
عبد الناصر يُفاجئ العرب بعد نصف قرن: لا لحرب جديدة مع إسرائيل
أثار تسجيل صوتي نُسب إلى الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر، خلال اجتماع جمعه بالرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، موجة من الجدل الواسع على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر والعالم العربي.
المواقع التي أعادت نشر التسجيل رجّحت أن يكون الحوار قد جرى في أغسطس/آب 1970، أي قبل أسابيع قليلة فقط من وفاة عبد الناصر في 28 سبتمبر من العام ذاته.
تناقض مع الخطاب المعروف
أثار التسجيل استغراب كثير من المتابعين، إذ يُظهر عبد الناصر متحدثاً عن استعداده لقبول حل سلمي مع إسرائيل، ومحذراً من أن أي مواجهة عسكرية جديدة قد تؤدي إلى "نكبة" شبيهة بنكبة عام 1948. وهو ما اعتبره البعض مناقضاً لخطابه المعروف آنذاك الذي كان يدعو إلى تحرير فلسطين "من النهر إلى البحر" ومواصلة الكفاح المسلح.
عبد الناصر هاجم في التسجيل الدول العربية التي كانت تتهم مصر بالتخاذل، داعياً إياها إلى خوض الحرب بنفسها إن كانت جادة في مواجهة إسرائيل، ومضيفاً: "إذا كان هناك من يريد الجهاد، فليذهب ويجاهد... نحن مستعدون للدعم المالي".
كما شدد على ضرورة تحديد أهداف واقعية لأي صراع مع إسرائيل، مع الأخذ في الحسبان موازين القوى واختلالها لصالح إسرائيل المدعومة من الولايات المتحدة، محذراً من الانسياق وراء الشعارات الرنانة التي لا يمكن تحقيقها.
"ناصر تي في" والتسجيل الكامل
نُشر التسجيل البالغ طوله أكثر من 17 دقيقة لأول مرة في 26 أبريل/نيسان الجاري على قناة "ناصر تي في" على يوتيوب، تحت عنوان:
"جمال عبد الناصر: من يريد القتال فليقاتل وليتركنا وشأننا" – في إشارة إلى رفضه الزج بمصر في حرب لا يدعمها العرب فعلياً.
القناة التي تدّعي أنها "القناة الرسمية لجمال عبد الناصر" تنشط منذ يناير 2018، ولديها أكثر من 90 ألف مشترك، ونشرت ما يزيد عن 520 مقطع فيديو، معظمها لخطابات ونشاطات عبد الناصر.
نفي وجود "تسريب"
عبد الحكيم عبد الناصر، نجل الزعيم المصري الراحل، رفض وصف التسجيل بـ"التسريب" أو "الفضيحة"، مؤكداً أنه موجود في مكتبة الإسكندرية منذ سنوات، بعد أن تبرعت العائلة بأرشيف عبد الناصر الصوتي والوثائقي. وكشف أن قناة "ناصر تي في" تُدار بإشرافه، وهو يخطط لنشر المزيد من المواد الصوتية.
الكاتب عمرو صابح، أحد المشرفين على القناة، قال إن التسجيلات تمت بإشراف سامي شرف، مدير مكتب معلومات عبد الناصر، وإنها نُقلت إلى القناة من قبل عبد الحكيم عبد الناصر.
من جانبها، أعلنت مكتبة الإسكندرية عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك، أنها لا تتحمل مسؤولية أي تسجيلات منشورة في وسائل الإعلام أو الشبكات الاجتماعية.
دعوات لتنظيم تداول المعلومات
تعددت ردود الفعل على التسجيل؛ فبينما شكك البعض في صحته أو نوايا توقيت نشره، دعا آخرون إلى تقنين عملية الإفراج عن الأرشيفات الرئاسية، وربطها بسياقاتها التاريخية والسياسية.
النائبة البرلمانية مها عبد الناصر (التي لا تربطها علاقة عائلية بالزعيم الراحل)، دعت إلى إصدار قانون "حرية تداول المعلومات" الذي يتيح للباحثين الوصول إلى الأرشيفات الكاملة للحروب المصرية، معتبرة أن ذلك يُسهم في فهم أعمق لتاريخ البلاد.
أما إيهاب مرجاوي، فكتب على فيسبوك مستنكراً أن "يكون إرث دولة بأكمله في يد أفراد"، متسائلاً عن منطقية احتفاظ عائلة عبد الناصر بوثائق تمس الأمن القومي.
عائلة عبد الناصر ترد
أسرة عبد الناصر أعربت عن انزعاجها من "الاقتباس المجتزأ" لكلمات الرئيس الراحل، معتبرة أن إعادة تفسير كلامه دون السياق السياسي والعسكري آنذاك أمر غير منصف.
هدى عبد الناصر، ابنته، قالت إن والدها لم يتخلَّ يوماً عن القضية الفلسطينية، بل كانت محور مشروعه القومي، مرجحة أن ما قاله في ذلك اللقاء يعكس إدراكه لضعف الجيش المصري آنذاك، وليس تخلياً عن مبدأ المقاومة.
السياق الإقليمي
يرجح محللون أن التسجيل تم في نفس توقيت عرض الولايات المتحدة ما عُرف لاحقاً بـ"مبادرة روجرز" لوقف إطلاق النار، التي طرحها وزير الخارجية الأميركي وليام روجرز في يونيو 1970.
وكانت مصر قد خاضت سلسلة من الحروب والنزاعات المسلحة منذ نكبة 1948، مروراً بحروب 1956، و1967، وحرب الاستنزاف، وصولاً إلى حرب أكتوبر 1973، والتي مهدت لاحقاً إلى اتفاقية السلام المصرية-الإسرائيلية الموقعة في واشنطن عام 1979.
ورغم التغيرات السياسية، لا تزال مصر تحتفظ بدور محوري في القضية الفلسطينية، خصوصاً في التوسط خلال الحروب في غزة والمساهمة في جهود إعادة الإعمار.

المعهد العراقي للحوار يصدر "الحقيبة الدبلوماسية" للدكتور كرار البديري

استكتاب خاص بمؤتمر حوار بغداد الدولي السابع لكتابة أوراق بحثية

رئيس الوزراء: طريق التنمية سيجعل العراق قوة اقليمية سياسة واقتصادية

إشادات بحوار بغداد الدولي: تعزيز دور العراق المحوري ونقطة التقاء للرؤى

دعوة استكتاب في العدد (79) من مجلة "حوار الفكر"

ندوة في المعهد العراقي للحوار (اليابان وفلسطين.. لغز الثقافة والانتصار للمظلومية)

كلمة مدير المعهد العراقي للحوار في مؤتمر حوار بغداد الدولي السادس

تعليقات الزوار