المعهد العراقي للحوار
مؤسسة فكرية بحثية، تعنى بالدراسات والتخطيط الستراتيجي، تأسست بعد التغيير في عام 2003، لتقوم بمهمة صناعة القرارات وتحضير الخيارات وبدائلها من خلال الرصد المكثف للأحداث وتطوراتها وعرضها على المختصين ومناقشتها من خلال ندوات و ورش عمل وطاولات بحث مستمرة

مخيمات داعش في سوريا قنبلة موقوتة

قال تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية إن عشرات الآلاف من المدنيين “المرتبطين بتنظيم داعش” ما زالوا محتجزين في مخيمات، من بينها “مخيم الهول” شمال شرقي سوريا، معتبرة إياها “قنابل موقوتة”.

وذكرت الصحيفة أن “المخيمات تعد جزءا من مشكلة أكبر؛ إذ يُحتجز نحو 9 آلاف من مقاتلي تنظيم داعش بشكل منفصل في شبكة من مراكز الاحتجاز في المنطقة نفسها”.

وتخضع هذه المعسكرات ومراكز الاحتجاز لحراسة من قبل عناصر قوات سوريا الديمقراطية، وهي القوة التي يقودها الأكراد، وانضمت إلى الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم “داعش”، وتدعمها الآن القوات الأمريكية.

وشددت الصحيفة على أن “التحدي المباشر الذي يواجه الولايات المتحدة وشركاؤها الدوليون، الآن، هو التخفيف من المحنة الإنسانية التي يعيشها سكان المخيمات، ومكافحة الجهود المتواصلة التي يبذلها تنظيم داعش لدفع السكان إلى التطرف”.

وتساءلت عن “كيفية ضمان عودة الآلاف من سكان هذه المعسكرات والمقاتلين المحتجزين إلى بلدانهم الأصلية، قبل أن تشهد المنطقة المزيد من الاضطرابات”.

وحذّرت الصحيفة من أنه “إذا قررت أية إدارة أمريكية مستقبلية سحب دعمها لقوات سوريا الديمقراطية، أو سحب القوات الأمريكية، فقد ينهار الأمن في هذه المعسكرات ومراكز الاحتجاز، ما قد يؤدي إلى إحياء داعش من جديد”.

واعتبرت أن “المخاوف بشأن عودة داعش تمتد إلى ما هو أبعد من الشرق الأوسط؛ إذ يعتقد مسؤولون أمريكيون أن الهجوم الإرهابي الذي استهدف، يوم الجمعة، قاعة للحفلات الموسيقية في إحدى ضواحي موسكو، وأدى إلى مقتل ما لا يقل عن 133 شخصًا، نفذه فرع للتنظيم متمركز في أفغانستان، والمعروف باسم داعش-خراسان”.

“الأكثر بؤسًا”

ونقلت الصحيفة عن دانا سترول، المسؤولة الكبيرة السابقة في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) لشؤون الشرق الأوسط، قولها إن “مخيم الهول بالتأكيد هو عبارة عن قنبلة موقوتة؛ لأنه أحد أكثر الأماكن بؤساً على وجه الأرض”.

وتقول الصحيفة إن “انشطار هذه القنبلة الموقوتة قد يأتي بأشكال مختلفة”.

وأفادت بأن “أعداد قاطني مخيمي الهول وروج تضخمت إلى أكثر من 60 ألف نسمة، بعد آخر معركة لتنظيم داعش في بلدة الباغوز السورية في وادي نهر الفرات”.

ويضم المخيمان المغلقان عائلات وأفرادا لهم صلات مزعومة أو روابط عائلية بتنظيم “داعش”، ويشمل نساء تزوجن من عناصر في تنظيم داعش، أو أجبرن على إنجاب أطفال من مقاتلي التنظيم.

وتقول الصحيفة إن أكثر من نصف سكان المخيمات تقل أعمارهم عن 12 عامًا، وهناك أيضًا عدد قليل من الرجال الذين لا تُعرف دائمًا درجة انتمائهم إلى تنظيم داعش، وفقًا لمسؤولين في وزارة الخارجية الأمريكية.

ويقول مسؤولون في وزارة الخارجية الأمريكية إن ربع الأطفال فقط في المخيمات يتلقون تعليماً منتظماً.

وبحسب تقرير للأمم المتحدة، فإن “انعدام الأمن يسود الحياة اليومية في المخيم، حيث تقع حوادث العنف مع البعض بانتظام، بما في ذلك القتل والإيذاء الجسدي والترهيب والاعتداء الجنسي، من دون وجود تحقيق أو اتخاذ إجراءات لمنع تكرارها”.

وتؤكد الصحيفة أن “شبكة موازية مكونة من 22 مركز احتجاز لمقاتلي داعش تواجه تحدياتها الخاصة، حيث تم تحسين الوضع الأمني في سجن كبير في الحسكة بسوريا، بعد محاولة مسلحي التنظيم الهروب في يناير/كانون الثاني 2022.

وبينما تؤوي مراكز الاحتجاز الآلاف ممن يملكون صلات مزعومة مع تنظيم داعش وينتمون إلى جنسيات عديدة، من بينها سورية وعراقية وروسية، إضافة إلى المدنيين الإيغور الصينيين والأمريكيين وغيرهم الكثير، إلا أن عمليات الإعادة إلى أوطانهم تتم ببطء شديد، والعديد من الدول مترددة في استعادة مواطنيها.

اترك تعليقا