المعهد العراقي للحوار
مؤسسة فكرية بحثية، تعنى بالدراسات والتخطيط الستراتيجي، تأسست بعد التغيير في عام 2003، لتقوم بمهمة صناعة القرارات وتحضير الخيارات وبدائلها من خلال الرصد المكثف للأحداث وتطوراتها وعرضها على المختصين ومناقشتها من خلال ندوات و ورش عمل وطاولات بحث مستمرة

مداخلة عامر حسن فياض

اليوم في ذهني إطلاق مبادرة، بالتأكيد هناك هوس في إطلاق المبادرات تعودنا عليه، فضمن إطار الهوس أنا لدي مبادرة سميتها مبادرة (بس دمع) يعني كفى دمعا أحرفها مبادرة بناء السلام والدولة المدنية العراقية، فالباء بناء والسين هي السلام والدال هي دولة والميم مدنية والعين عراقية.

هل العراق محتاج إلى تسوية بغض النظر عن التسويات سواء كانت تسوية داخلية كما سمعنا أو تسوية خارجية او تسوية سياسية أو تسوية تاريخية؟ هل العراق محتاج إلى مصالحات وان كانت مصالحة سياسية، مصالحة مجتمعية؟ أنا اعتقد إن العراق محتاج إلى ضمان لبدء مبادرة الضمانات، ولبدء مبادرة هذه الضمانات بتصوري هناك ثلاثة فقط حتى نبدأ مبادرة:

الضمانة الأولى هو إنهاء الملف العسكري لداعش لأنه عندما نريد خيارات ما بعد الانتصار، فبعد الانتصار على من؟ على الإرهاب، على المشروع الإرهابي الذي اسمه الحالي داعش ولا نعلم اسمه المستقبلي، وماذا كما كان اسمه السابق “القاعدة” والآن اسمه داعش.. إنهاء المشروع الإرهابي يحتاج إلى إنهائه عسكريا وإنهائه امنيا وفكريا، وهذه القضية لا نستطيع أن نراعي الآن على ان نفكر بمستقبل ما بعد الإرهاب كله، يعني سنبقى ربما 30 او 40 سنة ونحن نريد ان نفكر إلى مستقبل تفكير عملي، فأول ضمانه للبدء بمبادرة التسوية او المصالحة هو إنهاء الملف العسكري لداعش.

الضمانة الثانية العملية، وهذه اعتقد عملية وموجودة، هو ان يكون للعراق قانون انتخابات حرة عادلة ونزيهة. هذه مسالة مهمة جدا واعتقد ممكنة لأنه في مجلس النواب الآن مشروع لقانون الانتخابات قدمته الرئاسة وأحرض الجميع على الموافقة وعلى الضغط من اجله لأنه قانون فيه حرية وعدالة ونزاهة وتبديل حقيقي لا كارتوني يعتمد على العشرة المبشرة، وجميعنا يعرف ماذا نعني بالعشرة المبشرة.

الضمانة الثالثة وجود إدارة انتخابية مستقلة فعلا وهي المفوضية.. واعتقد هذه ضمانات ثلاثة أساسية للبدء بالتفكير الصحيح بمستقبل العراق. أما أن نتحدث عن كل الجزئيات نتحدث عن هذا الطرف قدم مبادرة وذاك قدم مبادرة لا نتطير منها نقبلها. الحوار موجود لكن البدء بمستقبل للعراق يحتاج إلى أطراف، فمشكلتنا منذ أن صارت وزارة المصالحة إلى كل البرامج الإصلاحية الإشكال هو من هي الأطراف التي تتصالح؟ واعتقد انه يجب ان نغادر هذا الإشكال بطريقة ان الأطراف التي تتصالح لا يوجد طرف يحددها او يختارها وإنما نختارها من خلال أوزانها وأحجامها التي نعرفها من خلال الانتخابات فهذه أفضل طريقة.. يعني أنا لا استطيع منح أي وزن لأي طرف موجود في العراق لأنه الانتخابات الآن عندما تأتي قد يكون وزنه جدا ضعيف ونحن نحتاج إلى أطراف حقيقية تجلس مع بعضها لكي ترسم مستقبل للعراق وأفضل طريقة لاختيار هذه الأطراف هو طريقة انتخابات، ولكن أفضل طريقة للانتخابات ليس هذا القانون الانتخابي ولا هذه المفوضية الموجودة لدينا.

اترك تعليقا