00:00:00
توقيت بغداد
2025ديسمبر15
الاثنين
10 °C
بغداد، 10°
الرئيسية أخبار نشاطات الندوات إتصل بنا

ترجمة: المعهد العراقي للحوار

ميرشايمر عن قمة بوتين-ترامب: "مسرحية" بلا نتائج ملموسة

في مقابلة معمقة مع برنامج "Judging Freedom Podcast" أجراها أندرو نابوليتانو، قدم الأستاذ جون ميرشايمر، الخبير البارز في العلاقات الدولية بجامعة شيكاغو، تحليلاً شاملاً للمشهد الجيوسياسي الراهن، بما في ذلك قمة الرئيسين ترامب وبوتين، وتطورات الحرب في أوكرانيا، والصراع في غزة، ونفوذ اللوبي الإسرائيلي في السياسة الأمريكية.

قمة ترامب-بوتين: "مسرحية ظل" بلا نتائج ملموسة

يرى ميرشايمر أن الاجتماع بين الرئيسين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين في ألاسكا،  هو في الأساس "مسرحية ظل" ولن يؤدي إلى اتفاق جوهري ينهي الحرب في أوكرانيا. ويُرجع ذلك إلى التباعد الشديد في مواقف الطرفين؛ فروسيا لديها "مطالب غير قابلة للتفاوض" ترفضها أوكرانيا والأوروبيون، ويبدو أن ترامب نفسه لا يقبلها.

وأشار ميرشايمر إلى أن تصريحات ترامب المتناقضة، وتهديداته بفرض عقوبات "شديدة للغاية" على روسيا، تفتقر إلى الجدية، وأن واشنطن لا تملك "أي أوراق" قوية للضغط. وقد اضطر ترامب إلى ترتيب هذا الاجتماع لتجنب فرض عقوبات ثانوية على دول مثل الهند والصين، مما يُظهر محدودية خياراته.

وقال البروفيسور جون مرشایمر، إن دونالد ترامب "راغب بشدة في التوصل إلى اتفاق سلام مع روسيا"، إلا أن الواقع يفرض قيوداً تجعل هذا الأمر "مستحيلاً في الظروف الحالية".

وأوضح مرشایمر في مقابلة إعلامية أن العقبة الأساسية تكمن في شروط موسكو غير القابلة للتغيير، والتي لا تقبلها أوكرانيا ولا أوروبا. وتتمثل هذه الشروط في:

  1. اعتراف الغرب بانضمام شبه جزيرة القرم وأربع مناطق أوكرانية أخرى إلى روسيا.

  2. التزام كييف بالحياد وعدم الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) أو الحصول على ضمانات أمنية من الولايات المتحدة والغرب.

  3. تجريد أوكرانيا من قدراتها العسكرية الهجومية بحيث لا تشكل تهديداً مباشراً لموسكو.

وأكد مرشایمر أن هذه المطالب "جوهرية بالنسبة لروسيا" ولا مجال للتفاوض حولها، في حين ترفضها أوكرانيا والاتحاد الأوروبي بشكل قاطع، مما يجعل من الصعب – بحسب تعبيره – إحراز أي تقدم فعلي نحو اتفاق سلام.

 

وتأتي هذه التصريحات في ظل استمرار الجدل حول لقاء بوتين وترامب في ألاسكا، والذي اعتبره البعض "خطوة تاريخية" بينما وصفه آخرون بـ"الصدمة السياسية"، وسط تساؤلات حول مستقبل الحرب في أوكرانيا وإمكانية حدوث انفراجة دبلوماسية.

حرب أوكرانيا: نقص القوى البشرية ونقطة تحول لصالح روسيا

أكد ميرشايمر أن أوكرانيا تواجه "مشكلة عميقة" بسبب نقص القوى البشرية، مما يمنح بوتين "ميزة كبيرة جداً" في ساحة المعركة. فبينما يستمر تدفق الأسلحة الأمريكية إلى أوكرانيا عبر التمويل الأوروبي، فإن المشكلة الحقيقية تكمن في "نقص المشاة" و"نقص المقاتلين"، مما يجعل الخطوط الأمامية ضعيفة أمام الهجمات الروسية.

ويشدد ميرشايمر على أن بوتين لم يغير مطالبه منذ بداية "العملية العسكرية الخاصة"، وأن روسيا ترى الصراع كـ"تهديد وجودي" لها، وهو منظور لا يقبله الغرب، ولكنه يُشكل أساس الموقف الروسي. كما وصف اقتراح ترامب بـ"تبادل الأراضي" بأنه "غير معقول" و"غير واقعي"، خاصة بعد أن أوضح ترامب نفسه للزعماء الأوروبيين أنه لن يناقش هذا الأمر دون حضور أوكرانيا.

إسرائيل وغزة: "إبادة جماعية" وتواطؤ أمريكي

في تحليل حاد، صرح ميرشايمر أن "الإسرائيليين يرتكبون إبادة جماعية في غزة"، وأن الولايات المتحدة "متواطئة في هذه الإبادة الجماعية".

وأوضح أن ما يحدث في غزة هو "جهد منهجي من جانب إسرائيل لتفكيك الهوية الوطنية الفلسطينية"، بهدف طرد السكان الفلسطينيين من ما تسميه إسرائيل "إسرائيل الكبرى". ووصف حملة غزة بأنها "المحاولة الثالثة للتطهير العرقي واسع النطاق" بعد عامي 1948 و1967.

وانتقد ميرشايمر بشدة خطاب السيناتور الأمريكي ليندسي غراهام الداعم لإسرائيل، واصفاً إسرائيل بأنها "دولة فصل عنصري" و"عبء" على الولايات المتحدة، وليست "أصلاً استراتيجياً". وشدد على أن سياسة واشنطن في الشرق الأوسط تعكس نهج "إسرائيل أولاً"، ويرجع ذلك إلى النفوذ "الهائل" للوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة.

القدرات النووية الإيرانية وتهديد الضربة الإسرائيلية

تطرق ميرشايمر أيضاً إلى احتمالية شن إسرائيل ضربة عسكرية على إيران، معتقداً أن تل أبيب "على الأرجح ستهاجم إيران" عندما ترى أن الوقت مناسب، خاصة في ظل عدم وجود مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إيران ووعودها باستئناف برنامج تخصيب اليورانيوم.

ومع ذلك، أبدى ميرشايمر شكوكاً حول قدرة إسرائيل على تحقيق نصر حاسم، مشيراً إلى أن إيران لديها "الكثير من الصواريخ الباليستية" وقدرة "ضربة ثانية"، مما يجعل الضربة الإسرائيلية محفوفة بالمخاطر. وأشار إلى أن الخبراء مثل البروفيسور تيد بوستول من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا يعتقدون أن إيران يمكنها بسهولة تطوير سلاح نووي بشكل سري.

تعليقات الزوار