مأزق العلاقات الأمريكية- الأفريقية وتداعياته
تواجه العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة الأمريكية وجنوب أفريقيا أزمة متفاقمة منذ عدة سنوات، ازدادت حدّتها مع وصول إدارة ترامب الجديدة إلى الحكم. ويُعد هذا التوتر نقطة تحول حاسمة ليس فقط للعلاقات بين واشنطن وبريتوريا، بل يمتد أثره المحتمل إلى علاقة الولايات المتحدة مع القارة الأفريقية بأكملها، وخاصة منطقتي القرن الأفريقي والجنوب الأفريقي.
في هذا التقرير، نستعرض جذور التوتر في العلاقات بين البلدين، ونحلل أبرز الخلافات في السياسة الخارجية، ونتوقف عند الدور المحوري الذي تلعبه مبادرة AGOA في العلاقات التجارية، مع استشراف مستقبل العلاقة الثنائية وتداعياتها الإقليمية.
علاقات معقدة منذ عقود
عرفت العلاقات الأمريكية-الجنوب أفريقية تعقيدات مزمنة منذ عهد الفصل العنصري، حينما تبنّت واشنطن سياسة "الانخراط البنّاء" في محاولة لموازنة الضغوط على نظام الفصل العنصري مع مواجهة النفوذ السوفيتي. في حين رأت الأغلبية السوداء في جنوب أفريقيا هذا النهج تفريطاً في دعم حقوق الإنسان.
مع نهاية نظام الفصل العنصري، شهدت العلاقة تذبذباً بين التعاون والتوتر. وقد زاد الاحتقان بسبب تصنيف "المؤتمر الوطني الأفريقي"، الحزب الحاكم حالياً، كجماعة إرهابية خلال الحرب الباردة، واستمرار إدراج نيلسون مانديلا على قائمة المراقبة الإرهابية الأمريكية حتى عام 2008، وهو أمر لا يُنسى لدى كثير من الجنوب أفريقيين.
AGOA حجر الزاوية في العلاقات التجارية
تُعد مبادرة النمو والفرص في أفريقيا (AGOA)، التي أُطلقت عام 2000 في عهد الرئيس جورج بوش الابن، أحد أهم أطر التعاون الاقتصادي بين واشنطن والدول الأفريقية. وقد استفادت جنوب أفريقيا منها اقتصاديًا، إلا أن الخلافات حول حقوق الملكية الفكرية، والنفاذ إلى الأسواق، وممارسات التجارة بقيت قائمة.
لكن ما يهدد عضوية جنوب أفريقيا في المبادرة هو انتماؤها لتحالف البريكس، الذي يضم روسيا والصين، ويتبنى خطابًا مغايرًا للنظام الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة. ومع عودة إدارة ترامب إلى الحكم، تتزايد التوقعات بإعادة النظر في مستقبل AGOA، ومن المحتمل أن تُستثنى جنوب أفريقيا من التمديد بسبب هذه التوجهات الجيوسياسية.
خلافات جوهرية في السياسة الخارجية
تفاقمت الخلافات بين البلدين خلال العامين الماضيين، على خلفية مواقف جنوب أفريقيا من عدد من القضايا الدولية، وعلى رأسها:
دعم جنوب أفريقيا لروسيا بعد غزو أوكرانيا، واتهامات غير مؤكدة بتزويدها بالسلاح.
رفع قضية إبادة جماعية ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية في 2024، ما أثار ردود فعل غاضبة من الحزبين في الكونغرس الأمريكي.
كما زادت التوترات مع قرار إدارة ترامب في فبراير 2025 بوقف المساعدات إلى جنوب أفريقيا وإنشاء برنامج لجوء خاص للمزارعين البيض (الأفريكانز)، بالتزامن مع تمرير قوانين مثيرة للجدل بخصوص ملكية الأراضي في جنوب أفريقيا.
ووصل التوتر إلى مستوى دبلوماسي رسمي مع انسحاب وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو من الاجتماع الوزاري لمجموعة العشرين، متهمًا جنوب أفريقيا بـ"العداء لأمريكا"، رغم كونها الدولة المستضيفة لهذا العام.
السيناريوهات المستقبلية المحتملة
أمام هذا الواقع، هناك مساران محتملان للعلاقات بين البلدين:
أولاً: استمرار التدهور والانفصال
قد يؤدي التصعيد الحالي إلى تقليص التبادل التجاري، وتجميد الحوار الدبلوماسي، وعرقلة التعاون في مجالات الأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب، وهو ما يهدد النفوذ الأمريكي في جنوب القارة ويعزز تحالفات بديلة لجنوب أفريقيا مع الصين وروسيا.
ثانياً: المصالحة وإعادة التفاهم
ورغم صعوبة هذا السيناريو، إلا أنه يظل ممكنًا. يتطلب ذلك معالجة الخلافات الجوهرية، خاصة في قضايا السياسة الخارجية، والتوصل إلى توافق حول مصالح مشتركة، مما قد ينعكس إيجابًا على التعاون التجاري والدبلوماسي والأمني في القارة.
الأهمية الاستراتيجية لجنوب أفريقيا
تُعد جنوب أفريقيا شريكًا استراتيجيًا للولايات المتحدة في مجالات عدة:
مصدر رئيسي للمعادن النادرة اللازمة لصناعات التكنولوجيا المتقدمة الأمريكية.
قوة دبلوماسية فاعلة في الاتحاد الأفريقي ومحور مهم في جهود التنمية والسلام.
شريك محتمل في إدارة الأمن الإقليمي ومهام حفظ السلام في منطقة الجنوب الأفريقي.
ترجمة المعهد العراقي للحوار - معهد أبحاث السياسة الخارجية (Foreign Policy Research Institute)
المعهد العراقي للحوار الراعي اللوجستي لمعرض بغداد الدولي للكتاب يفتتح جناحه الخاص في المعرض
المعهد العراقي للحوار يصدر "الحقيبة الدبلوماسية" للدكتور كرار البديري
Official agreement between Iraqi Institute for Dialogue and the Iraqi Media Network to sponsor The Seventh Annual International Conference of “Baghdad Dialogue” 2025
استكتاب خاص بمؤتمر حوار بغداد الدولي السابع لكتابة أوراق بحثية
دعوة استكتاب في العدد (79) من مجلة "حوار الفكر"
إشادات بحوار بغداد الدولي: تعزيز دور العراق المحوري ونقطة التقاء للرؤى
رئيس الوزراء: طريق التنمية سيجعل العراق قوة اقليمية سياسة واقتصادية
تعليقات الزوار