
الحوار غير المباشر بين طهران وواشنطن.. بين الفائدة والقيود
يرى بول ر. بيلار العضو السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، أن الحوار غير المباشر بين إيران والولايات المتحدة يمكن أن يكون مفيداً ولكنه لن يحل جميع القضايا. ويضيف أنه "لا ينبغي لإيران أن تحكم بناءً على التصريحات المختلفة لإدارة ترامب".
ويشير بيلار في مقابلة مع وكالة أنباء "تابناك" الإيرانية وترجمها موقع "المعهد العراقي للحوار" إلى أن "ترامب لا يعتبر المفاوضات والعمل العسكري خيارين منفصلين تماماً وبديلين لبعضهما البعض"، بل يعتقد أن "التهديد بالعمل العسكري يمكن أن يساعده في التوصل إلى اتفاق تفاوضي أفضل".
ويذكر بيلار إنه "لا ينبغي استخلاص النتائج حول مواقف أفراد معينين بناءً على تصريحات متفرقة وعادة ما تكون بدون نص محدد مسبقًا لمستشاري ترامب في المقابلات".
ويورد تصريحات لرافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، في مقابلة مع بلومبرغ، حيث ادعى أنه "لم يتبق من الاتفاق النووي الإيراني سوى الاسم".
وأضاف أنه "من المحتمل أن يعود قريباً إلى طهران لإجراء محادثات مع المسؤولين الإيرانيين"، وأكد غروسي أنهم في"نقطة مهمة للغاية" وأنهم يعلمون أن الرئيس الأمريكي (دونالد) ترامب أرسل رسالة إلى الزعيم الإيراني.
ويضيف المدير العام للوكالة أنه "من الواضح أنه يجب التوصل إلى نوع من التفاهم يمنع بشكل كامل احتمال حصول إيران على أسلحة نووية"، وأشار إلى أنه زار طهران في نوفمبر الماضي وتحدث مع الرئيس ووزير الخارجية الإيرانيين، ومن المحتمل أن يعود قريبًا.
ويكرر غروسي ادعاءاته السابقة بشأن اكتشاف جزيئات يورانيوم في منشآت إيرانية، مدعياً أن "الاتفاق المعروف باسم خطة العمل المشتركة، الذي تم توقيعه في عام 2015، لم يعد موجوداً وأن اسمه فقط هو الباقي". ويضيف أنهم "وجدوا آثاراً لليورانيوم في مكان لم يتوقعوه ولم يكن موقعًا لنشاط نووي على الإطلاق".
ويدعي أيضاً أنهم "سألوا نظراءهم الإيرانيين عن المواد والمعدات النووية ولم يتلقوا إجابات مرضية". وأشار إلى أنه زار إيران ولديه رغبة في مواصلة ذلك، لكن هذه الأحداث تحدث الآن معاً.
وفي معرض رده على ما ذكره غروسي، يقول البروفيسور «بول بيلار» كمدرس في جامعة جورج تاون الأمريكية وأحد محررين مجلة ناشيونال إنترست وزميل بارز في مركز أبحاث الأمن بجامعة جورج تاون ومركز سياسات الأمن في جنيف، أن "واقع الأمر هو أن الاتفاق النووي الإيراني قد مات عملياً، وحتى إذا تم التوصل إلى اتفاق آخر بشأن البرنامج النووي الإيراني، فإنه سيكون اتفاقاً جديداً على الرغم من بعض أوجه التشابه مع اتفاق عام 2015".
ويرى أن "غروسي والوكالة الدولية للطاقة الذرية سيستمرون في التعامل مع إيران بشأن وصول المفتشين والأنشطة العسكرية المحتملة الماضية، بغض النظر عن حالة أي اتفاق جديد مشابه للاتفاق النووي".
وبخصوص ما إذا كان تعاون إيران والوكالة يعتمد على مفاوضات محتملة بين إيران وأمريكا، وما إذا كان من الممكن نشر تقرير شامل من الوكالة عن البرنامج النووي الإيراني قبل التوصل إلى نتيجة لهذه المفاوضات، يوضح بيلار أن "الوكالة الدولية للطاقة الذرية ستواصل نشر تقارير منتظمة عن حالة البرنامج النووي الإيراني والقضايا التي تم حلها أو لم يتم حلها المتعلقة به".
ويقول "نظراً لعدم وجود احتمال لحدوث تقدم في المفاوضات الإيرانية الأمريكية في المستقبل القريب، فمن المرجح نشر تقرير آخر على الأقل من الوكالة قبل أي تقدم في هذا الشأن".
وعند سؤاله عما إذا كانت المفاوضات غير المباشرة بين أمريكا وإيران، التي أعلنت عنها أمريكا، يمكن أن تكون مثمرة، يجيب بيلار بأن "المفاوضات غير المباشرة يمكن أن تكون مفيدة وتساعد كل طرف على فهم أفضل لما هو ممكن أو غير ممكن في المفاوضات المستقبلية".
ومع ذلك، يضيف أنه "للتوصل إلى اتفاق كامل، من المحتمل أن تكون هناك حاجة إلى اتصال مباشر أكثر بين الولايات المتحدة وإيران"، مشيراً إلى أن "الاتفاق النووي الإيراني لم يتحقق إلا بعد مفاوضات جادة ومباشرة بين أمريكا وإيران على مستوى وزراء الخارجية".
وفيما يتعلق بوجود وجهتي نظر مختلفتين بشكل واضح داخل فريق إدارة ترامب بشأن البرنامج النووي الإيراني، حيث يتبنى ستيف ويتكاف وإيلون ماسك نظرة تجارية وأكثر توازناً، بينما يتبنى ماركو روبيو ومايك والتز نظرة أكثر تشدداً، يحذر بيلار من "عدم استخلاص النتائج حول مواقف أفراد معينين بناءً على تصريحات متفرقة وعادة ما تكون بدون نص محدد مسبقاً للمستشارين في المقابلات".
ويؤكد أن "جميع هؤلاء الأفراد في الحكومة، طالما هم في مناصبهم الحالية، سيضطرون إلى اتباع مواقف ترامب في هذه القضايا".
وعند سؤاله عن تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه أبلغ إيران بأن عليها التشاور معهم بأي شكل من الأشكال، وما إذا كان هذا يعني تهميش خطة الهجوم العسكري على إيران، يكرر بيلار أن "ترامب لا يرى المفاوضات والعمل العسكري خيارين منفصلين تماماً وبديلين لبعضهما البعض". فهو يعتقد أن "التهديد بالعمل العسكري يمكن أن يساعده في التوصل إلى اتفاق تفاوضي أفضل".

استكتاب خاص بمؤتمر حوار بغداد الدولي السابع لكتابة أوراق بحثية

رئيس الوزراء: طريق التنمية سيجعل العراق قوة اقليمية سياسة واقتصادية

ندوة في المعهد العراقي للحوار (اليابان وفلسطين.. لغز الثقافة والانتصار للمظلومية)

إشادات بحوار بغداد الدولي: تعزيز دور العراق المحوري ونقطة التقاء للرؤى

كلمة مدير المعهد العراقي للحوار في مؤتمر حوار بغداد الدولي السادس

صدور العدد المزدوج (74 – 75) من مجلة حوار الفكر

مدير المعهد العراقي للحوار يدير ملتقى قيادات المراكز البحثية في العراق الذي دعت إليه مؤسسة إنكي

تعليقات الزوار