00:00:00
به توقيت بغداد
2024أكتوبر16
الأربعاء
39 °C
بغداد، صافي
الرئيسية أخبار نشاطات المكتبة الرقمية إتصل بنا

نيوزويك: اغتيال نصر الله يجعل إسرائيل أكثر انعداماً للأمن

وفي الوقت الحالي، تقاتل قوات حزب الله من أجل بقائها ضد الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان، ولكن إذا تحول هجوم الجيش الإسرائيلي إلى حرب طويلة الأمد، فقد يكون حزب الله أقل استعداداً للانخراط في الدبلوماسية عما كان عليه قبل اغتيال السيد حسن نصر الله.

وقالت صحيفة "نيوز ويك" الأمريكية، "رحب الكثيرون في الشرق الأوسط وأميركا باغتيال إسرائيل لزعيم حزب الله حسن نصر الله في 27 أيلول/سبتمبر الماضي، وكانت محطات التلفزيون في إسرائيل تقدم برامج غنائية وراقصة في استوديوهاتها، وكان بعض المراسلين يوزعون الشوكولاتة في الشوارع، والحقيقة هي أنهم مع مرور الوقت قد يندمون على هذه الاحتفالات".

وأشارت في تقريرها عن عواقب استهداف النظام الإسرائيلي للسيد حسن نصر الله: كان حسن نصر الله لديه أشياء كثيرة، لكنه قبل كل شيء كان سياسياً حذراً وعملياً على مر السنين، استخدم العديد من الكلمات الاستفزازية في خطابات نارية في كثير من الأحيان، لكنه ضبط أفعاله، لقد نجح في كبح جماح العديد من الأصوات الأكثر تشدداً في حزب الله، سعياً إلى الحفاظ على القدرة على مقاومة إسرائيل مع تجنب أي شيء قد يؤدي إلى رد عسكري إسرائيلي".

وأضافت "بعد يوم من هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أطلق حزب الله عدداً محدوداً من الصواريخ وقذائف المدفعية على أهداف إسرائيلية تضامناً مع الشعب الفلسطيني، وفي الأيام الأولى من الحرب ضد حماس، كانت هناك مخاوف من أن يقوم حزب الله بمهاجمة الجيش الإسرائيلي وإرغام حماس على الدخول في حرب على جبهتين وضبط نصر الله قواته، لكن لم يتم فتح جبهة شمالية".

وفي فبراير/شباط، أعلن نصر الله علناً أنه سيوقف قصف الحدود من الشمال إذا فرضت إسرائيل وقف إطلاق النار في غزة. 

وفي أواخر يوليو/تموز، اغتالت إسرائيل أحد كبار قادة حزب الله، فؤاد شكر في بيروت، وأطلق الحزب حوالي 340 صاروخ كاتيوشا على شمال إسرائيل، لكن بعد القصف، قال نصر الله إن العمل كان محدودا ولن يستمر، وأنه لا يريد حرباً أوسع.

وفي مقابلة أجراها مؤخراً مع كريستيان أمانبور، ادعى وزير الخارجية اللبناني عبد الله حبيب أن نصر الله وافق على وقف إطلاق النار في أواخر سبتمبر الماضي. 

وتزعم الحكومة اللبنانية أنها تلقت تأكيدًا من الحكومتين الأمريكية والفرنسية في ذلك الوقت بأن نتنياهو وافق على وقف إطلاق النار، لكن السيد حسن نصر الله اغتيل على أي حال، وبعد أيام قليلة فقط، غزت إسرائيل جنوب لبنان. 

ومن الواضح أن الكثيرين في إسرائيل اعتقدوا أنه إذا تم استهداف الأمين العام لحزب الله وغيره من كبار القادة والقضاء عليهم، فإن الحزب سوف يضعف أو حتى قد يتم حله، وسوف يتحسن أمن إسرائيل. ومن غير المرجح أن تتحقق هذه الآمال بل على العكس من ذلك، واستناداً إلى الخبرة، فإن النتيجة الأكثر ترجيحاً ستكون تهديداً متزايداً لإسرائيل.

ولنتأمل هنا أن حزب الله لديه ما يزيد على 150 ألف صاروخ في مخزوناته، مخبأة في المخابئ والمباني والأنفاق في مختلف أنحاء لبنان، وإن نزعة السيد نصر الله العملية قادته إلى مناوشات بالمدفعية والصواريخ عبر الحدود مع إسرائيل، وكانت هذه المناوشات صغيرة بالقدر الكافي للضغط على إسرائيل لحملها على الموافقة على وقف إطلاق النار في غزة، ولكنها لم تكن قوية بالقدر الكافي لدفع إسرائيل إلى رد فعل قوي، ولذلك امتنع عن القيام بأي هجمات كبيرة.

لكن من سيحل محل نصر الله رسمياً كزعيم للحزب سيواجه هذه المعضلة: نصر الله لم يستخدم ترسانته الصاروخية الضخمة خوفاً من هجوم إسرائيلي عنيف، لكن إسرائيل هاجمت بشدة على أي حال، والآن (مات شهيداً) وسيكون الزعيم المقبل تحت ضغط لتحقيق استفادة أكبر من ترسانة حزب الله، ولذلك فإن التهديد الذي يواجه إسرائيل ربما يكون أكبر بعد اغتيال السيد نصر الله (الاستشهاد)، وليس أقل.

وكما رأى الأميركيون في كل من العراق وأفغانستان، كلما استهدفت زعيم جماعة مسلحة، هناك دائماً شخص آخر ينتظرك على الهامش، وتم تصميم مثل هذه المجموعات بشكل صريح للنجاة من فقدان القائد.

ووفق المجلة الأمريكية فإنه "لن يتم تدمير حزب الله باغتيال زعيمه، لكن هذه المجموعة الآن ربما تكون أكثر تطرفا وأكثر خطورة وأكثر فتكا بالنسبة لإسرائيل".

وفي الوقت الحالي، تقاتل قوات حزب الله من أجل بقائها ضد الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان. ولكن إذا تحول هجوم الجيش الإسرائيلي إلى حرب طويلة الأمد، فقد يكون حزب الله أقل استعداداً للانخراط في الدبلوماسية عما كان عليه قبل اغتيال السيد حسن نصر الله.

تعليقات الزوار