كلمة مدير المعهد العراقي للحوار د. عباس راضي العامري في مؤتمر حوار بغداد الدولي السابع
بسم الله الرحمن الرحيم
التواصل من اجل التنمية والاستقرار الاقليمي
دولة رئيس الوزراء السيد محمد شياع السوداني المحترم
السيدات والسادة مع حفظ الالقاب والعناوين
ضيوف العراق الاعزاء
السلام عليكم ورحمة الله ...
صباح بغدادي اخر مليئ بالفخر والانجاز والاستقرار والتفاؤل يجمعنا وحوار جديد من حوارات بغداد السلام
أصبح التواصل والحوار والتفاهم في زمن الصراعات، سمةً يعرف بها العراق، وعنواناً تتميّز به دبلوماسيته، فقد عزز العراق حضوره الدبلوماسي و وسع علاقاته الدولية متبنّياً سياسة خارجية متوازنة بعيداً عن الاستقطاب، باتجاه رسم مسار قادر فيه على الحفاظ على علاقات متوازنة، مع التمسك بقيمه وثوابته الوطنية.
واصل العراق ترسيخ نهجه في دعم اواصر الاستقرار والنصر على الارهاب، معززاً حضوره الفاعل في اعادة الاعمار والاهتمام في دمج المصالح الوطنية في سياسته الخارجية. فقد أثبت قدرته على استخدام دبلوماسية متوازنة لحل الأزمات وتعزيز الاستقرار، مستندًا إلى رؤية تتيح تأدية دورٍ فاعل في المنطقة.
أظهر العراق حكمةً في التعاطي مع الأحداث من خلال سعيه إلى الدعم الانساني للمتضررين جراء الاحداث الاخيرة في المنطقة ولا سيما في غزة ولبنان والعمل على الدعوة إلى الرجوع للمواثيق الدولية واتّباع النهج السلمي، ورفض سياسات القمع، والعمل الفعلي على أرض الواقع لإيقاف نزيف الدم عبر إيصال المساعدات العاجلة إلى المدنيين. كما سعى إلى استثمار علاقاته الإيجابية مع كلّ القوى الإقليمية والدولية لاحتواء الأزمة ومنع توسيع دائرة الصراع.
لقد أثبت العراق أنه قادر على الموازنة بين قيمه التاريخية العميقة ومسؤوليتِه في الدفاع عنها، وبين مراعاة حكيمة لمصالحه الوطنية كدولة تسعى للحفاظ على أمنها واستقرارها ورفاه شعبها. برهن العراقيون في أكثر من موقف على أن الاستراتيجية الأكثر حكمة تكمن في البراعة في تحقيق المصالح عبر الحوار والتفاهم والاستماع، بعيداً عن العنف والصراع والقوة.
هذا النهج الواعي دفع العراق إلى تبني رؤى تواكب المتغيرات الجيوسياسية في بيئته الإقليمية، مما عزّز من قدرته على التعامل مع التحولات العالمية بمرونة وفعالية. ونتيجة لذلك، لم يقتصر دور العراق على حماية مصالحه فحسب، بل نجح أيضًا في أن يكون نقطة ارتكاز وحاضنةً لتسوية عدد من الأزمات الإقليمية، مما رسخ مكانته كدولة قادرة على التأثير الإيجابي في مسار الأحداث وتعزيز الاستقرار.
يبقى النجاح في توجيه تحول استراتيجي يلائم التحولات الجيوسياسية للمنطقة إحدى الركائز الأساسية لتطور دور العراق بمؤسساته جميعاً سيما مراكز التفكير . فقد أصبح العراق صاحب التجربة الديمقراطية المتطورة أكثر قدرة على توظيف موقعه الجغرافي المميز لتعزيز شراكاته ، وفي هذا الإطار، استدعت الحاجة إلى استثمار جيوسياسية العراق بشكل أمثل عبر تبني دبلوماسية منتجة تركز على تحقيق المصالح المشتركة والاستثمار في الاستقرار الإقليمي.
ويُعد مشروع طريق التنمية مثالاً بارزاً على هذا التحول، حيث لا يقتصر دوره على كونه ممراً لوجستياً، بل يمثل خطوة نوعية في تعزيز مكانة العراق وتطلعات شعبه نحو التنمية والاستقرار. ولأول مرة، يتبنى العراق مشروعاً تنموياً بهذا الحجم، مما يجعله ركيزة أساسية لتنويع الاقتصاد المستدام غير النفطي، وتحويل العراق إلى منطقة اقتصادية تربط الشرق بالغرب، وتخدم التنمية المستدامة للجميع.
وفي سياق تعزيز دبلوماسية مراكز التفكير، يأتي حوار بغداد بنسخته السابعة ليؤكد التزام العراق بتجربته الديمقراطية المتنامية والتقدم المحرز في الاقتصاد وبتقديم رؤى جديدة تعزز الأمن والاستقرار والتنمية. فمع تزايد التحديات العالمية، يشكّل حوار بغداد منصة حيوية تجمع النخب التي تبحث عن السلام والامن والاستقرار والتنمية، وتجتهد من اجل نظرية تجنب الكوكب اثار الحروب والصراعات والمخاطر التي يبتلي بها بدء من المخاطر المصطنعة وليس انتهاء بالمخاطر الطبيعية والبيئية والتكنولوجية. يعكس هذا الحدث مكانة العراق الذي يسعى الى تعميق تجربته الديمقراطية في انتخاباته المقبلة هذا العام وكدولة فاعلة في الحوارات الدولية، قادرة على تقديم حلول تعزز التعاون العالمي، وتدعم الجهود الرامية إلى بناء مستقبل أكثر استقرارًا وتنمية مستدامة للجميع

استكتاب خاص بمؤتمر حوار بغداد الدولي السابع لكتابة أوراق بحثية

رئيس الوزراء: طريق التنمية سيجعل العراق قوة اقليمية سياسة واقتصادية

ندوة في المعهد العراقي للحوار (اليابان وفلسطين.. لغز الثقافة والانتصار للمظلومية)

إشادات بحوار بغداد الدولي: تعزيز دور العراق المحوري ونقطة التقاء للرؤى

كلمة مدير المعهد العراقي للحوار في مؤتمر حوار بغداد الدولي السادس

صدور العدد المزدوج (74 – 75) من مجلة حوار الفكر

مدير المعهد العراقي للحوار يدير ملتقى قيادات المراكز البحثية في العراق الذي دعت إليه مؤسسة إنكي

تعليقات الزوار