00:00:00
توقيت بغداد
2025ديسمبر15
الاثنين
10 °C
بغداد، 10°
الرئيسية أخبار نشاطات الندوات إتصل بنا

دراسة: الإنفاق الدفاعي الروسي يتجاوز أوروبا

كشفت دراسة جديدة صادرة عن المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS) أن الإنفاق العسكري الروسي تجاوز مجموع الإنفاق الدفاعي لجميع الدول الأوروبية، بما في ذلك المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، وذلك لأول مرة منذ عقود.

ووفقًا للتقرير، ارتفع الإنفاق الدفاعي الروسي بنسبة 42% خلال عام 2023، ليصل إلى 13.1 تريليون روبل، أي ما يعادل 462 مليار دولار عند تعادل القوة الشرائية، متجاوزًا بذلك إجمالي الإنفاق الدفاعي الأوروبي الذي بلغ 457 مليار دولار.

التصعيد العسكري الروسي والتأثيرات الاقتصادية

هذا الارتفاع الهائل في الإنفاق الروسي يعكس التحول الجذري في سياسات موسكو العسكرية، خاصةً في ظل الحرب المستمرة في أوكرانيا، حيث تسعى روسيا إلى تعويض خسائرها الميدانية وتعزيز قدراتها الدفاعية والهجومية.

وعلى الرغم من الضغط الاقتصادي والعقوبات الغربية، تمكنت روسيا من الحفاظ على اقتصادها واستمرار تمويل جيشها بفضل الإيرادات النفطية وتعزيز العلاقات العسكرية مع دول مثل كوريا الشمالية وإيران، اللتين توفران لها الذخائر والطائرات المُسيّرة.

وفي مقابل ذلك، تحاول الدول الأوروبية تكثيف جهودها الدفاعية للتصدي للتهديدات الروسية المحتملة، حيث رفعت ألمانيا إنفاقها العسكري بنسبة 23%، فيما تعمل فرنسا والمملكة المتحدة على توسيع قدراتهما الدفاعية بشكل كبير.

كما تُعد بولندا وإستونيا من الدول الأكثر تخصيصًا لنسبة من ناتجها المحلي الإجمالي للميزانية الدفاعية، في إطار سعي دول أوروبا الشرقية إلى تعزيز أمنها وسط تصاعد التوترات مع موسكو.

مخاوف أوروبية من تقليص الدعم الأمريكي

يرى محللون أن عدم اليقين بشأن التزام الولايات المتحدة بالدفاع عن أوروبا يدفع الدول الأوروبية إلى زيادة إنفاقها العسكري. فقد سبق أن أعرب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن انتقاده للإنفاق الأمريكي على أمن أوروبا، داعيًا الدول الأوروبية إلى تحمل مسؤولية أكبر في تمويل دفاعها.

كما أشار التقرير إلى أن زيادة الإنفاق الأوروبي إلى 5% من ناتجها المحلي الإجمالي ستجعل ميزانيات الدفاع الأوروبية تتجاوز بكثير ميزانية الدفاع الروسية.

الصين في المعادلة العسكرية العالمية

التقرير لم يقتصر على روسيا وأوروبا، بل أشار أيضًا إلى تصاعد الإنفاق العسكري الصيني، حيث تستثمر بكين بشكل ضخم في تحديث جيشها وتعزيز قدراتها الدفاعية، مع التركيز على مواجهة النفوذ الأمريكي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

وتأتي هذه التحركات في إطار سعي الصين إلى تحديث جيشها بحلول عام 2035 وتحقيق التفوق العسكري بحلول 2049.

تحولات جيوسياسية كبرى

بشكل عام، يُظهر هذا التقرير كيف أن العالم يشهد إعادة تشكيل للميزان العسكري، حيث تعمل روسيا والصين على تعزيز قواتهما المسلحة بشكل غير مسبوق، بينما تحاول الدول الأوروبية اللحاق بهذا السباق وسط مخاوف من عدم اليقين الجيوسياسي واحتمالية تقليص الدعم الأمريكي.

تعليقات الزوار