00:00:00
توقيت بغداد
2025مارس24
الاثنين
21 °C
بغداد، صافي/عاصف
الرئيسية أخبار نشاطات المكتبة الرقمية إتصل بنا

ما هي نظرة جي. دي. فانس للعالم ولماذا هي مهمة؟

الجدل الأخير في البيت الأبيض أدى إلى تمزق التحالف بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، وأثار ردود فعل قوية بين القادة الأوروبيين، ما سلط الضوء على الدور الرئيسي الذي يلعبه جي. دي. فانس في التعبير القوي عن السياسة الخارجية لدونالد ترامب. ظهر نائب الرئيس الأمريكي مثل "مقاتل" على الساحة العالمية، لكن ما هي العوامل التي تقود رؤيته العامة للعالم؟

خطابه في مؤتمر الأمن في ميونيخ

ألقى جي. دي. فانس أول خطاب خارجي مهم له في مؤتمر ميونيخ الأمني في منتصف فبراير، ما فاجأ الكثيرين. بدلاً من التركيز على الحرب في أوكرانيا، التي تُعد أكبر صراع دموي في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، ذكر فانس فقط إشارة سريعة إليها. بدلاً من ذلك، استخدم هذه الفرصة لانتقاد حلفاء الولايات المتحدة عن سياسات الهجرة وقيود حرية التعبير، مشيرًا إلى أن هذه السياسات تشير إلى أن المنظمات السياسية الأوروبية أصبحت غير ديمقراطية.

واتهم فانس الحكومات الأوروبية بتجاهل رغبات شعوبها، وطرح تساؤلاً عن نوع القيم التي يدافع عنها تحالفهم مع الولايات المتحدة. وقال فانس: "إذا كنتم تخشون من ناخبيكم في الانتخابات، فلا يمكن لأمريكا أن تفعل شيئاً لكم، ولا يمكنكم فعل أي شيء لأمريكا".

صوت قوي في السياسة الخارجية

كانت هذه الطريقة الجريئة، وربما غير المتوقعة، هي طريقة فانس لتعريف نفسه على الساحة العالمية، حيث أطلق غضب حلفاء أمريكا الأوروبيين. وبعد ذلك، عاد فانس ليكون في قلب الجدل بعد مواجهته الحادة مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، متهماً إياه بعدم التقدير تجاه الولايات المتحدة. بالنسبة لأولئك الذين يتابعون صعود فانس، لم تكن هذه الحوادث مفاجئة.

فانس يمثل الجناح الفكري في الحركة المحافظة، حيث يعبر عن أيديولوجية يعتقد أنها تربط بين العمال الأمريكيين والنخب العالمية ودور الولايات المتحدة في العالم. في وقت سابق من العام الماضي، قضى فانس معظم وقته في انتقاد الديمقراطيين – وهو الدور الذي عادةً ما يقع على عاتق شريك الحملة الانتخابية للمرشح الرئاسي.

الموقف تجاه أوكرانيا وتوتره مع الحلفاء

أثناء الحملة الانتخابية، وجه فانس تحذيراً صارماً للرئيس الأوكراني قائلاً: "يجب أن تشكر الولايات المتحدة الأمريكية والرئيس الذي يحاول إنقاذ بلادك". هذا التصريح جعل القادة الأوروبيين يتسارعون للدفاع عن زيلينسكي في الوقت الذي كانوا يسعون فيه للحفاظ على محادثات السلام.

في وقت لاحق، سخر فانس من خطة ضمانات الأمن التي اقترحت إرسال قوات "من دولة لم تشهد حربًا منذ 30 أو 40 عامًا"، مما أثار غضب الأوروبيين. ورغم أنه نفى أن يكون قد أشار إلى بريطانيا أو فرنسا، إلا أن هاتين الدولتين كانتا قد أعلنتا عن استعدادهما لإرسال قوات حفظ سلام إلى أوكرانيا.

النظرة الواقعية تجاه السياسة الخارجية

الطريقة التي يتعامل بها فانس مع حلفاء أمريكا تعكس رؤية له في السياسة الخارجية حيث قال إنه ليس لديه الوقت "للحديث عن الأخلاق بشأن من هو البلد الجيد ومن هو السيء".

وأوضح في مقال له في "نيويورك تايمز" أنه لا يعني أن تكون "أعمى أخلاقياً"، بل يجب أن تكون صريحاً بشأن الدول التي تتعامل معها. هذه الرؤية تعكس تفكيراً نقدياً من جانبه تجاه مؤسسات السياسة الخارجية الأمريكية، التي يعتقد أنها فشلت في فهم الواقع.

تغير في لحن فانس السياسي

منذ أن شغل منصب في مجلس الشيوخ الأمريكي، تغير لحن فانس بشكل كبير. وقال السيناتور الديمقراطي كوري بوكر إن فانس أصبح "شخصاً عملياً وعقلانياً"، وهو أمر غير معتاد بالنسبة له.

ديفيد فروم، الكاتب في مجلة "أتلانتيك"، أشار إلى أن رؤيته لفانس قد تغيرت بشكل كبير منذ أن كان طالباً في جامعة ولاية أوهايو وكتب مقالاً عن السياسة المحافظة له قبل 15 عاماً. وأضاف أن فانس كان في ذلك الوقت بعيداً عن كونه "محارباً ثقافياً" كما هو اليوم.

الموقف من روسيا وبوتين

عند حديثه عن قمع حرية التعبير في الدول الغربية، تجنب فانس الإشارة إلى القمع في روسيا. ومع ذلك، رفض أن يتهمه أحد بالتحالف مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. في خطابه في ميونيخ، أكد فانس أنه لم يقل أبدًا أن بوتين شخص جيد أو محبوب، ولكنه أوضح أن الولايات المتحدة يمكنها الدخول في دبلوماسية مع روسيا طالما أن ذلك يخدم مصالح أمريكا.

التركيز على تهديد الصين أكثر من أوكرانيا

فانس يركز على تهديد الصين، الذي يعتبره "أكبر منافس لنا... للـ20 أو 30 عامًا المقبلة"، ويرى أن الأزمة الأوكرانية يجب ألا تشتت انتباه الولايات المتحدة عن التحديات الأكبر. هذه الآراء تبرز صورة واضحة للأيديولوجية التي يقودها فانس ودوره المهم في تشكيل السياسة الخارجية الأمريكية.

 

ترجمة خاصة لـ"المعهد العراقي للحوار" للصحفي مايك وندلينغ، صحفي في BBC

تعليقات الزوار