
ترجمة: المعهد العراقي للحوار
مركز تمكين السلام في العراق يحدد اهم عشرة مصالح للولايات المتحدة في العراق
حدد مركز تمكين السلام في العراق ومقره الولايات المتحدة عشرة مصالح رئيسية للولايات في العراق تجعل من الانخراط الأمريكي في هذا البلد امرا بالغ الاهمية, محذرا في الوقت ذاته من ان بعض السياسات التي اقرتها إدارة الرئيس ترامب مؤخرا مثل قطع التمويل عن الوكالة الامريكية للتنمية الدولية لها دور عرقلة تأمين هذه المصالح الحيوية والتي يمكن تلخيصها بما يأتي:
أولاً: مكافحة الإرهاب والأمن الوطني الأمريكي
ان الدعم الأمريكي للمؤسسات الأمنية العراقية مهم و أساسي لمحاربة داعش والحرب الدولية على الإرهاب ومنع ظهور جيل جديد من الجهاديين وتمدد النشاط الجهادي في المنطقة. فعلى الرغم من وجود نشاطات جهادية في مناطق مثل اسيا وافريقيا, الا ان العراق وسوريا لا يزالان مركزين رئيسين لنشاط تنظيم داعش.
ثانيا: الاستقرار الإقليمي ومواجهة برنامج إيران لأسلحة الدمار الشامل
ويعني هذا الامر دعم وتعزيز السيادة العراقية مما سيكون من شأنه تحجيم نفوذ الفصائل المسلحة المدعومة من إيران والحد من الدور الايراني في زعزعة استقرار المنطقة وتمويل الجماعات المناهضة للمصالح الامريكية وحلفائها. ويلعب العراق دورا محوريا ضمن الجهود الامريكية الرامية لمكافحة انتشار أسلحة الدمار الشامل.
ثالثا: أمن الطاقة
العراق منتج رئيس للنفط وثاني أكبر دول أوبك من حيث انتاج حجم الإنتاج حيث يسهم العراق بما قدره ٥٪ من امدادات النفط على المستوى العالمي. وحتى وان كانت الولايات المتحدة بلد ينتج النفط بكميات كبيرة, الا انها تتأثر بالتقلبات التي تحدث في أسواق الطاقة العالمية, لذا فان أي انقطاع يحدث في صادرات النفط العراقي, سيكون له تداعيات وتأثيرات على أسعار النفط العالمية. وعليه فانه من صالح الولايات المتحدة ان يبقى قطاع الطاقة العراقي مستقرا وامنا.
رابعا: التنافس الجيوسياسي مع منافسين مثل الصين وروسيا
يقع العراق على مفترق طرق جيوبولوتيكي. من دون انخراط امريكي, سيوسع الروس والصينيون من نفوذهم في المنطقة عن طريق صفقات البنى التحتية ومبيعات الاسلحة والضغط الدبلوماسي. ان الوجود الأمريكي في المنطقة يضمن بقاء العراق دولة ديمقراطية ذات سيادة ملتزمة بالأعراف الدولية وليست حليفا استراتيجيا لمنافسي الولايات المتحدة من الدول الشمولية.
خامسا: مصداقية الولايات المتحدة والقيادة العالمية
يتعلق هذا الأمر بالانخراط الأمريكي في العراق وارث الولايات المتحدة في البلاد الذي يمتد الان الى ما يزيد عن العقدين من الزمن, فاستمرار الانخراط الأمريكي البناء في المنطقة يعزز من الزعامة الامريكية العالمية ويرسل برسائل الى حلفاء الولايات المتحدة وخصومها على حد سواء بانها لا تتخلى عن شركائها ولا تتراجع عن مسؤولياتها. ان تصدر الولايات المتحدة للمشهد في العراق في الوقت الحاضر يعني انحسار الازمات مستقبلا.
سادسا: الحيلولة دون قيام دولة فاشلة وحدوث أزمة لاجئين
ان مؤسسات الدولة العراقية لا تزال ضعيفة وان قطاعات مثل القطاع الاقتصادي والزراعي تعيش أزمات حادة, في الوقت الذي تعاني فيه قطاعات أخرى من الاعتماد المفرط على النفط, كما ان القطاع العام في البلاد من غير المقدر له ان يصمد اذا استمر بوضعه الحالي. اذا ما فكت الولايات المتحدة ارتباطها عن البلاد في هذه اللحظة فأنها تخاطر بالتفريط بكل ما تم إنجازه طيلة السنوات الماضية منذ هزيمة داعش. ان أي انهيار محتمل سيتسبب بحدوث موجات نزوح كبرى وفوضى وازمات تتعدى حدود العراق. هذا الامر يجعل من دعم العراق في مجال تنويع مصادر الاقتصاد العراقي وخلق فرص العمل خاصة للشباب العراقي, ومساعدة النازحين على إعادة بناء حياتهم هو امر من شانه ان يمنع من حدوث مشاكل مستقبلية كبيرة.
سابعا: مكافحة التهريب وحكم القانون ومنع الانتهاكات
لقد أصبح العراق مركز للاتجار بالبشر والجريمة المنظمة. ومن خلال دعم اصلاح المحاكم وتدريب الشرطة ومكافحة الفساد, فان الولايات المتحدة لا تقوم بمساعدة المجتمعات المنهكة بفعل الصراع وسنوات الحرب الطويلة فحسب, انما تقوم بتفكيك شبكات اجرامية تهدد الامن العالمي. كما ان على الولايات المتحدة, وخاصة بعد هزيمة داعش, مسؤولية أخلاقية ولها مصلحة استراتيجية في ضمان عدم تكرار مثل هكذا انتهاكات مرة أخرى. ان دعم الناجين من المجازر وحماية الأقليات مثل الايزيديين ودعم الحكم العادل هو أحد السبل التي تسهم في كسر دوامة العنف وبناء الثقة.
ثامنا: الديمقراطية والحكم الرشيد
ان أكثر الأمور التي تحبط العراقيين بشكل عام هي الفساد واعتلال النظام السياسي. لذا فان دعم اجراء انتخابات عادلة وحرة وتقاسم السلطة على المستوى المحلي وتمكين المجتمع المدني والاستقلالية لوسائل الاعلام امر بالغ الأهمية, وهو لا يتعلق بفرض القيم الامريكية, انما يتعلق بمساعدة العراقيين لإصلاح نظامهم السياسي بصورة سلمية. فعندما يكون باستطاعة الناس محاسبة القادة, فان هذا الامر سيكون من شانه ان يفسح مجالا لظهور قادة على قدر من المسؤولية ويضع الأسس لقيام شراكات بين العراقيين والامريكان.
تاسعا: الامن المناخي وإدارة الموارد
ان العراق هو أحد اكثر بلدان العالم تضررا بالتغيرات المناخية. ان التصحر وشحة المياه وفشل المحاصيل ليست تهديدات بعيدة المدى, انما مشاكل قائمة في الوقت الحاضر, ولكن هناك فرصة للجمع بين التقاط الغاز المصاحب الذي يجري حرقه واستخدام الطاقة المتجددة والإدارة المثلى للمياه, تساعد من خلالها الولايات المتحدة العراق لتحقيق الاستقلال في مجال الطاقة وتقليل الاعتماد على إيران وتقليص الانبعاثات من الغازات السامة ومنع حدوث موجات نزوح ناجمة عن التغير المناخي. ان لهذا الامر ان يحقق مكسبا ثلاثي الابعاد, امني ومناخي ويساهم في تعزيز الاستقرار.
عاشراً: الفرص التجارية والاستثمارية
ان الفرص الاستثمارية والتجارية تحظى بأهمية كبرى بالنسبة لرجال الاعمال الأمريكيين بما في ذلك الرئيس الحالي للإدارة الامريكية دونالد ترامب. فالعراق يتمتع بأهمية بالغة كشريك تجاري وسوق استهلاكية نامية للسلع والخدمات الامريكية. ومن الأمثلة على ذلك قيام شركة جنرال اليكترك بتحديث البنى التحتية العراقية بما في ذلك شبكات الكهرباء, وهو امر ذو أهمية شديدة. بالإضافة الى دور شركات فالمونت, ومركزها في اوماها, نبراسكا, في تزويد العراق بتقنيات عصرية في مجال الري والبيوت الزجاجية. لكن المستثمرون بحاجة الى الاستقرار, لذا فان استمرار الانخراط الأمريكي في العراق سيكون من شأنه خلق بيئة مرحبة بالنشاط التجاري الأمريكي وله أهمية قصوى في النمو في العراق.

استكتاب خاص بمؤتمر حوار بغداد الدولي السابع لكتابة أوراق بحثية

رئيس الوزراء: طريق التنمية سيجعل العراق قوة اقليمية سياسة واقتصادية

ندوة في المعهد العراقي للحوار (اليابان وفلسطين.. لغز الثقافة والانتصار للمظلومية)

إشادات بحوار بغداد الدولي: تعزيز دور العراق المحوري ونقطة التقاء للرؤى

كلمة مدير المعهد العراقي للحوار في مؤتمر حوار بغداد الدولي السادس

صدور العدد المزدوج (74 – 75) من مجلة حوار الفكر

مدير المعهد العراقي للحوار يدير ملتقى قيادات المراكز البحثية في العراق الذي دعت إليه مؤسسة إنكي

تعليقات الزوار