
ترامب يتجاوز عقدة العراق: تحوّل في العقيدة الأمريكية تجاه إيران
يبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد نجح في إحداث تحول جوهري في السياسة الخارجية للولايات المتحدة، قاطعاً مع إرث التدخل العسكري المكلف في العراق وأفغانستان، دون أن يقع في فخ العزلة التامة. هذا ما خلص إليه الكاتب الأمريكي ديفيد هارساني في مقال رأي نشره بصحيفة "واشنطن إكزامينر"، معتبراً أن الهجوم الأخير الذي نفذته واشنطن ضد المنشآت النووية الإيرانية في نطنز وأصفهان وفردو مثّل لحظة فاصلة في العقيدة الدفاعية الأمريكية.
ما بعد "العراق": تجاوز عقدة الخوف من التدخل
بحسب هارساني، فإن الولايات المتحدة، منذ حرب العراق، أُصيبت بـ"شلل استراتيجي" خشية الانجرار إلى صراعات طويلة الأمد، وهو ما استغلّته إيران لتمرير أجندتها النووية والتوسعية دون رادع حقيقي. ويرى الكاتب أن ترامب، خلافاً لسابقيه، تعامل مع إيران من منظور "الردع الذكي" لا "الهندسة الديمقراطية"، واضعاً هدفاً واضحاً يتمثل في منع النظام الإيراني من امتلاك سلاح نووي، من دون الانخراط في مغامرات برية مكلفة أو مشاريع "تغيير أنظمة" شاملة.
رفضٌ للمدرسَتين: لا عزلة.. ولا مغامرة
اللافت في الطرح الذي يقدّمه المقال هو توصيفه لموقف ترامب باعتباره رفضاً مزدوجاً لكل من سذاجة المحافظين الجدد الذين سعوا لنشر الديمقراطية بالقوة، وانغلاق دعاة العزلة الذين ينادون بعدم التدخل بأي شكل. ترامب، بحسب المقال، واجه حقيقة أن الدبلوماسية مع "نظام إسلامي ثيوقراطي" غير مجدية دون خطوط حمراء واضحة ومحمية بالقوة.
نهاية أوهام الاتفاق النووي
يشكّك هارساني بجدية الطروحات التي روّجت لإمكانية التوصل إلى اتفاق نووي دائم مع طهران، مشيراً إلى أن المرشد الإيراني علي خامنئي رفض التخلي عن مشروعه النووي حتى بعد الهجمات الإسرائيلية التي أضعفت قدراته العسكرية.
ويزعم الكاتب وجود تاريخ طويل من الخداع الإيراني للرؤساء الأمريكيين، منذ عهد بيل كلينتون، في ما يخصّ الالتزامات النووية.
تحوّل في العقيدة العسكرية: "نردع.. لكن لا نغزو"
على الرغم من الجدل الذي أثارته تغريدة ترامب التي ألمح فيها إلى إمكانية "تغيير النظام" في طهران، يشير الكاتب إلى أنه لا توجد أي مؤشرات على نية واشنطن خوض مواجهة ميدانية شاملة. بل على العكس، يُفهم من خطاب الرئيس أنه يستخدم لغة التصعيد كوسيلة ضغط لإجبار طهران على الرضوخ، دون الحاجة لتكلفة عسكرية مباشرة.
التحالف مع إسرائيل وتوازن الرعب
يتطرق المقال إلى الدور الإسرائيلي في إضعاف البنية العسكرية الإيرانية، معتبراً أن تل أبيب قامت بـ"العمل الثقيل"، بينما تدخلت واشنطن في مرحلة الحسم. ويصف الكاتب هذا التنسيق بأنه إعادة تعريف لمعادلة الردع في المنطقة، تقوم على تحالف تكتيكي فعال دون تدخل بري مباشر.
واقعية بلا تخلي عن القيم
يشدد الكاتب على أن ترامب لم يتخلَ عن المبادئ الغربية في مواجهة الأنظمة التي يعتقد أنها "استبدادية"، لكنه لم يسعَ أيضاً لفرضها بالقوة. وفي حال ظهرت حركة شعبية منظمة في إيران تطالب بالتغيير، فإن السياسة الأمريكية – وفقاً لهذا المنظور – يجب ألا تقف حجر عثرة أمامها.
خاتمة: أمريكا القوية لا تخاف
يختتم هارساني مقاله بالتأكيد على أن الولايات المتحدة، بعد سنوات من التردد، استعادت ثقتها بقوتها. فالهجوم الإيراني الأخير على قاعدة في قطر لم يكن سوى مناورة رمزية داخلية لحفظ ماء الوجه، بينما الحقيقة هي أن إيران فقدت قدرتها على فرض شروطها، وفوّتت فرصة امتلاك القنبلة النووية.
ويضيف: "ما لا نعرفه هو كيف سينتهي هذا الصراع في المستقبل، لكن ما نعرفه الآن هو أن أميركا لم تعد رهينة إخفاقات الماضي".

استكتاب خاص بمؤتمر حوار بغداد الدولي السابع لكتابة أوراق بحثية

دعوة استكتاب في العدد (79) من مجلة "حوار الفكر"

إشادات بحوار بغداد الدولي: تعزيز دور العراق المحوري ونقطة التقاء للرؤى

رئيس الوزراء: طريق التنمية سيجعل العراق قوة اقليمية سياسة واقتصادية

ندوة في المعهد العراقي للحوار (اليابان وفلسطين.. لغز الثقافة والانتصار للمظلومية)

Official agreement between Iraqi Institute for Dialogue and the Iraqi Media Network to sponsor The Seventh Annual International Conference of “Baghdad Dialogue” 2025

صدور العدد المزدوج (74 – 75) من مجلة حوار الفكر

تعليقات الزوار