المعهد العراقي للحوار
مؤسسة فكرية بحثية، تعنى بالدراسات والتخطيط الستراتيجي، تأسست بعد التغيير في عام 2003، لتقوم بمهمة صناعة القرارات وتحضير الخيارات وبدائلها من خلال الرصد المكثف للأحداث وتطوراتها وعرضها على المختصين ومناقشتها من خلال ندوات و ورش عمل وطاولات بحث مستمرة

 نص كلمة فخامة رئيس الجمهورية في مؤتمر حوار بغداد الدولي السادس

“بسم الله الرحمن الرحيم

السيدات والسادة الحضور الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحييكم وأحيي جهودكم من أجل إقامة هذا المؤتمر المعني بتعزيز قيم الحوار والعمل من أجل الشراكات في خلق وتنمية بيئة إقليمية ودولية داعمة للحوار وحسن التفاهم ما بين البلدان. 
ولعل التفاهم الأهم والأكثر عملية هو التفاهم المستند إلى إيمان حقيقي بالحوار وبالتنوع والاختلاف، وهو بعد ذلك تفاهمٌ يتعزز كلما أنطلق من مبادئ المصالح المشتركة واستند إلى قاعدة احترام استقلال وسيادة الدول والمجتمعات.
كما أن نشاط مراكز الأبحاث والمؤسسات المدنية ذات الصلة بالحوار والتفاهم هو نشاط مهم يعزز عمل الحكومات من أجل تنمية قيم التعايش، كما هو نشاطٌ داعم ويقدّمُ الأفكارَ والتصورات لأصحاب القرار وبما يساعد في صنع القرارات وفي تكريس أجواءٍ مناسبة لحُسنِ التفاهمِ والتعايش.
ولا يُخفى على الجميع أن السياسة العراقية التي انتهجتها وطوّرتها مختلفُ الحكومات ما بعد سقوطِ الدكتاتورية هي سياسة قائمة على مبدأ أساس يكون فيه العراق دائماً طرفاً فاعلاً من أجل التفاهم والتعايش الإقليمي ومساعداً على خلق بيئات داعمة للحوار واحترام التنوع والاختلافات، وبالتالي فإن العراق عملَ على أن لا يكونَ منطلقاً للاعتداء على أي طرف إقليمي وهو عاملٌ إقليمي فاعل من أجل التعاونِ البنّاء ودعمِ إرادةِ الحوار وقيمِ التفاهم ما بين البلدان المختلفة.
ومن هذه المبادئ العامة التي انتهجتها الحكوماتُ العراقية نستطيع تأكيدَ سعي وحرصِ العراق ودورِه في تهيئةِ أجواءٍ مناسبة وداعمة للحوار ما بين البلدين الجارين المملكة العربية السعودية وجمهورية إيران الإسلامية.
وفي الحقيقة ما كان لجهدنا أن يثمر لولا وجود إرادة وتعاون بنّاء لمسناه من السادة في حكومتي البلدين الجارين.
اليوم تبدو منطقتنا أحوج ما تكون إلى تعزيز مبادئ الحوار البنّاء والمنتج.
مصالح الشعوب والدول هي في تطوير قواعد التفاهم وترسيخ مبادئ الحوار والنظر إلى المستقبل بمسؤولية.
مصلحتُنا كمنطقة هي في أن نتعاون جميعاً من أجل خلق بيئة إقليمية ناهضة ومتعاونة ومتكاملة.
لقد كانت العقود الأخيرة زمناً مهدوراً حيث جرى خلالها إتلاف الكثير من الثروات والفرص التي كان يمكن لها أن تنهض بالمنطقة وتعزز الشراكات وترسخ التعاون.
كانت أجواء الحروب والعنف والإرهاب في هذه العقود عاملا أساسيا في هدر تلك الثروات البشرية والاقتصادية، وأعتقد أننا جميعا في المنطقة أدركنا أو يجب أن ندرك أن السلام والتفاهم ما بين الدول هما السبيل الوحيد لخلق منطقة آمنة ومستقرة ومتقدمة.
 وفي هذا السياق نؤكد أن لا استقرار في هذه المنطقة من دون الانتهاء تماماً من محنة الشعب الفلسطيني واستعادة حقه المشروع في دولته وعلى ترابه الوطني.
يدرك المجتمعُ الدولي الآن ذلك أكثرَ من أيّ وقتٍ مضى وهو يتابع معاناة الفلسطينيين والجرائم التي ترتَكب ضدّهم. ومن مسؤولية هذا المجتمع الدولي العمل بإرادة حقيقية وفاعلة لإنهاء هذه المعاناة ووقف الجرائم البشعة التي يجري ارتكابُها ضدّ الشعب الفلسطيني.
تمنياتي، أيها السيدات والسادة، بالنجاح لمؤتمركم وللجهود المخلصة التي تُبذَل لصالح تحقيقِ حوارٍ إقليمي مُخلص ومُنتج.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.

اترك تعليقا