00:00:00
توقيت بغداد
2025مارس25
الثلاثاء
11 °C
بغداد، 11°
الرئيسية أخبار نشاطات المكتبة الرقمية إتصل بنا

هل تستيقظ أوروبا من "سباتها الجيوسياسي"؟

يرى "جو إن بيكولد"باحث بارز في الشؤون الصينية في المعهد النرويجي لدراسات الدفاع ودبلوماسي نرويجي سابق، أن أوروبا تدفع اليوم ثمن غفلتها الاستراتيجية وجهلها الجيوسياسي، مشيراً إلى أن القارة العجوز تواجه أكبر تهديد منذ أربعينيات القرن الماضي. 

وقال بيكولد في مقال له " ثمن الجهل الجيوسياسي"، "في ظل استمرار الحرب الروسية في أوكرانيا وتغير أولويات السياسة الأمريكية، تجد أوروبا نفسها أمام احتمال مواجهة روسيا دون الدعم الكامل من واشنطن، التي باتت تركز على إعادة التوازن الاستراتيجي نحو آسيا".

ويشير الكاتب إلى أن أوروبا، كما حدث مع نابليون بونابرت وسلالة مينغ الصينية، أخطأت في تقدير التحولات الجيوسياسية، متجاهلة صعود روسيا كقوة إمبريالية جديدة، وكذلك تعاظم النفوذ الصيني الذي أدى إلى إعادة توجيه الاهتمام الأمريكي بعيدًا عن القارة الأوروبية.

كما يؤكد أن التعاون المتزايد بين الصين وروسيا يعزز من قوة موسكو، مما يجعل أوروبا بحاجة إلى إعادة تقييم استراتيجياتها الأمنية.

 ويرى أن الحل يكمن في بناء قوة عسكرية أوروبية قادرة على مواجهة التهديدات دون الاعتماد الكامل على الولايات المتحدة، بالإضافة إلى إعادة إحياء الاقتصاد الأوروبي وتعزيز الشراكات العالمية.

ويوضح أنه "منذ تولي إدارة ترامب، أظهرت الولايات المتحدة توجهًا نحو تقليص التزاماتها الأمنية تجاه أوروبا. يتمثل ذلك في إجراء مفاوضات مباشرة مع روسيا وأوكرانيا دون إشراك القادة الأوروبيين، وفرض شروط على أي دعم أوروبي لأوكرانيا بحيث يكون دون مشاركة أمريكية، وإضعاف التزام واشنطن بمبدأ الدفاع المشترك في الناتو".

وأضاف "أمام هذا الواقع، تجد أوروبا نفسها مضطرة إلى تحمل مسؤولية أمنها القومي بشكل أكبر"، منوهاً أن "أوروبا لم تستوعب الدروس المستفادة من التاريخ، إذ تجاهلت ثلاثة تحولات رئيسية".

أولها: عودة روسيا إلى السياسة الإمبريالية: لم تتخذ أوروبا خطوات جادة لردع موسكو، بل استمرت في تقليص إنفاقها العسكري، ما جعلها تعتمد بشكل شبه كامل على الدعم الأمريكي.

وثانياً: إعادة تموضع الولايات المتحدة في آسيا: منذ 2011، ومع إعلان واشنطن "التوجه نحو آسيا"، لم تدرك أوروبا أن هذا التحول سيؤثر على التزامات أمريكا الدفاعية تجاهها.

وثالثاً: تعاظم الشراكة الروسية - الصينية: هذه الشراكة وفّرت لموسكو شبكة أمان اقتصادية، وسمحت لها بالصمود أمام العقوبات الغربية.

ويشير الكاتب الصيني إلى أنه "لدى أوروبا نافذة زمنية تتراوح بين 5-10 سنوات لتعزيز قدراتها العسكرية قبل أن تستعيد روسيا قوتها".

كما يبين "أنه تواجه القارة تراجعاً في القدرة التنافسية، حيث من المتوقع أن تمثل ألمانيا فقط 3% من الإنتاج الصناعي العالمي بحلول 2030، بينما تهيمن الصين على 45% من السوق".

ويختم مقاله إنه "إذا لم تتخذ أوروبا خطوات جادة لإعادة بناء استراتيجيتها الأمنية والاقتصادية، فقد تواجه مستقبلاً شبيهاً بسلالة مينغ الصينية، التي تخلّت عن قوتها البحرية وسقطت في عزلة دامت قروناً، والوقت لم ينفد بعد، لكن الحاجة إلى التحرك الفوري باتت ضرورية لضمان بقاء أوروبا كقوة مؤثرة على الساحة الدولية".

تعليقات الزوار