إن تفاضل القوى هو عبارة عن نسخة متطورة للغاية من توازن القوى وليس نسخة طبق الأصل.. مثل وجود دولة نامية لا تمتلك شروط القوة الفاعلة دولياً، ولكنها قد تمتلك مورداً مهماً من موارد العالم، أو أنها تنتج مثلاً رقيقة من الرقائق الالكترونية فهي ستؤثر، وبذلك تشترك في تفاضل القوى، وهذا يعني أن الصفة المميزة هي ليست كلية كما هو الحال في توازن القوى، والدليل أن إنفراط عقد توازن القوى يؤدي إلى حرب على عكس انفراط التوازن بدلالة التفاضل لا يؤدي إلى حرب، إنما يؤدي إلى تغير في سلم القوى.

إن الفرق ما بين توازن القوى وتفاضل القوى هو وجود سياسات توازن، فقد كان في السابق اعتقاد بأن القوى التي تمتلك الممكنات التي تستطيع من خلالها أن تحول القوة الى قدرة تأثير، هي ذاتها التي تمتلك ممكنات الضبط للتوازن، وهي التي تستطيع بذكائها أن تحوب ذاتها الى قطب يلتف حوله مجموعة من طالبي الحماية، مثل المظلة النووية وغيرها، وبذا فسيكون لدى هذه الدولة ممكنات ضبط الأداء؛ أي أن لها إمكانية ردع، إذ تستطيع أن تؤسس لذاتها مكانة وهيبة وتأثير في الوقت نفسه الذي تؤسس فيه نوعاً من الهدوء النسبي، أو ما يسمى بظل التوازن.

في حين أن تفاضل القوى لا يستدعي ممكنات الضبط ولا يستدعي ذكاء القيادات كما هو حال التوازن، وإنما يستدعي امتلاك القدرة على تطوير نمط القوة التي تمتلكها، وهذا دفع الى البحث فيما يسمى بسياسات التوازن.

يمكنكم الحصول على الكتاب من دار عدنان للطباعة والنشر والتوزيع.

📞 للتواصل: [009647707872436]

🌐 أو من خلال موقع المعهد العراقي للحوار.

السعر: 6000 دينار عراقي