بقلم أحمد الساعدي
قمة خليجية في ظل إعادة هندسة المنطقة
شهدت المنطقة مؤخراً تطورات سياسية متسارعة، تزامنت مع جولة أمريكية جديدة وتحركات دبلوماسية حثيثة في الخليج، في وقت تستمر فيه محاولات إعادة تشكيل المشهد الإقليمي وفق رؤى خارجية، ما يثير العديد من التساؤلات حول طبيعة هذه التحالفات وأهدافها الحقيقية.
تساؤلات حول مشروعية التفاوض
أثارت تصريحات أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الصباح حول "المنظومة غير الشرعية" في صنعاء (حركة أنصار الله الحوثيين) جدلاً واسعاً، خصوصاً بعد تراجعه عن استخدام هذا الوصف لصالح مصطلح "السلطة المعنية". هذا التناقض يسلّط الضوء على إشكالية قانونية وسياسية في التعامل مع أطراف الصراع اليمني. فبينما توصف جماعة الحوثي بأنها "غير شرعية"، يتم في الوقت ذاته التفاوض معها وتوقيع تفاهمات غير معلنة، ما يطرح سؤالاً محورياً: هل من المنطقي التفاوض مع أطراف تُعد خارج شرعية الدولة؟
تحالفات جديدة... وعودة لسيناريو حلف بغداد؟
زيارة ترامب الأخيرة للمنطقة، والتفاهمات التي تبعتها، تشير إلى محاولات أمريكية لعقد ترتيبات أمنية جديدة، تُقصى فيها "إسرائيل" مؤقتاً عن بعض الملفات، مع استمرار التنسيق خلف الكواليس.
وبرزت مؤشرات على اتفاقات مع سوريا تتضمن رفعاً تدريجياً للعقوبات، مقابل خطوات مثل الاعتراف بـ"إسرائيل" وترحيل الفصائل الأجنبية من الأراضي السورية، في إشارة إلى الفصائل الفلسطينية المقاومة.
هذا التوجه يعيد إلى الأذهان تجربة حلف بغداد الذي أنشأته بريطانيا في خمسينيات القرن الماضي لاحتواء المد القومي العربي، وضمّ حينها دولاً مثل تركيا، العراق، إيران، وباكستان. لكن هذا الحلف سقط سريعاً بسبب رفض الشعوب العربية له واحتدام الصراعات الداخلية.
اليوم، يُخشى أن يُعاد إنتاج نسخة جديدة من هذا الحلف، ولكن بأدوات معاصرة، تُغلف بشعارات الأمن والاستقرار، في حين تخفي مشاريع الهيمنة والتطبيع.
سوريا بين الضغوط الدولية وتناقضات الداخل
يبدو أن سوريا، التي شكلت لعقود محور الممانعة في المنطقة، تتعرض لضغوط كبيرة لتغيير موقعها الجيوسياسي. إلا أن الواقع السوري المعقد، والانقسامات داخل النظام، ووجود فصائل أجنبية متعددة (من أوزبك وإيغور وشيشان وغيرهم)، تجعل من سيناريو التطبيع الكامل أمراً بالغ التعقيد.
تشير المعطيات إلى أن هذه الفصائل، التي ترى أنها دفعت ثمناً باهظاً في الحرب، لن تقبل بالمغادرة أو التفكيك بسهولة، ما ينذر باحتمالات صدامات مسلحة داخل الأراضي السورية، خصوصاً في حال سعي النظام لترحيلها استجابة للضغوط الدولية.
توازنات المقاومة... وصمود المحور
في مقابل هذا الحراك، تواصل فصائل المقاومة، من لبنان إلى غزة، تمسكها بخياراتها الرافضة للتطبيع. وتشير مصادر مطلعة إلى تحركات جديدة داخل محور المقاومة لإعادة ترتيب الصفوف، رغم الخلافات الداخلية، من أجل مواجهة المرحلة المقبلة، التي يُتوقع أن تكون أكثر صعوبة. ورغم محاولات تصوير إيران كعدو بديل للمنطقة، فإن تحالفات المقاومة لا تزال تضع الاحتلال الإسرائيلي في رأس أولوياتها، وترى أن المعركة الأساسية لم تُحسم بعد.
الطوفان لم ينتهِ بعد
ما يجري اليوم ليس سوى فاصل جديد من مشروع قديم، تحاول قوى الهيمنة فيه إعادة رسم المنطقة بما يخدم مصالحها، مستخدمة أدوات محلية وإقليمية، ومروّجة لأعداء جدد، على حساب الحقيقة التاريخية للصراع.
لكن كما سقط حلف بغداد، فإن هذا "الحلف الجديد"، بتناقضاته البنيوية ورفض الشعوب له، لن يصمد طويلاً. وفي ظل صمود غزة وثبات الجنوب اللبناني، ومع عودة التوتر إلى المشهد السوري، يبدو أن "الطوفان" لم ينتهِ بعد... بل قد يعود في موجة ثانية، أشد وأوسع.
المعهد العراقي للحوار الراعي اللوجستي لمعرض بغداد الدولي للكتاب يفتتح جناحه الخاص في المعرض
المعهد العراقي للحوار يصدر "الحقيبة الدبلوماسية" للدكتور كرار البديري
Official agreement between Iraqi Institute for Dialogue and the Iraqi Media Network to sponsor The Seventh Annual International Conference of “Baghdad Dialogue” 2025
استكتاب خاص بمؤتمر حوار بغداد الدولي السابع لكتابة أوراق بحثية
دعوة استكتاب في العدد (79) من مجلة "حوار الفكر"
إشادات بحوار بغداد الدولي: تعزيز دور العراق المحوري ونقطة التقاء للرؤى
رئيس الوزراء: طريق التنمية سيجعل العراق قوة اقليمية سياسة واقتصادية
تعليقات الزوار