المعهد العراقي للحوار
مؤسسة فكرية بحثية، تعنى بالدراسات والتخطيط الستراتيجي، تأسست بعد التغيير في عام 2003، لتقوم بمهمة صناعة القرارات وتحضير الخيارات وبدائلها من خلال الرصد المكثف للأحداث وتطوراتها وعرضها على المختصين ومناقشتها من خلال ندوات و ورش عمل وطاولات بحث مستمرة

هل ينجح الاتحاد الأوروبي في إنقاذ الاتفاق النووي مع إيران

في الأشهر الأخيرة، توقفت محاولات إحياء الاتفاق النووي مع إيران بعد عدة جولات من المفاوضات بسبب مطالبة إيرانية بشطب الحرس الثوري الإيراني من قائمة الأمريكية للمنظمات الإرهابية الأجنبية، مما جعل مصير الاتفاق أكثر غموضًا من أي وقت مضى.

ومنذ أيام يعمل الاتحاد الأوروبي الذي يرعى المفاوضات النووية مع إيران ومجموعة 4+1، على تحريك الجمود الحاصل جراء توقف المفاوضات بهدف استئنافها في فيينا.

وكانت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قد أدرجت الحرس الثوري على لائحة المنظمات الإرهابية عام 2019.

وقالت مصادر في طهران لموقع “جاده إيران” أنّ العمل جاري لجسر الهوة في المفاوضات النووية، حيث حمل منسق الاتحاد الأوروبي إنريكي مورا، بعد زيارته الأخيرة لإيران مقترحًا لإعادة إحياء الاتفاق النووي.

وأثناء وجوده في طهران الأسبوع الماضي، ربما أعادت اجتماعات كبير المفاوضين النوويين في الاتحاد الأوروبي إنريكي مورا مع كبار المسؤولين الإيرانيين الحياة إلى المفاوضات لاحياء الاتفاق النووي الإيراني.

المبعوث الأوروبي إنريكي مورا مع كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني

وما منح مهمة مورا دفعة أخرى هو تزامن زيارته مع زيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى طهران، والذي كان أيضاً عاملا كبيرا في الجهد الدبلوماسي لإحياء الصفقة النووية، كان مورا في طهران في الفترة من 10 إلى 13 أيار/ مايو، بينما زارها أمير قطر في 12 أيار/ مايو.

وقال دبلوماسي أجنبي مقيم في طهران “إن اليوم الأول من زيارة مورا – بما في ذلك اجتماعه مع نائب وزير الخارجية الإيراني علي باقري كاني – لم يكن مشجّعاً”. وأضاف الدبلوماسي أن “الأمور تغيرت في اليوم الثاني، حيث قدم الإيرانيون لمورا بعض الاقتراحات”.

وقالت مصادر متعددة في طهران بأنّ “ما قُدِّم للمسؤول الأوروبي كان أكثر من مجرد اقتراحات”، كما أشار مصدر مسؤول في طهران للموقع إلى إن “الجانب الإيراني سلّم إلى مورا اقتراحاً بأفكار تمت مراجعتها”.

وبحسب المصدر نفسه، فإن “قضية الحرس الثوري ليست محورية في الاقتراح الجديد. الموضوع موجود، لكن هناك قضايا أخرى ذات أولوية أكبر”.

بينما لم يكشف أحد تفاصيل الاقتراح الجديد، أكد مصدر آخر في طهران أنه لن يكون هناك استئناف للمحادثات من دون رد واضح من الولايات المتحدة.

وشدد المصدر الرسمي على أنّ “إدارة بايدن يجب أن تقرر، حيث لا يمكنها البقاء في الوسط بين سياسات الرئيس السابق دونالد ترامب وما كرره الرئيس جو بايدن خلال حملته الانتخابية”.

وتابع: “إنهم يتقنون فن المبالغة في تبسيط القضايا المعقدة، وإخراج الأشياء من سياقها، وهذا يخلق المزيد من الخلافات بشأن الاتفاقية النووية. من السهل حقاً العودة إلى الصفقة، لكن إدارة بايدن تريد الحصول على الكعكة وتناولها في نفس الوقت، وهذا غير ممكن”.

ويُعتقد بأنّ زيارة أمير قطر لطهران كان لها أثر إيجابي على مهمة المبعوث الأوروبي إنريكي مورا، حيث أعرب الشيخ تميم عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى اتفاق بين الولايات المتحدة وإيران، مؤكداً استعداده للمساعدة في هذا الشأن.

وقال الأمير خلال مؤتمر صحفي عقده في 20 أيار/ مايو مع المستشار الألماني أولاف شولتز في برلين: “نأمل أن يكون هناك اتفاق بين أطراف الاتفاق النووي، وقطر مستعدة للمشاركة في حل هذا الصراع”.

مصدر دبلوماسي أجنبي في طهران كشف أنّ قطر وسلطنة عمان تساعدان في تمهيد الطريق للتوصل إلى اتفاق نووي، واستطرد: “خلال الأشهر القليلة الماضية، قام دبلوماسيون كبار من قطر وسلطنة عمان بزيارات سرية إلى طهران. ويبقى الهدف الرئيسي خلق أفضل الظروف لإحياء المحادثات النووية”.

في وقت سابق من هذا الأسبوع، تحدث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين مع وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وشكره على “الدور البناء الذي تقوم به الدوحة” ضمن الجهود لحل القضايا مع إيران، وفقاً لما جاء في بيان أميركي عن الاتصال.

وصرّح وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان يوم الخميس إنه إذا تصرفت الولايات المتحدة “منطقياً”، فإن الصفقة في متناول اليد.

ويوم الجمعة، تحدث عبد اللهيان عبر الهاتف مع منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل. وفقاً لبيان إيراني عن المكالمة، قال بوريل: “نحن الآن على طريق جديد لمواصلة المحادثات والتركيز على الحلول … آمل في تحقيق نتيجة جيدة”. وبحسب ما ورد، أضاف بوريل أنّ “الاتحاد الأوروبي مصمم على مواصلة الجهود لسد الفجوات بين إيران و الولايات المتحدة”.

وقال عبداللهيان كذلك لنظيره الروسي سيرغي لافروف إن الأطراف الأخرى في محادثات فيينا يجب أن تطرح مبادراتها لهذه الغاية، مضيفاً أن “طهران مستعدة للتوصل إلى اتفاق جيد وقوي ودائم مع مراعاة الاتفاقية الخطوط الحمراء للجمهورية الإسلامية”.

وفي الأسبوع الماضي، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية إن إحياء الاتفاق النووي تأخر بسبب حل قضية لا علاقة لها بالاتفاق النووي. وهو يشير إلى إصرار إيران على إزالة الحرس الثوري الإيراني من القائمة الأمريكية للجماعات الإرهابية.

اترك تعليقا