هل هنالك ديمقراطية عربية؟ نعم, الديمقراطية العراقية

غالبًا ما ينسى الأمريكيون أحد أسباب قرار الرئيس جورج دبليو بوش عام ٢٠٠٣ بالإطاحة بدكتاتور في العراق: إرساء نموذج ديمقراطي في الشرق الأوسط للمساعدة في صد الجماعات الإرهابية مثل تنظيم القاعدة بعد هجمات 11سبتمبر عام 2011.

يوم الثلاثاء، بعد حوالي عقدين من استعادة العراقيين حقهم في التصويت الحر والنزيه، أجرت البلاد انتخاباتها البرلمانية السابعة. ورغم الاستياء العام من حكومة تعاني من خلل كبير، حقق الناخبون بعض النتائج المشجعة.

كان ما يقرب من ثلث المرشحين من النساء، أي أكثر من ضعف عددهن في انتخابات ٢٠٢١. ورغم الدعوات لمقاطعة الانتخابات، تجاوزت نسبة المشاركة ٥٥٪، ارتفاعًا من ٤١٪. واتسمت الحملة الانتخابية وعمليات الاقتراع بالتنظيم. ورأى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، الذي يحظى بشعبية واسعة، كتلته وهي تفوز بأكبر عدد من المقاعد في البرلمان.

كتب مايكل روبين، الزميل في معهد أمريكان إنتربرايز، قبيل الانتخابات: "أصبح العراق الجديد، للأفضل أو للأسوأ، نموذجًا للديمقراطية في المنطقة".

أحد الأسباب هو أن عددًا أكبر من الشباب قد اعتنقوا هوية عراقية ومدنية على حساب دينهم أو عرقهم. قد لا تزال السلطة السياسية مقسمة بين الشيعة والسنة والأكراد ومجموعات أخرى بموجب الدستور. ومع ذلك، فقد بلغ معظم العراقيين اليوم سن الرشد بعد دكتاتورية صدام حسين. وهم يسعون إلى حكم يمثل الجميع ويتمتع بالنزاهة، وهو ما انعكس في الاحتجاجات الجماهيرية عامي 2019 و2020. وصرح السيد روبين: "إذا كان شغل المناصب [السياسية] مرادفًا للبقاء مدى الحياة في معظم الدول العربية، فإنه ليس كذلك في العراق، حيث يعاقب العراقيون أي شخص يعتبرونه غير فعال وفاسد".

إن التقدم الذي أحرزه العراق في جيل واحد هو امر يستحق الاشادة لأنه لا يزال يواجه ضغوطًا من إيران. ومع ذلك، وبفضل استقراره النسبي، أصبحت بغداد أيضًا قوة موازنة بين القوى في المنطقة.

كتب يريفان سعيد، زميل المجلس الأطلسي: "الصورة الأوسع هي صورة لقوة عراقية صاعدة لكن محدودة، حيث يمكن للدولة أحيانًا المقاومة وأحيانًا لعب دور الوساطة، لكنها تضطر أحيانًا إلى التنازل للحفاظ على التوازن [الإقليمي] سليمًا".

كل هذا ليس مبررًا للغزو أو سوء الإدارة الذي أعقبه والذي أدى إلى تمرد عنيف. لقد شهد العراقيون بعضًا من أسوأ أحداث العنف في الشرق الأوسط. إذا استمروا في اختيار ديمقراطية سلمية، وإن كانت معيبة، فقد يكون ذلك لأنهم يدركون أن بعض الصفات - الحرية والمساواة والمساءلة والتعددية - يمكن أن تساعد في ضمان الهدوء.

كتب أحد العراقيين، لمتابعيه البالغ عددهم 57 ألفًا على وسائل التواصل الاجتماعي: "الانتخابات التشريعية وسيلة سلمية للتغيير، وهي الضمان الوحيد ضد العنف والفوضى". "كلما زادت المشاركة الشعبية، كان النظام السياسي أقوى وأكثر استقرارًا".