المعهد العراقي للحوار
مؤسسة فكرية بحثية، تعنى بالدراسات والتخطيط الستراتيجي، تأسست بعد التغيير في عام 2003، لتقوم بمهمة صناعة القرارات وتحضير الخيارات وبدائلها من خلال الرصد المكثف للأحداث وتطوراتها وعرضها على المختصين ومناقشتها من خلال ندوات و ورش عمل وطاولات بحث مستمرة

لماذا تبني روسيا مراكز مراقبة جديدة في هضبة الجولان؟

أفادت وكالة الأنباء الروسية الرسمية أن قوات الشرطة العسكرية الروسية المتمركزة في سوريا، أنشأت نقطة مراقبة جديدة على حدود منطقة الجولان المحتلة.

وهذا هو مركز المراقبة الثالث للقوات الروسية الذي سيتم إنشاؤه في هذه المنطقة التابع للحكومة السورية والتي تحتلها إسرائيل.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره المملكة المتحدة، أن عدد نقاط المراقبة للقوات الروسية على حدود الجولان وصل إلى 12 نقطة.

وذكرت وكالة تاس للأنباء في 1 أبريل/نياسن 2024 أن اللواء يوري بوبوف، نائب رئيس “المركز الروسي للمصالحة بين الأطراف المتنازعة في سوريا”، قال إن إنشاء نقطة التفتيش الجديدة هو جزء من جهود روسيا لـ ” مراقبة الوضع على خط برافو الحدودي في المنطقة العازلة للقوات السورية وإسرائيل”.

ويقع خط برافو الحدودي في الجزء الشرقي من المنطقة العازلة بين الجانبين وموقع قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في هضبة الجولان، وهو خط لا يمكن للقوات العسكرية السورية تجاوزه. واحتلت إسرائيل هضبة الجولان في جنوب غرب سوريا، والتي تعتبر منطقة استراتيجية، بعد حرب الأيام الستة عام 1967.

وأكد قائد كتيبة الشرطة العسكرية الروسية، إنشاء نقطة مراقبة جديدة على حدود الجولان، لوكالة سبوتنيك للأنباء، أنه بالإضافة إلى الضباط الروس، شارك أيضًا في حفل الافتتاح ممثلون عن وزارة الدفاع السورية.

وبحسب الكولونيل سيرغي غوروفي، فإن “مهمة مراقبة وقف إطلاق النار على مدار الساعة وكذلك تخفيف التوتر في المنطقة” أوكلت إلى قوات الشرطة العسكرية. وأضاف أن الجيش الروسي “يراقب الاستفزازات المحتملة من مواقع على ارتفاعات عالية”.

العودة بعد غياب طويل

إنشاء نقاط ومراكز مراقبة جديدة وتكثيف تواجد القوات الروسية في المناطق الجنوبية من سوريا بعد فترة غياب وتخفيض ملحوظ للقوات مرة أخرى اعتباراً من تشرين الثاني/نوفمبر 2023.

وبالإضافة إلى إحياء الدوريات ونقاط التفتيش الحدودية، أعلن القادة العسكريون في منتصف كانون الثاني/يناير أن سلاح الجو الروسي استأنف الدوريات الجوية على طول حدود الجولان.

وبعد بدء الحرب في أوكرانيا مطلع عام 2022، سحبت روسيا جزءًا كبيرًا من قواتها من سوريا وقلصت وجودها العسكري في أجزاء من البلاد. والآن يبدو أن موسكو قررت العودة إلى مناطق في محافظتي القنيطرة ودرعا، حيث كان لها وجود قوي قبل الحرب في أوكرانيا.

وذكرت بعض وسائل الإعلام العربية أن انسحاب روسيا بعد الحرب الأوكرانية فتح الطريق أمام الميليشيات الإيرانية للتسلل إلى هذه المناطق وتسبب في استهداف هذه المناطق بشكل منتظم بالغارات الجوية الإسرائيلية.

ومنذ بداية حرب غزة والصراع المتزامن بين حزب الله وإسرائيل في جنوب لبنان، تشهد حدود الجنوب السوري هجمات صاروخية على المستوطنات الإسرائيلية في هضبة الجولان المحتلة. وردت إسرائيل على هذه الهجمات المتفرقة بقصف مدفعي وغارات جوية واستهدفت مراكز عسكرية للجيش السوري في درعا والقنيطرة.

ويقول بعض المراقبين إن أحد أهداف روسيا من إعادة انتشار وتعزيز قواتها على حدود الجولان هو إخراج القوات الموالية للحكومة الإيرانية من هذه المنطقة، حتى لا تخلق ذريعة لتقدم إسرائيلي محتمل في هذه المناطق. .

وقد تم الاستشهاد بدور المراقب والوسيط لمنع تصعيد التوترات بين إسرائيل وسوريا، إلى جانب الحرب في غزة وتصاعد الالتهابات في المنطقة، كسبب آخر محتمل لتكثيف وإحياء الوجود الروسي في هذه المناطق.

رسالة تحذيرية لإسرائيل؟

كما اهتمت وسائل الإعلام الإسرائيلية بهذه القضية من خلال الإشارة إلى زيادة التوتر بين موسكو وتل أبيب.

وقالت هذه وسائل الإعلام إن التطورات الأخيرة تأتي في نفس الوقت الذي دخلت فيه السفن الروسية البحر الأحمر وسط هجمات الحوثيين اليمنيين على السفن التجارية في مضيق باب المندب، وإن غرض روسيا من هذه التصرفات محل شك.

ويقول مجموعة من المحللين إن انتشار القوات الروسية على حدود سوريا وإسرائيل، ومنطقة هضبة الجولان، قد يعزز موقف موسكو في حال نشوب أي صراع أوسع في المنطقة، ويتيح لروسيا تأكيد نفسها في هذا الأمر كلاعب رئيسي في الشرق الأوسط في ظل وضع حساس وهش.

وفسر بعض المراقبين تصرفات موسكو وتصرفاتها الأخيرة في سوريا على أنها رسالة واضحة لإسرائيل. وبحسبهم، فإن التوترات الأخيرة بين الجانبين -خاصة بعد دعم روسيا الضمني لحماس وتصريحات إسرائيل الداعمة لأوكرانيا- قد تلعب دوراً في تعزيز تواجد القوات الروسية على الحدود السورية مع إسرائيل بهدف تطبيق بعض العناصر. نوع من “الضغط الدبلوماسي”..

اترك تعليقا