00:00:00
توقيت بغداد
2025مايو23
الجمعة
34 °C
بغداد، 34°
الرئيسية أخبار نشاطات منتدى بغداد الدولي للطاقة إتصل بنا

تصاعد التوتر بين الهند وباكستان: مواجهة نووية تلوح في الأفق؟

في ظلّ تصاعد التوترات بين الجارتين النوويتين، الهند وباكستان، عقب الهجوم الإرهابي الأخير في كشمير، تتعالى المخاوف من اندلاع مواجهة عسكرية قد تتطور إلى صراع نووي يهدد أمن جنوب آسيا وربما يجر قوى دولية كبرى إلى حلبة الصراع.

وفي ظل تصاعد التوترات بين البلدين، تشير التقارير إلى أن أي صراع محتمل بين البلدين قد يتحول إلى ساحة اختبار للأسلحة الصينية والغربية، ما يعكس التنافس الجيوسياسي الأوسع بين الصين والغرب.

وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ بوست"، فإن باكستان تعتمد بشكل متزايد على الأسلحة الصينية، بما في ذلك الطائرات المقاتلة JF-17 وJ-10C، بالإضافة إلى دبابات VT-4 وغواصات متقدمة. في المقابل، تمتلك الهند مزيجًا من الأسلحة الغربية، مثل مقاتلات رافال الفرنسية، وأنظمة الدفاع الجوي S-400 الروسية، ومعدات محلية الصنع.

ويُحذّر محللون من أن أي صراع عسكري محتمل بين الجارتين النوويتين قد يتحول إلى ساحة اختبار للأسلحة الصينية والغربية، مع تداعيات تتجاوز حدود جنوب آسيا.

سباق تسلّح متسارع

تستند الترسانة العسكرية الباكستانية بشكل كبير إلى الأسلحة الصينية، بما في ذلك المقاتلات JF-17 التي تم تطويرها بالتعاون مع الصين، ومؤخرًا المقاتلات J-10C الأكثر تقدمًا. كما تعتمد القوات البحرية والبرية الباكستانية على مجموعة من المعدات الصينية، مثل الدبابات VT-4 والفرقاطات من طراز Type-054A/P.

وفي المقابل، تعتمد الهند على مزيج من الأسلحة الغربية والروسية، بما في ذلك مقاتلات رافال الفرنسية، وأنظمة الدفاع الجوي S-400 الروسية، بالإضافة إلى معدات محلية الصنع. هذا التباين في مصادر التسليح يجعل من أي مواجهة محتملة بين البلدين فرصة لمراقبة أداء هذه الأنظمة المختلفة في ساحة المعركة.

تداعيات إقليمية ودولية

يرى الخبراء أن أي صراع بين الهند وباكستان لن يقتصر تأثيره على المنطقة فقط، بل سيكون له تبعات على مستوى التوازنات العسكرية العالمية. فأداء الأسلحة الصينية في مواجهة الأنظمة الغربية قد يؤثر على قرارات الدول الأخرى بشأن صفقات التسليح المستقبلية، خاصة في مناطق التوتر مثل بحر الصين الجنوبي وتايوان.

كما أن نجاح أو فشل هذه الأنظمة في ساحة المعركة قد يعيد تشكيل التحالفات العسكرية، ويؤثر على استراتيجيات الدفاع في العديد من الدول، خاصة تلك التي تسعى لتحديث قواتها المسلحة.

دعوات للتهدئة

في ظل هذه المخاوف، تدعو العديد من الدول، بما في ذلك الصين والولايات المتحدة، إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد. فأي مواجهة مباشرة بين الهند وباكستان قد تؤدي إلى عواقب وخيمة، ليس فقط بسبب الترسانة النووية التي يمتلكها البلدان، ولكن أيضًا بسبب التداعيات الجيوسياسية التي قد تنجم عن مثل هذا الصراع.

في الختام، يُعتبر التوتر الحالي بين الهند وباكستان تذكيرًا بخطورة النزاعات الإقليمية في عصر تتداخل فيه المصالح والتكنولوجيا العسكرية بين القوى الكبرى.

ويرى الخبراء أن أي صراع بين الهند وباكستان لن يقتصر تأثيره على المنطقة فقط، بل سيكون له تبعات على مستوى التوازنات العسكرية العالمية. فأداء الأسلحة الصينية في مواجهة الأنظمة الغربية قد يؤثر على قرارات الدول الأخرى بشأن صفقات التسليح المستقبلية، خاصة في مناطق التوتر مثل بحر الصين الجنوبي وتايوان.

هجوم كشمير.. شرارة جديدة لأزمة قديمة

شهدت بلدة باهالجام السياحية في كشمير هجوماً إرهابياً دامياً أودى بحياة 26 سائحاً هندوسياً، ما أدى إلى موجة ذعر جماعي بين السكان والسياح. ورداً على ذلك، تصاعدت الاشتباكات على مدى ليالٍ متتالية على طول "خط السيطرة" الذي يفصل شطري كشمير منذ عام 1947.

اتهمت نيودلهي باكستان بدعم الجماعات المسلحة المتورطة في الهجوم، في حين نفت إسلام آباد أي علاقة ودعت لتحقيق دولي. إلا أن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي توعد بـ"رد قاسٍ"، ما يُنذر بإمكانية التصعيد العسكري.

سيناريو الرد العسكري

يرى مراقبون أن الهند قد تلجأ إلى عمليات عسكرية محدودة، كتلك التي نُفّذت عام 2019 بعد هجوم بولواما، والتي كادت أن تؤدي إلى مواجهة شاملة. يومها، أسقطت باكستان طائرة هندية وأسر قائدها.

الأستاذ سريناث راغافان من جامعة أشوكا يقول: "هناك ضغط داخلي على الحكومة الهندية للرد، ما يجعل الخيار العسكري وارداً، ولو بحسابات محدودة".

حرب بالوكالة بين القوى الكبرى؟

تحوّلت التوترات الهندية-الباكستانية إلى ساحة مواجهة غير مباشرة بين الصين والولايات المتحدة. فبينما تدعم واشنطن نيودلهي عسكرياً وتكنولوجياً، تصرّ بكين على دعم سيادة وأمن باكستان، وتعزز التعاون الأمني معها.

تشير تقارير إلى أن الصين قد تقدم لباكستان دعماً سيبرانياً ولوجستياً، في حين شوهدت طائرات شحن تركية في باكستان يُعتقد أنها تنقل معدات قتالية، ما يعكس اتساع رقعة الاصطفاف الإقليمي.

الإرهاب: الأداة القديمة المتجددة

منذ سبعينيات القرن الماضي، استخدمت باكستان جماعات مسلحة كورقة ضغط على الهند، فيما تتهمها الأخيرة بالضلوع في عمليات إرهابية داخل كشمير وخارجها. ورغم نفي جماعة "فرونت المقاومة" مسؤوليتها عن هجوم باهالجام، فقد وُجّهت لها أصابع الاتهام مبدئياً.

حسابات نيودلهي وحدود التصعيد

تحاول حكومة مودي تبرير أي تصعيد عسكري بالحصول على "أدلة واضحة" على تورط أجهزة الدولة الباكستانية، لا مجرد جماعات غير حكومية، لتفادي العزلة الدولية أو فقدان المصداقية أمام المجتمع الدولي.

وفي الوقت ذاته، فإن الإعلان عن "إنهاء الإرهاب في كشمير" يتناقض مع واقع وجود نحو مليون جندي هندي هناك، ما يكشف عمق المعضلة الأمنية والسياسية.

خطر الحرب الشاملة

في حال اندلاع مواجهة، فإنها ستكون الأولى بين قوتين نوويتين مدعومتين من قوى دولية متنافسة. ومع غياب قنوات اتصال فاعلة، فإن أي خطأ في الحسابات قد يؤدي إلى كارثة واسعة النطاق.

تبقى كشمير، مرة أخرى، النقطة الأكثر قابلية للاشتعال في العالم، وتحولها إلى ساحة اختبار بين الأسلحة الصينية والغربية سيكون بمثابة سيناريو كارثي للعالم بأسره.

 

تعليقات الزوار