المعهد العراقي للحوار
مؤسسة فكرية بحثية، تعنى بالدراسات والتخطيط الستراتيجي، تأسست بعد التغيير في عام 2003، لتقوم بمهمة صناعة القرارات وتحضير الخيارات وبدائلها من خلال الرصد المكثف للأحداث وتطوراتها وعرضها على المختصين ومناقشتها من خلال ندوات و ورش عمل وطاولات بحث مستمرة

لقاء أمريكي سعودي في جدة في ظل التوتر بين البلدين

اهتزت الروابط القوية عن المعتاد بين الرياض وواشنطن في عهد الرئيس الأمريكي جو بايدن؛ بسبب مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في عام 2018، وكذلك الحرب اليمنية.

وخلال ترشحه لرئاسة الولايات المتحدة، قال الرئيس جو بايدن في عام 2019 إنه يجب معاملة المملكة كدولة “منبوذة” بما يخص قضايا حقوق الإنسان مثل مقتل خاشقجي.

وانزعجت السعودية من التوجه الأمريكي، فيما ألقى الصراع الدائر في أوكرانيا الضوء على التوتر مع مقاومة الدولة الخليجية المنتجة للنفط دعوات للمساعدة في عزل روسيا، وضخ المزيد من النفط لتهدئة الأسعار.

وفي أحدث خطوة للتخفيف من التوتر القائم بين السعودية والولايات المتحدة، كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية إن مدير وكالة المخابرات المركزية، وليام بيرنز، أجرى رحلة غير معلنة إلى السعودية، الشهر الماضي، للقاء ولي العهد، محمد بن سلمان، في مسعى لـ “إصلاح العلاقات” مع شريك رئيسي في الشرق الأوسط.

ونقلت الصحيفة تسريبات الزيارة عن مسؤولين أمريكيين وسعوديين لم تكشف أسماءهم، مشيرة إلى الزيارة جرت في منتصف أبريل في مدينة جدة الساحلية.

وقالت الصحيفة إن تفاصيل ما ناقشه الرجلان لم تكن متاحة، إلا أن من المتوقع أن تكون المحادثات دارت “حول المصادر الأخيرة للتوتر الأميركي السعودي والتي تشمل إنتاج النفط، والغزو الروسي لأوكرانيا، والاتفاق النووي الإيراني، والحرب في اليمن”.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي قوله إن “المحادثة كانت جيدة، وأجريت بلهجة أفضل من المحادثات السابقة”.

وشغل مدير المخابرات الأميركية، وهو أيضا نائب سابق لوزير الخارجية، مناصب في الشرق الأوسط، وقد درس العربية.

وتجري الزيارة، وفقا للصحيفة، في وقت وصلت فيه العلاقة بين واشنطن والرياض إلى أدنى مستوياتها منذ عقود.

وخلص تقييم سري للمخابرات الأمريكية، أصدره بايدن العام الماضي، إلى أن الأمير محمد بن سلمان وافق على عملية للقبض على خاشقجي أو قتله، مما أدى إلى مقتله وتقطيع أوصاله عام 2018 داخل القنصلية السعودية في إسطنبول.

ونفى ولي العهد السعودي ضلوعه في عملية القتل، وأخبر مستشار الأمن القومي لبايدن في سبتمبر أنه لا يريد أبدا مناقشة الأمر مرة أخرى، وفقا للصحيفة.

ومنذ ذلك الحين، رفضت السعودية طلبات الولايات المتحدة بضخ المزيد من النفط لترويض الأسعار وتقويض مساعي موسكو لتمويل الحرب في أوكرانيا.

ورفضت متحدثة باسم وكالة الاستخبارات المركزية التعليق للصحيفة على المعلومات حول رحلة بيرنز.

وكان البيت الأبيض قد أكد في وقت سابق أن الولايات المتحدة ملتزمة بدعم الدفاع عن الأراضي السعودية، وقال مسؤول سعودي في سفارة المملكة في واشنطن إن العلاقة مع الولايات المتحدة لا تزال قوية.

وزار العديد من المسؤولين الأمريكيين المملكة مراراً وتكراراً في العام الماضي في محاولة لرأب الصدع بهدف معالجة المخاوف السعودية. ومع ذلك، ومع معارضة بايدن لأي تنازلات واسعة النطاق للسعوديين، اعترف المسؤولون بإحراز تقدم متواضع فقط.

تركي الفيصل: أمريكا خذت السعودية

وفي سياق متصل، كشف الأمير تركي الفيصل، العضو البارز في العائلة الحاكمة السعودية والرئيس السابق للمخابرات، الإثنين الماضي، عن وضع العلاقات السعودية الأمريكية قائلاً: إن المملكة تشعر بأن الولايات المتحدة خذلتها فيما يتعلق بالتعامل مع التهديدات الأمنية التي تشكلها جماعة أنصار الله اليمنية على المملكة والمنطقة بأسرها.

وأضاف الفيصل في مقابلة صحفية: “كانت هناك أوقات صعود وهبوط (في العلاقات) على مر السنين، وربما يمثل الوقت الحالي لحظة هبوط؛ خاصة منذ أن قال الرئيس الأمريكي في حملته الانتخابية: إنه سيجعل السعودية منبوذة، وبالطبع بدأ في تنفيذ ما قاله”.

الأمير تركي قال في تصريحاته: “السعوديون كانوا يعدون هذه العلاقة استراتيجية، لكنهم يشعرون بخيبة أمل في وقت كنا نعتقد فيه أنه يجب أن تكون الولايات المتحدة والسعودية معاً في مواجهة ما نعده خطراً مشتركاً على استقرار وأمن المنطقة”.

وجاءت تصريحاته في مقابلة عبر الفيديو مع صحيفة آراب نيوز السعودية، نشرت الإثنين.

كما ذكر الأمير تركي، الذي عمل سفيراً لدى واشنطن، أيضاً قرار الرئيس بايدن وقف الدعم لعمليات التحالف في اليمن، وعدم مقابلته ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وسحبه “في إحدى المراحل” للمنظومات الأمريكية المضادة للصواريخ من المملكة، وهي أكبر دولة مُصدرة للنفط في العالم.

وقال دبلوماسيون غربيون: إن الولايات المتحدة زادت في الأشهر الأخيرة دعمها العسكري للسعودية، في محاولة لتحسين العلاقات. ولا يتولى الأمير تركي أي منصب حكومي الآن، لكنه يتمتع بنفوذ بوصفه رئيس مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية.

اترك تعليقا