الشراكة الاستراتيجية بين باكستان والولايات المتحدة

نشرت مجلة Modern Diplomacy، الصادرة من الاتحاد الأوروبي، مقالا للكاتبة سعيمة أفضل تناولت فيه أبعاد الشراكة الاستراتيجية بين باكستان والولايات المتحدة، مسلطة الضوء على المراحل المفصلية التي مرت بها هذه العلاقة وتأثير المصالح المشتركة في تشكيلها.

تطرقت الكاتبة إلى الدور المحوري لباكستان خلال الحرب الباردة، حيث برزت كحليف استراتيجي للولايات المتحدة في جنوب آسيا. قدمت إسلام آباد دعما لوجستيا واستخباراتيا ساهم في تعزيز الأهداف الأمريكية بمواجهة النفوذ السوفييتي، لا سيما خلال الحرب الأفغانية في الثمانينات، حيث وفرت باكستان خطوط إمداد للمقاومة الأفغانية المدعومة أمريكيا.

ناقش المقال أيضا التعاون الأمني بين البلدين بعد هجمات 11 سبتمبر 2001، حيث أصبحت باكستان حليفا رئيسيا في الحرب على الإرهاب. ساهمت بتقديم دعم استخباراتي ولوجستي مكثف للعمليات العسكرية الأمريكية في أفغانستان، إلا أن هذا التعاون رافقه تحديات أمنية داخلية تمثلت بتصاعد الهجمات المسلحة وعدم الاستقرار الأمني.

كما سلطت الكاتبة الضوء على الدور الدبلوماسي الذي لعبته باكستان في التقارب الأمريكي الصيني خلال السبعينات، إذ ساهمت في تسهيل الاتصالات التي قادت لزيارة الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون إلى بكين، ما اعتبر تحولا جيوسياسيا مهما أعاد تشكيل التحالفات الدولية آنذاك.

وأشارت الكاتبة أيضا إلى الأهمية الجيوسياسية لباكستان، نظرا لموقعها الاستراتيجي الذي يربط جنوب آسيا بآسيا الوسطى والشرق الأوسط، مما يمنحها دورا بارزا في القضايا الأمنية والاقتصادية الإقليمية.

اقتصاديا، تناول المقال الشراكة التجارية بين البلدين، حيث تعتبر الولايات المتحدة من أكبر الأسواق المستوردة للمنتجات الباكستانية، وهو ما يعزز الروابط الاقتصادية رغم الاختلافات السياسية في بعض المراحل.

وخلص المقال إلى أن العلاقة بين باكستان والولايات المتحدة، رغم التحديات التي مرت بها، ظلت قائمة على المصالح المشتركة، خاصة في ملفات الأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب، مع استمرار تأثير التغيرات الجيوسياسية على مسار الشراكة بين البلدين.