المعهد العراقي للحوار
مؤسسة فكرية بحثية، تعنى بالدراسات والتخطيط الستراتيجي، تأسست بعد التغيير في عام 2003، لتقوم بمهمة صناعة القرارات وتحضير الخيارات وبدائلها من خلال الرصد المكثف للأحداث وتطوراتها وعرضها على المختصين ومناقشتها من خلال ندوات و ورش عمل وطاولات بحث مستمرة

باحثة أمريكية تتحدث في ندوة أقامها المعهد العراقي للحوار عن “العلاقات العراقية السعودية .. نبوءة هل تتحقق”

أقام المعهد العراقي للحوار في ببغداد، عصر اليوم الأحد، ندوة بعنوان “العلاقات العراقية السعودية .. نبوءة هل تتحقق؟” والتي حاضرت فيها الدكتورة “كاثرين هارفي” من مركز الدراسات الأمنية (CSS) بجامعة جورج تاون.

وافتتحت الجلسة بقراءة سورة الفاتحة الى روح شاعر الرفض العربي مظفر النواب.

وتطرقت الدكتورة هارفي في بداية الندوة الى طبيعة السياسة الخارجية السعودية والعراقية بعد الغزو الأمريكي عام 2003.

واستعرضت كتابها الذي تحدث عن عنوان الندوة ذاته، وقالت إن “في السنوات الأخيرة صور الكثيرون أن التنافس الجيوسياسي بين السعودية وإيران على أنه محصلة للاستقطاب الحاصل بين المعسكر السني بقيادة المملكة والمعسكر الشيعي بقيادة إيران”.

وأوضحت أن “هذه الرؤية كانت قائمة على افتراض أن الدول ذات الأغلبية الشيعية مثل العراق ستتحالف تلقائياً مع إيران”.

وعلقت الدكتورة هارفي على أن “هذا التصور المقنع للكثيرين، فإن هناك قصة مختلفة عن هذه الصورة النمطية، إذ لم يكن اصطفاف العراق مع إيران نتيجة مفروغ منها، وبدلاً من ذلك، فإن الجهود السعودية لتقويض مكانة إيران قد مكنت طهران بشكل متناقض”.

قادة العراق حاولوا التواصل مع المملكة
كما أشارت خلال حديثها إلى سبب رفض السعودية في التعامل مع الحكومة العراقية التي قادها الشيعة بعد عام 2003، رغم محاولة التواصل المستمرة من قبل قادة العراق الجدد مع المملكة والضغط الكبير الذي مارسته الولايات المتحدة.

وقد وجدت هارفي أن بعض الافتراضات الراسخة بعمق قد دفعت القادة السعوديين إلى رؤية العراق الذي يقوده الشيعة باعتباره مدينًا بشكل طبيعي لإيران، لاسيما الرأي القائل “بأن إيران توسعية بطبيعتها، والاعتقاد بأن الشيعة العرب يميلون إلى أن يكونوا موالين لها”. والحق فإن هذه النظرة تعد تبسيطية جداً، وحتى غير دقيقة تمامًا؛ وفي ظل عدم رفضهم لهذه النظرة، أوجد السعوديون نبوءة تتحقق من تلقاء نفسها.

وكما توضح هارفي، “لقد سعى أعضاء الحكومة العراقية الجديدة في البداية إلى إقامة علاقة إيجابية مع المملكة العربية السعودية، واتباع مسار مستقل عن إيران. لكن بعد عزلة ورفض من قبل العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله، لم يكن لدى العراق في النهاية مكان آخر يلجأ إليه”.

وأضافت “إذ لسنوات حاول المالكي تحقيق الاستقلال عن إيران، ولقد غير المسار ليس بسبب ميل الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بل بسبب الغربة العميقة التي كان يشعر بها حيال المملكة العربية السعودية”.

وفي الختام، تم فتح باب النقاش، إذ شهدت الندوة مداخلات عدّة من الحضور، من أكاديميين وباحثين .

المعهد العراقي للحوار
٢٢-٥-٢٠٢٢

اترك تعليقا