ندوة في المعهد العراقي للحوار (اليابان وفلسطين.. لغز الثقافة والانتصار للمظلومية)
دعت باحثتان وأكاديميتان من اليابان حكومة بلادهما إلى ضرورة إعادة مراجعة السياسة الخارجية التي تتبعها طوكيو تجاه الإبادة والمعاناة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
جاء ذلك خلال ندوة أقامها المعهد العراقي للحوار مساء الخميس ضمن مشروع (حوارات استراتيجية)، وكان عنوان هذه الندوة (اليابان وفلسطين.. لغز الثقافة والانتصار للمظلومية).
وقبل بدء الندوة رحب د. عباس راضي العامري مدير المعهد بالضيوف والباحثين المشاركين، مشيراً إلى حجم المعاناة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في ظل صمت المجتمع الدولي وعدم الضغط على كيان الاحتلال لوقف حد للمجازة التي يرتكبها في غزة حالياً.
وأدار الندوة الاستاذ الدكتور محمود القيسي، الذي طرح عدة أسئلة على الباحثتين (البروفيسورة كيكو ساكاي، ود. كاورو ياما موتو)، عن رؤيتهما لما يحدث في الشرق الأوسط وما يجري تحديداً في غزة ولبنان.
وقال البروفيسورة كيكو ساكاي، إنه "بعد الحرب العالمية الثانية تغيرت نظرة اليابان إلى الشرق الأوسط وقد بدأ سياساتنا الخارجية تتماشى مع سياسة الولايات المتحدة الأمريكية وهذا ما بدأ واضحاً تجاه موقفنا تجاه من القضية الفلسطينية".
وأضاف إن "الشعب الفلسطيني يعاني من وحشية إسرائيل منذ سنوات طويلة، ويجب أن نفصل بين موقف الشعب الياباني والحكومة، فشعبنا متعاطف مع فلسطين على خلاف الموقف الحكومي، وهذا بحكم الحرية والديمقراطية الموجودة في بلادنا".
وأوضحت "لقد اكتسبت العلاقات اليابانية الإسرائيلية منحنى تصاعدياً خلال العقود الثلاثة الماضية، وعزز ذلك الشراكة الإستراتيجية لكل منهما مع الولايات المتحدة، وكانت لليابان مواقف لافتة ظهرت منذ بدء العدوان على قطاع غزة".
وأشارت إلى أن "قضية فلسطين والعدوان على غزة لم تغب عن حياة اليابانيين، فقد شهدت اليابان العديد من الفعاليات التي طالبت بإنهاء حرب الإبادة وانخرط طلاب جامعات يابانية بالحراك العالمي للطلاب تضامنا مع قطاع غزة من أجل وقف إطلاق النار ووقف التعاون مع جامعات الكيان الصهيوني".
د. كاورو ياماموتو
من جانبها، قالت الدكتور كاورو ياماموتو وهي استاذة مساعدة في جامعة كيئو في كلية إدارة السياسات وهي متخصصة في الآدب العربي، إنه "منذ أن كانت طالبة مهتمة بالقضية الفلسطينية وقد انضمت إلى حركة دائمة لحقوق الشعب الفلسطيني".
وأتفقت د. ياماموتو مع ما ذكرته البروفيسورة كيكو ساكاي بضرورة الفصل بين موقف الشعب الياباني والحكومة تجاه أحداث الشرق الأوسط وقضية فلسطين، وقالت "نحن ننتقد مواقف الحكومة ووزارة الخارجية تجاه ما يحدث في فلسطين، ويجب عليها (الحكومة) أن تعيد النظر في سياستها تجاه جرائم إسرائيل في غزة".
وأشارت إلى أنها "زارت فلسطين قبل إبرام اتفاقية أوسلو عام 1993، وقد عايشت الحركة الثقافية والفنية التي ظهرت في بداية الانتفاضة الأولى في فلسطين (انتفاضة الحجارة)"، مضيفة "لقد كانت فرقة صابرين من أوائل الفرق الفنية في فلسطين".
وأوضحت إن أحد العوامل التي لم تجعل اليابان تهتم بقضية فلسطين هو "البعد الجغرافي والثقافي"، وقالت "إن إسرائيل أقدمت على اغتيال شاعر ياباني قام بترجمة قصائد عن غزة في ديسمبر/ كانون الأول 2023".
كما أبدت استغرابها من عدم وجود موقف للدول العربية لا سيما المنتجة للنفط في دعم فلسطين، مضيفة "هذا الدعم من تلك الدول كان قوياً في عام 1970 حيث استخدمت الدول العربية ورقة النفط كورقة ضغط على الكيان الصهيوني".
كما شارك عدد من الباحثين العراقيين بمداخلات في ختام الندوة ناقشوا خلالها الموقف الياباني من القضية الفلسطينية والعدوان على غزة ولبنان.
تعليقات الزوار