
بغداد، 33°
الرئيسية أخبار نشاطات منتدى بغداد الدولي للطاقة إتصل بنا

ترجمة: المعهد العراقي للحوار

ترامب يعيد تشكيل الديمقراطية ويؤسس لـ"اليوكراطية"

في مقالة مطوّلة نشرها الباحث الكندي ألان ديلوتافو، يطرح المؤلف أطروحة مثيرة للجدل مفادها أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لا يمثل نهاية الديمقراطية الأمريكية كما يروّج البعض، بل يقود تحولاً جذرياً نحو نمط جديد من الحكم يسميه "اليوكراطية" – نظام وطني يقوم على الحوكمة الرشيدة والقيادة الأخلاقية والرؤية المستقبلية.

شعار "أمريكا أولًا"... من النشوة الجماهيرية إلى المفهوم السياسي

يرى ديلوتافو أن الحشود التي تهتف "USA! USA!" في تجمعات ترامب لا تعبّر فقط عن دعم شخصي لزعيم شعبوي، بل تكشف عن تحوّل عميق في الوعي السياسي لدى شريحة واسعة من الأمريكيين الذين يشعرون بالإقصاء والخيانة من قبل النخب السياسية التقليدية.

وبالنسبة لهم، أصبح شعار "اجعلوا أمريكا عظيمة مجدداً" (MAGA) رمزًا للحنين إلى دولة توفر الحماية والرعاية لمواطنيها قبل الانشغال بهموم العالم الخارجي.

من ديمقراطية النخب إلى "اليوكراطية" الوطنية

المقال يستحضر المفهوم اليوناني القديم للديمقراطية، كما طرحه كليسثينيس، ليؤكد أن الديمقراطية الأصلية كانت تستند إلى صوت الشعب، وليس إلى تحالفات النخبة. ومن هذا المنطلق، يصف ديلوتافو مشروع ترامب بأنه "تحقيق حديث لجوهر الديمقراطية" لكنه في ثوب جديد: دولة وطنية تُدار من أجل الخير العام، ويقودها أناس أكفاء ومخلصون لوطنهم.

"اليوكراطية": ثلاث ركائز لحكم مستقر ومتقدم

يعرض الكاتب ثلاث دعائم أساسية لهذا النموذج الجديد:

الوطنية: حكومة تضع مصلحة الدولة والمواطن فوق كل اعتبار، وتحظى بولاء متبادل بين الشعب والسلطة.

الحوكمة الجيدة: قيادة قوية وكفؤة، لا تستهدف السيطرة بقدر ما تسعى إلى العدالة والرفاه، على غرار ما حققته دول مثل سنغافورة، قطر، والإمارات.

القيادة الاستشرافية: سلطة تتبنى الابتكار، وتسعى إلى النمو الاقتصادي والسياسي من خلال رؤية طويلة الأمد.

دبلوماسية جديدة: "اليوكراطية" تتجاوز الأيديولوجيا

وفقًا للمقال، فإن تحالف ترامب الودي مع أنظمة شرق أوسطية مثل السعودية والإمارات وقطر يعكس بداية دبلوماسية جديدة قائمة على المصالح المشتركة، وليس على القيم الليبرالية وحدها. في هذا السياق، تصبح هذه الأنظمة -رغم تصنيفها كأنظمة سلطوية- نماذج محتملة للتنمية السريعة والسيادة المستقرة، ما دامت ترتكز على الحكم الصالح، لا القمع.

هل تنتهي الديمقراطية؟ أم تتجدد؟

يجيب ديلوتافو: نعم، إذا كان المقصود نهاية نظام مشلول بفعل الانقسام الحزبي والتطرف الفكري. ولا، إذا كان المقصود نهاية حكم الشعب. فما يحدث – برأيه – هو تحوّل لا تفكك: من ديمقراطية الشكل إلى "يوكراطية" الجوهر، تتبنى المبادئ الأخلاقية نفسها، ولكنها تتجاوز نقاط ضعف النظام القديم.

أمريكا كنموذج عالمي جديد؟

يختم الكاتب بطرح سؤال مفتوح: هل يمكن أن تصبح "اليوكراطية" بديلاً عالميًا للديمقراطيات الغربية المتعثرة؟ وهل يكون تحالف الدول ذات الأنظمة "القوية الصالحة" هو الضامن الجديد للاستقرار والسلام في العالم؟ في نظر ديلوتافو، يبدو أن الطريق إلى هذا المستقبل قد بدأ فعليًا... من واشنطن.

 

ألان ديلوتافو، حاصل على دكتوراه في العلوم الاجتماعية من جامعة بريتوريا، كاتب كندي ذو خلفية متعددة التخصصات في علم الاجتماع والدين. شارك في مؤتمرات علمية دولية وعضو في عدد من المؤسسات البحثية.

تعليقات الزوار