هجوم كروكوس داعش- ولاية خراسان

ظهر تنظيم «داعش – ولاية خراسان» في شرق أفغانستان أواخر 2014،  ونشط الفرع تحديدا في جنوب آسيا وآسيا الوسطى , شملت مناطق عمليات التنظيم باكستان والهند وطاجكستان.

وتبنى التنظيم عمليات منفردة في كل من سريلانكا وبنغلاديش والمالديف بعد داعوت التنظيم المقاتلين للانضمام في صفوفه تأسس التنظيم فعليا على يد مجموعة منشقة لعناصر طالبان أسس المجموعة كل من حافظ سعيد خان وعبد الرؤوف اليزا نائبا له انظم عبد الرؤوف اليزا الى طالبان وشغل منصب قائد ولاية بعد خروجه من معتقل غوانتانامو فيما بعد انشق عن طالبان وأعلن ولائه لتنظيم الدولة وقد قتلا بغارات جوية لطائرات أمريكية بدون طيار مع انخفاض عدد مقاتيله قدر في عام 2021 بين 1500 -2200 نتيجة الغارات الجوية الأمريكية وقوات الكوماندوز الأفغانية طبقا لصحيفة نيويورك تايمز.

برز اسم المجموعه بعد وقت قصير من إطاحة طالبان بالحكومة الأفغانية اثناء الانسحاب العسكري الأمريكي من أفغانستان نفذ التنظيم تفجيرا انتحاريا في مطار كابول الدولي في أغسطس 2021 أدى إلى مقتل 13 جندي امريكي وعدد كبير من المدنيين قدر ب 170 شخصاً.

رفع الهجوم مكانة التنظيم وبات تهديداً كبيراً لقدرة طالبان على الحكم في أفغانستان، ونفذ التنظيم عدة هجمات كبيرة ضد المدنيين أغلبها في أفغانستان وباكستان. قتلت تفجيرات التنظيم في يوليو 2018 نحو 149 شخص في ماستونغ، باكستان قتل تفجير للتنظيم في كابول نحو 90 شخصًا في مايو 2021 ونسب لهذا التنظيم مسؤولية 250 هجوم واشتباك مع القوات الأمريكية و الأفغانية.

تم تعزيز التنظيم في أغسطس 2015 عندما أعلنت مجموعة ، حركة أوزباكستان الإسلامية  مبايعتها له لتندلع الاشتباكات بين تنظيم الدولة وحركة طالبان في محافظة زابول بعد هذه المبايعة. شنت حركة طالبان هجومًا واسعا تكبد خلاله تنظيم الدولة خسائر فادحة . نجحت حركة طالبان في طرد التنظيم من ولاية فراه خلال الفترة ذاتها.

فقد التنظيم في عام 2016 السيطرة على غالبية أراضيه في ولاية ننكرهار  بعد عملية عسكرية نفذتها قوات الأمن الأفغانية، بينما أدت الاشتباكات مع حركة طالبان إلى طرده من مقاطعات عدة لاحقًا بعد أن خخفت القوات الأمريكية القيود على الاستهداف في أفغانستان في وقت سابق من العام، بدأت قوات الطيران الأمريكية في تنفيذ عشرات الضربات الجوية ضد التنظيم.

أعلن التنظيم في 15 مايو 2019 عن توسع حدوده في مايعرف ب«ولاية باكستان» و«ولاية الهند» بعد ادعائه شن هجمات في  بالوشيستان وكشمير على التوالي. مع وجود  ولاية خراسان ، إلا أن المناطق الجغرافية لسيطرة التنظيم كانت بالفعل تتقلص.

والي ولاية خراسان ثناء الله غفاري

ثناء غفاري أو شهاب المهاجر ولد وترعرع في مدينة ميربجه التابعة لكابول من أسرة متشددة وسرعان ماابدى إعجابه بالفكر المتطرف خلال دراسته في جامعة كابول وانضم إلى الجماعات المتطرفة منها شبكة حقاني بعد أن أظهر كفاءة في الدروس التوعوية الدينية ارسل لاحقا من قبل المجموعة إلى منطقة وزيرستان لغرض نشر الافكار المتطرفة بين الشباب لم يمض وقت طويل حتى أصبح أحد أهم العناصر في التنظيم المتطرف وتذكر بعض المصادر أنه كان مسؤول الاتصال بين جماعة حقاني وتنظيم الدولة وإشار ضباط الاستخبارات الأفغان إلى أن من بين الأساليب التي اتبعها غفاري في التخفي هو تغيير اسمه لمرات متعددة مع التنظيمات المتطرفة وهو لا يستخدم اي نوع من الهواتف المحمولة كما أنه استطاع الهرب عدة مرات من دائرة الأمن الوطني أكدت بعض المصادر الأمنية في الحكومة الأفغانية السابقة إلى تغلغل عناصر ولاية خراسان دخل حركة طالبان كما ذكرت بعض المصادر انضمام اعداد من عناصر طالبان إلى تنظيم ولاية خراسان بعد خروجهم من السجن تذكر بعض المصادر أن تعداد عناصر ولاية خراسان بات اليوم بين 4000 إلى 6000 مقاتل أغلبهم عناصر سابقين في تنظيم طالبان كما انضم عدد منهم إلى التنظيم بعدالعبور من تركيا وإيران كما أشارت بعض المصادر أن بعض أعضاء داعش الذين هربوا من العراق وسوريا إلى تركيا يستقرون في أفغانستان.

عُين غفاري أميرا لتنظيم داعش-ولاية خراسان في عام 2020، وعزز غفاري سمعة التنظيم في تبنيه لنهج متشدد جذب التنظيم الاهتمام العالمي بتفجير انتحاري في عام 2021 في مطار كابل الدولي أثناء الانسحاب العسكري الأميركي أدى إلى مقتل 13 جنديا أميركيا وعشرات المدنيين. وفي سبتمبر 2022، أعلن مسؤوليته عن هجوم انتحاري على السفارة الروسية في كابل أسفر عن سقوط قتلى من بين العمليات الدموية  التي قام به التنظيم  هو تفجير  انتحاري مزدوج في إيران أدى إلى مقتل نحو 100 شخص أثناء تأبين قائد الحرس الثوري قاسم سليماني بالقرب من قبره في أكثر الهجمات دموية على الأراضي الإيرانية منذ الثورة في ايران عام  1979.

   ونشرت رويترز في تقرير أعدته على لسان 12 مصدرا، من بينهم مسؤولو أمن ومخابرات حاليون ومتقاعدون في أفغانستان وباكستان والعراق والولايات المتحدة، بالإضافة إلى أعضاء من حركة طالبان الأفغانية والباكستانية الذين قالوا إن تنظيم داعش استغل عدم مقدرة طالبان على القضاء على قواعده الآمنة في شمال وشرق أفغانستان للتوسع إقليمياً.

داعش خراسان وهجوم موسكو

هل يتوسع التنظيم اقليميا ام هو أسلوب جديد تنتهجه المخابرات الأوكرانية للضربات النوعية في الأراضي الروسية.

يرى بعض المحللون أن الهجوم الأخير لداعش خراسان في ضواحي موسكو يمثل نهجا واضحا ل ايدلوجية ولاية خراسان ويشير المحلل الأمريكي لمكافحة الإرهاب كولين بيكلارك أن تنظيم الدولة ولاية خراسان قد صب اهتمامه على روسيا على مدا العامين الماضيين في حين أشار مايك كوغلمان من مركز ويلسون للأبحاث أن تنظيم الدولة يرى في النظام الروسي نشاطا عدائيا ضد المسلمين بشكل عام واضاف أن عناصر هذا التنظيم يتكون من أفراد من أفغانستان وطاجيكستان وتركمانستان وغيرهم من مسلمي وسط آسيا وهؤلاء لديهم عداء تاريخي مع روسيا، منذ أيام الاتحاد السوفياتي إلى أيام بوتين، ناهيك عن انخراط روسيا في دعم النظام السوري واستهداف داعش والقاعدة وغيرها من التنظيمات المتطرفة على الأراضي السورية أن النهج الذي اتبعه التنظيم في هجوم موسكو لايختلف كثيرا عن  الهجمات السابقة ضد روسيا بل يمثل سياق متصل كتفجير الطائرة الروسية المتجهة من شرم الشيخ إلى موسكو عام 2015 وتفجير السفارة الروسية في كابول ولكن الهجوم هذه المرة لم يكن تقليدياً.

هل حمل الهجوم اي ملامح لوجود تواصل مخابراتي أوكراني مع منفذي الهجوم ؟

خصوصية التوقيت

تأتي هذه العملية في أعقاب فوز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بولاية جديدة لست سنوات كما يظهر الهجوم تأكيدا على مقدرة التنظيم على الوصول إلى الأراضي الروسية وتنفيذ عمليات إرهابية كبرى ضد المدنيين والملاحظ هنا أن طبيعة الهجوم كانت احداث ضرر كمي وليس نوعي بالإضافة إلى الموروث التاريخي العداء الطويل بين روسيا والتنظيمات المتطرفة بعد الاحتلال الروسي لافغانستان والحرب الروسية في الشيشان بالإضافة إلى عداء هذه التنظيمات للفكر الشيوعي في روسيا كما وتأتي هذه العملية بهدف تأكيد نفوذ داعش- خراسان في الساحة الآسيوية، إذ يعمل التنظيم على توسيع نطاق عملياته خارج أفغانستان بعد ظهور فرع تنظيم الدولة ولاية القوقاز لتنظيم داعش، بشكل رئيسى فى شمال القوقاز ذات الأغلبية المسلمة فى روسيا، فى الجمهوريات الروسية مثل الشيشان وداغستان وإنجوشيا وقباردينو بلقاريا أولت هذه العملية إلى استعادة الزخم الإعلامي للتنظيم دوليا اذا تصدر المشهد من جديد الشاشة كذلك حرص التنظيم على الحفاظ على صورته الجهادية بوصفه المسيطر الاول على ساحة التنظيمات الإسلامية المتشددة.

لماذا في هذا الوقت ؟

من يرى الساحة ومايجري من أحداث في غزة ليس صعبا عليه معرفة النوايا على الرغم من الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة لم يكلف التنظيم نفسه حتى بإعلان الدعم لحركات المقاومة الإسلامية في غزة لماذا لم يشهر التنظيم عداؤه لاسرائيل وامريكا على افتراض أنهما العدوان الأساسي للتنظيم المنسوب إلى التيار الديني باعتبار أن قضية القدس وفلسطين هي القضية المحورية للفصائل الإسلامية.

داعش خراسان ملامح أوكرانية شيشانية لدفع الأحقاد نحو روسيا و الاستفادة من ثأر قديم

تبقى التنظيمات المتطرفة عرضة للاختراق من قبل أجهزة المخابرات الدولية لغرض الاستفادة وتحقيق بعض الأهداف كما جرى في المشهد الأفغاني عندما نجحت وكالات المخابرات الأمريكية ونظرائها في أفغانستان وبالنظر للجهد الأمني الذي تبذله أجهزة الاستخبارات والأمن الروسية تمكن التنظيم من تنفيذ عملية كبرى من جانبهم يرى بعض المحللون الروس والقادة الأمنيين أن هجوما كهذا الهجوم وان بدا كميا فانه يحتاج إلى تنسيق عالي النطاق لتنفيذه يبقى الفشل الأمني الذي رافق العملية سيد الموقف على الرغم من إحباط قوات الأمن الروسية قبل الحادث محاولة لداعش لمهاجمة معبد يهودي

ووسط اتهامات متبادلة بين روسيا وأوكرانيا باستغلال المتطرفين في القتال أبدت التنظيمات المتطرفة اهتماما واسعا بالحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا حتى أن صحيفة النبأ الأسبوعية الناطقة باسم تنظيم داعش أعدت مقالا عن الحرب بين روسيا وأوكرانيا بعنوان صليبية – صليبية.

ويرى محللون إن الصراع المتنامي بين روسيا وأوكرانيا من جهة وروسيا والغرب من جهة من شأنه أضعاف الجهود الدولية في مكافحة الإرهاب.

بقلم الباحث والمحلل أمير صباح