الانتخابات العراقية: 12 سؤالاً تحدد مستقبل الحكم والسيادة

تتجه أنظار العراقيين إلى الانتخابات البرلمانية المقررة في 11 تشرين الثاني الجاري، وهي الاستحقاق السادس منذ سقوط نظام صدام حسين عام 2003، وسط حالة من الانقسام السياسي الحاد، والتحديات الاقتصادية والأمنية.

وفي تقرير موسّع نشره "المجلس الأطلسي" (Atlantic Council)، أجاب عدد من أبرز الخبراء والمحللين العراقيين والدوليين عن اثني عشر سؤالاً محورياً ترسم ملامح المرحلة المقبلة في العراق.

1. ما القضايا الأساسية التي تشغل الناخب العراقي؟

يقول الخبير عباس عنبوري، رئيس مركز رواق بغداد للسياسات العامة، إن التصويت في العراق ما زال يقوم على الانتماءات الطائفية والإثنية، مع تراجع واضح للتصويت على أساس البرامج السياسية.

ويضيف أن التحالف الذي يقوده رئيس الوزراء محمد شياع السوداني قد يحصل على نحو 60 مقعداً في البرلمان إذا تمكن من إقناع الناخبين بجدوى أدائه الخدمي.

2. هل سيحصل السوداني على ولاية ثانية؟

يرى عنبوري أن فرصة السوداني في ولاية ثانية ضعيفة للغاية بسبب الانقسامات داخل الإطار التنسيقي الشيعي، فضلاً عن عوامل دولية مثل الموقفين الأمريكي والإيراني، ومحدودية تدخل مرجعية النجف هذه المرة.

3. ما هو الإطار التنسيقي ودوره في تشكيل الحكومة؟

يصف الخبير سجاد جياّد الإطار التنسيقي بأنه الكتلة الشيعية الأبرز في البلاد، والتي تسعى لتكرار أسلوبها التقليدي: خوض الانتخابات بقوائم متعددة ثم الائتلاف بعدها لتقاسم السلطة والمناصب.

ويشير إلى أن الصراع الداخلي بين أطراف الإطار ما زال قويًا، لكنهم يدركون أنه لا يمكن تشكيل أي حكومة دونهم.

4. ما تأثير مقتدى الصدر وموقفه من المقاطعة؟

يؤكد المحلل تامر بداوي أن مقاطعة التيار الصدري ستترك أثراً كبيراً على نسبة المشاركة، لا سيما في المناطق الشيعية، مشيراً إلى أن غياب دعوة المرجعية للمشاركة هذه المرة يمنح المقاطعة بعداً شرعياً ضمنياً.

أما الباحث عقيل عباس فيقول إن الصدر قد يفاجئ خصومه في اللحظة الأخيرة بتوجيه أنصاره للتصويت ضد قوائم الإطار التنسيقي.

5. أين يقف المكون السني من المشهد الانتخابي؟

يقول الخبير عمر الندى إن المنافسة السنية تتركز بين محمد الحلبوسي (تقدّم) ومثنّى السامرائي (عزم) وخميس الخنجر (سيادة)، موضحاً أن التحالفات السنية ما تزال هشة وشخصية الطابع، ولا يوجد مشروع وطني موحد بسبب غياب راعٍ خارجي قوي يوحد الصفوف.

6. ما مدى تأثير إيران في السياسة العراقية اليوم؟

تشير الباحثة رند الرحيم إلى أن النفوذ الإيراني تراجع خلال العام الأخير نتيجة الحرب مع إسرائيل والولايات المتحدة، وتدهور الاقتصاد الإيراني، وتراجع قوة حلفائها مثل حزب الله وحماس.

لكنها تؤكد أن الروابط الأيديولوجية والسياسية ما تزال قائمة، وأن طهران ستحتفظ بنفوذها الاستراتيجي في بغداد رغم تقلص أدواتها الميدانية.

7. ماذا عن الأكراد وتأثير أزمة تشكيل حكومة الإقليم؟

يوضح الباحث يرفان سعيد أن فشل الأحزاب الكردية في تشكيل حكومة إقليم كردستان منذ انتخابات 2024 أضعف موقعها التفاوضي في بغداد، مشيراً إلى أن الصراع بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني أفقد الأكراد دورهم التقليدي كـ"بيضة قبان" في معادلة الحكم.

8. أين يقف شباب "تشرين" من الانتخابات؟

يقول الندى إن حراك تشرين ما زال منقسماً بين من قرر خوض الانتخابات عبر تحالفات مثل البديل، ومن انسحب كلياً من العملية السياسية.

ويرى أن الاختبار الحقيقي أمامهم هو تجنب الانقسامات التي أضعفت نوابهم بعد انتخابات 2021.

9. هل سيكرر المستقلون نجاحهم السابق؟

يعتقد عقيل عباس أن فرص المستقلين أقل هذه المرة بسبب ارتفاع معدلات المقاطعة، لكنه يرى أن تحالف البديل قد يجذب بعض الناخبين الساخطين ويضمن تمثيلاً محدوداً في البرلمان.

10. كيف تؤثر الاغتيالات على البيئة السياسية؟

يشير تامر بداوي إلى أن اغتيال المرشح صفاء المشهداني في حزام بغداد بعث برسالة تهديد قوية للمرشحين المعارضين، مؤكداً أن الإفلات من العقاب يعزز ثقافة الخوف ويقوض الثقة بالانتخابات.

11. هل ستتغير السياسة الخارجية للعراق بعد الانتخابات؟

يرى سجاد جياّد أن سياسة التوازن بين واشنطن وطهران ستستمر، مع احتمال تغيّر اللهجة أو مستوى الاستقلال تبعاً لهوية رئيس الوزراء المقبل.

12. ما الدور المتوقع للولايات المتحدة بعد الانتخابات؟

تقول ألين رومانوسكي، السفيرة الأمريكية السابقة في بغداد، إن واشنطن ستواصل الانخراط في الشأن العراقي لضمان الاستقرار الأمني والسياسي، مع التركيز على دمج الحشد الشعبي بالمؤسسات الرسمية، واستمرار الحوار الاستراتيجي بين البلدين في الملفات الأمنية والاقتصادية.

خلاصة

تكشف إجابات الخبراء أن الانتخابات المقبلة لن تكون حاسمة في تغيير المسار السياسي العراقي، لكنها ستعيد رسم موازين القوى داخل الكتل الشيعية والسنية والكردية، فيما تبقى فرص السوداني ضعيفة بالاحتفاظ برئاسة الحكومة، ما لم ينجح في بناء تحالف عابر للطوائف بدعم إقليمي ودولي متزامن.