
تقارب أمريكي-روسي.. مكسب استراتيجي للصين؟
اعتبرت مجلة "ذا دبلومات" الأمريكية، أن التقارب "المُحتمل" بين الرئيس الأمريكي ونظيره الروسي ، سيكون مفيدًا للصين.
وقالت إن إدارة ترامب تحدثت علناً بأن أحد أسباب محاولاتها لإعادة بناء علاقات جيدة مع روسيا هو اكتساب النفوذ على ، ما يسمى بـ"عكس كيسنجر أو عكس نيكسون".
وذكرت المجلة أن ردود أفعال بكين الهادئة أو "غير المبالية" على إشارات ترامب للمصالحة مع بوتين قد تؤكد أنه مهما كانت نوايا الولايات المتحدة، فإن نتيجة الحوار الروسي الأمريكي ستكون مفيدة للصين.
"عكس كيسنجر"
وتستند فكرة "عكس كيسنجر" إلى افتراض خاطئ مفاده أن الولايات المتحدة يمكنها (إلى حد ما) تكرار تحركاتها في الستينيات والسبعينيات، عندما عملت واشنطن مع بكين لعزل موسكو، وفقًا للمجلة، التي أكدت أن الصين تدرك أن الفكرة غير ممكنة في الوقت الراهن في ظل العلاقة القوية بين الصين وروسيا.
وبحسب المجلة، تستند العلاقات الصينية الروسية الثنائية إلى حجر الزاوية الأيديولوجي، المتمثل بالمشاعر المناهضة لأمريكا وللغرب، والرغبة في الحفاظ على الأنظمة في الصين وروسيا.
وبيّنت انه إذا لم يكن "عكس كيسنجر" الكامل ممكناً، كما اعترف وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو في مقابلة مع موقع "بريتبارت"، فإن السؤال هو ما إذا كان "عكس كيسنجر" الجزئي قادراً على النجاح وما هي النتائج التي قد يجلبها لروسيا والولايات المتحدة والصين، وبعبارة أخرى، ما الذي يمكن أن يحصل عليه بوتين من الولايات المتحدة وما الذي يمكن أن يقدمه؟
وفي كلتا الحالتين، ليس هناك الكثير، لكن يبدو أن الولايات المتحدة لديها ما تقدمه، حيث يمكنها رفع العقوبات المفروضة على روسيا، الأمر الذي قد يحسن الوضع الاقتصادي ويحد من عزلة بوتين السياسية، وفقًا للمجلة، التي لفتت إلى أن فكرة ترامب لإصلاح العلاقات مع روسيا قد تمنح بوتين مساحة أكبر للمناورة ليصبح أقل اعتمادًا على الصين.
ولكن يبدو من غير المرجح أن يعرض بوتين على الولايات المتحدة أي شيء جوهري بشأن الصين، حتى في حالة "عكس كيسنجر" الجزئي، سيكون من المحفوف بالمخاطر أن يراهن بوتين على الولايات المتحدة، ولا سيما أن كلاً من الصين وروسيا حريصتان للغاية على تجنب خطر الجبهتين، لذلك لن يخاطر بوتين بإلحاق ضرر خطير بعلاقته مع شي، ونظرا لعدم القدرة على التنبؤ بترامب، فمن غير المرجح أن يثق بوتين بالرئيس الأمريكي.
مكسب تكتيكي
وأكدت المجلة أن تقليل اعتماد روسيا على الصين قد يخدم في الواقع لتعزيز علاقتهما، ذلك أن اعتماد روسيا المفرط على الصين ليس موقفًا مريحًا لبوتين، وربما هذا هو السبب وراء اتخاذ الرئيس الروسي إجراءات عدوانية تجاه أوكرانيا والغرب فورًا بعد اجتماعاته وجهاً لوجه مع شي في عامي 2022 و 2023 - أراد إظهار أجندته الخاصة واستقلاله عن الصين، بحسب المجلة.
والواقع أن أي "نفوذ" قد يحصل عليه بوتين من زيادة المشاركة مع الولايات المتحدة لن يكون سوى مكسب تكتيكي وقصير الأجل لترامب، وليس تحركا استراتيجيا وعميقا من جانب بوتين لإبعاد نفسه عن الصين، وقد يكون هذا مفيدا لشي جين بينغ لأنه يخلق الوهم بأن التحالف الصيني الروسي يضعف.
وبعبارة أخرى، قد تلعب روسيا والصين هذه اللعبة معا كنوع من الحرب المعرفية، حيث لعبت الدولتان دور "الشرطي السيئ" و"الشرطي الجيد" (على التوالي)، وخاصة منذ غزو روسيا لأوكرانيا، وفق التقرير.
نهج أوروبي جديد
وذكرت المجلة أن هناك خبرًا سارًا آخرًا للصين وهو حقيقة مفادها أن التقارب بين روسيا والولايات المتحدة قوض بالفعل بشكل خطير العلاقات عبر الأطلسي، وبالتالي دفع أحد الأهداف الرئيسية والطويلة الأجل لنهج بكين تجاه أوروبا.
وأوضحت أن "الرواية الصينية بشأن أوروبا، وخاصة أوروبا الوسطى، هي أن القارة خاضعة تماما للولايات المتحدة وأن السياسات الأوروبية أو سياسات الاتحاد الأوروبي تعتمد كليا على الأوامر الصادرة من واشنطن.
وهناك فكرة تطفو في العديد من العواصم الأوروبية مفادها أنه نظرا لاستعداد ترامب الواضح للتخلي عن أوروبا وإنهاء التحالف عبر الأطلسي، فقد حان الوقت لتخفيف سياسة الاتحاد الأوروبي تجاه الصين.
كما أن هناك أيضا اعتقادا بأنه إذا قررت الولايات المتحدة دعم روسيا خلال الحرب الجارية في أوكرانيا أو بعد تجميد الصراع، يمكن للصين أن تلعب دورا كقوة استقرار في أوروبا، وفقًا للمجلة.
ومن الواضح أن كل هذه الحجج تصب في مصلحة الصين، ورغم أن بكين لا تنوي تغيير سياستها، فقد يُنظَر إليها بشكل مختلف في أوروبا، من التحدي أو حتى التهديد إلى قوة استقرار، ولا شك أن هذا مكسب ضخم للصين.

استكتاب خاص بمؤتمر حوار بغداد الدولي السابع لكتابة أوراق بحثية

رئيس الوزراء: طريق التنمية سيجعل العراق قوة اقليمية سياسة واقتصادية

ندوة في المعهد العراقي للحوار (اليابان وفلسطين.. لغز الثقافة والانتصار للمظلومية)

إشادات بحوار بغداد الدولي: تعزيز دور العراق المحوري ونقطة التقاء للرؤى

كلمة مدير المعهد العراقي للحوار في مؤتمر حوار بغداد الدولي السادس

صدور العدد المزدوج (74 – 75) من مجلة حوار الفكر

مدير المعهد العراقي للحوار يدير ملتقى قيادات المراكز البحثية في العراق الذي دعت إليه مؤسسة إنكي

تعليقات الزوار