من هم الدروز ولماذا تقصف إسرائيل سوريا لحمايتهم؟
في تطور خطير يعكس تصاعد التوتر في جنوب سوريا، شنت إسرائيل يوم الثلاثاء غارات جوية جديدة على مواقع تابعة للجيش السوري في محافظة السويداء، مبررة ذلك بأنها تهدف إلى "حماية أبناء الطائفة الدرزية"، وسط تصاعد الاشتباكات بين الدروز والقبائل البدوية، ومشاركة قوات موالية للحكومة السورية في المعارك.
من هم الدروز؟
الدروز طائفة دينية عربية تُقدّر أعدادهم بنحو مليون شخص، يتركزون في سوريا ولبنان وفلسطين. ظهرت الطائفة في القرن الحادي عشر في مصر كفرقة باطنية منشقة عن الإسلام الإسماعيلي، وتتميّز بغموض عقيدتها، ورفضها للتبشير أو التحول، سواء إلى دينها أو منه، وتمنع الزواج المختلط.
في سوريا، يتركز الدروز بشكل أساسي في محافظة السويداء جنوب البلاد، وهي منطقة تقع قرب الجولان السوري المحتل. أما في هضبة الجولان، التي احتلتها إسرائيل عام 1967 وضمّتها لاحقًا، فيعيش نحو 20 ألف درزي، غالبيتهم رفضوا الجنسية الإسرائيلية ويحملون بطاقات إقامة دائمة، ويعتبرون أنفسهم سوريين.
أما داخل إسرائيل، فيعيش نحو 130 ألف درزي، معظمهم في منطقتي الكرمل والجليل، ويتمتّعون بالمواطنة الكاملة. منذ عام 1957، يُلزم الرجال الدروز بالخدمة العسكرية في الجيش الإسرائيلي، ويتمتع كثيرون منهم بمناصب رفيعة في المؤسسة الأمنية.
لماذا تشتبك القوات السورية مع الدروز؟
بعد سقوط نظام بشار الأسد أواخر عام 2024 على يد تحالف معارض يقوده أحمد الشرع، القائد السابق لـ"هيئة تحرير الشام" المصنفة سابقاً كمنظمة إرهابية، بدأت الحكومة الجديدة حملة لإعادة دمج الفصائل المسلحة وفرض السيطرة على جميع المناطق.
ورغم تعهد الشرع بحماية التعددية ومحاسبة المسؤولين عن المجازر الطائفية، إلا أن الفصائل الإسلامية الموالية له – وبينها جماعات متشددة – واصلت استهداف الأقليات، ومنها العلويون والدروز.
في السويداء، يرفض الدروز تسليم سلاحهم أو حل فصائلهم المحلية مثل "رجال الكرامة"، ويخشون من محاولات تهميشهم سياسياً، خصوصاً مع اقتصار تمثيلهم في الحكومة الجديدة على وزير واحد فقط.
وبحسب CNN، فإن الاشتباكات الأخيرة اندلعت بعد سلسلة من عمليات الخطف المتبادلة، آخرها اختطاف تاجر درزي يوم الجمعة، ما فجّر الوضع في المدينة وأدى إلى مقتل أكثر من 30 شخصاً، وجرح العشرات، بمن فيهم 18 جندياً سورياً.

لماذا تتدخل إسرائيل عسكرياً؟
إسرائيل تعتبر حماية الدروز داخل سوريا التزامًا استراتيجيًا وأخلاقيًا، انطلاقاً من "ميثاق الدم" الذي يربطها بالدروز داخل حدودها، والروابط العائلية والتاريخية التي تجمع دروز الجولان ولبنان بسوريا.
وقالت الحكومة الإسرائيلية إنها نفذت الغارات ردًا على تقدم الجيش السوري نحو السويداء، معتبرة ذلك خرقًا للمنطقة منزوعة السلاح التي فرضتها إسرائيل من جانب واحد في الجنوب السوري.
وفي بيان رسمي، قال مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو:"إسرائيل ملتزمة بمنع أي أذى يلحق بالدروز في سوريا، انطلاقاً من التحالف الأخوي مع مواطنينا الدروز في إسرائيل، وصلاتهم العائلية والتاريخية بالدروز في سوريا".
الضربات الإسرائيلية استهدفت مركبات عسكرية تابعة للجيش السوري، وفق ما أعلن الجيش الإسرائيلي، فيما اتهمت دمشق تل أبيب بـ"العدوان" و"انتهاك سيادة الدولة السورية"، مشيرة إلى سقوط ضحايا مدنيين دون تحديد أرقام دقيقة.
هل إسرائيل في طريقها لتطبيع العلاقات مع سوريا؟
منذ سقوط الأسد، تحاول الولايات المتحدة الدفع نحو تطبيع العلاقات بين إسرائيل والحكومة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع، على غرار "اتفاقات أبراهام". وصرّح مسؤول أمريكي لـCNN أن "من مصلحة سوريا التقارب مع إسرائيل".
لكن إسرائيل تبدو حذرة من الإسلاميين في السلطة بدمشق، خصوصاً مع تاريخ الشرع في قيادة هيئة تحرير الشام. ورفض نتنياهو في تصريحات سابقة رفع العقوبات الأمريكية عن دمشق، محذرًا من تكرار سيناريو هجوم 7 أكتوبر 2023 الذي شنته حماس.

ورغم وجود قنوات اتصال مباشرة وغير مباشرة بين تل أبيب ودمشق الجديدة، إلا أن استمرار الغارات الإسرائيلية يعقّد جهود المصالحة ويقوّض طموحات الشرع في تقديم التقارب مع إسرائيل كـ"انتصار سيادي".
في المشهد الأوسع:
القيادة الدرزية منقسمة: الزعيم الروحي البارز حكمت الهجري دعا إلى حماية دولية، واتهم النظام بشن "حرب إبادة" على الدروز، في حين أيدت قيادات أخرى تدخل الدولة وطالبت الفصائل بتسليم السلاح.
إسرائيل تحاول لعب دور حامي الأقليات في سوريا لتعزيز نفوذها الإقليمي، وتوسيع دائرة التطبيع، خصوصاً بعد صراعها الأخير مع إيران.
الوضع الميداني في السويداء متفجر، والتدخل الإسرائيلي قد يؤدي إلى مزيد من التوتر الإقليمي، خصوصاً في ظل معارضة دمشق وحلفائها لأي وجود عسكري إسرائيلي في سوريا.
المعهد العراقي للحوار الراعي اللوجستي لمعرض بغداد الدولي للكتاب يفتتح جناحه الخاص في المعرض
المعهد العراقي للحوار يصدر "الحقيبة الدبلوماسية" للدكتور كرار البديري
Official agreement between Iraqi Institute for Dialogue and the Iraqi Media Network to sponsor The Seventh Annual International Conference of “Baghdad Dialogue” 2025
استكتاب خاص بمؤتمر حوار بغداد الدولي السابع لكتابة أوراق بحثية
دعوة استكتاب في العدد (79) من مجلة "حوار الفكر"
إشادات بحوار بغداد الدولي: تعزيز دور العراق المحوري ونقطة التقاء للرؤى
رئيس الوزراء: طريق التنمية سيجعل العراق قوة اقليمية سياسة واقتصادية
تعليقات الزوار