00:00:00
توقيت بغداد
2025ديسمبر05
الجمعة
22 °C
بغداد، 22°
الرئيسية أخبار نشاطات الندوات إتصل بنا

بقلم د. صلاح الدين نعمان أميدي

غياب برنامج واضح للنواب الأكراد في برلمان العراق

في معظم دول العالم، يتنافس النواب لخدمة شعوبهم والدفاع عن قضاياهم، سعيًا لنيل ثقة الناخبين والفوز في الانتخابات، كما فعل المرشح المسلم لنيويورك في الولايات المتحدة بفخر واعتزاز.

لكن ما نراه لدى غالبية المرشحين من الأحزاب الكردية هو التركيز على المظاهر الانتخابية من صور ضخمة تملأ الشوارع، ومراكز لتوزيع الطعام، وحملات دعائية عبر القنوات التلفزيونية، دون أن يرافق ذلك برامج واضحة ومعلنة تحدد كيفية خدمتهم للمواطنين ومشاريعهم المستقبلية.

كان الأجدر بكل نائب أو مرشح أن يضع برنامجًا عمليًا بنقاط محددة توضح رؤيته لخدمة أبناء الإقليم في مختلف المجالات، ومن أبرز القضايا التي ينبغي الاهتمام بها ما يلي:

 1. إدارة مؤسسات الإقليم بالكفاءات الوطنية المخلصة في الوزارات والهيئات التعليمية والثقافية والاجتماعية، بدلًا من الاعتماد على المحسوبية الحزبية وتعيين أشخاص غير مؤهلين ليكون للاقليم حكومة الأفراد( حكومة العولمة ) و ليس حكومة المكونات.

 2. حل مشكلة رواتب الموظفين في الإقليم بشكل جذري، وضمان صرفها في مواعيدها دون ربطها بالخلافات مع الحكومة الاتحادية في بغداد.

 3. إدارة ملف النفط بشفافية تامة، بدءًا من عمليات الحفر مرورًا بالتصفية والتخزين وصولًا إلى البيع، مع الاستعانة بالكفاءات المحلية.

 4. الاهتمام بقطاع التعليم من حيث تطوير المدارس والمباني، وتوفير الوسائل التعليمية، ودعم الكوادر التربوية ماديًا، وتقليل الاعتماد على المدارس والجامعات الأهلية التي تفتقر إلى المختبرات والتجهيزات الضرورية والتي تهدف للربح فقط، مما أدى إلى زيادة أعداد الخريجين العاطلين عن العمل، وتراجع الإقبال على الدراسة في المراحل المتوسطة والإعدادية.

 5. تطوير القطاعات الصناعية والزراعية، وتشجيع استخدام الأساليب الحديثة في الزراعة وتربية المواشي والنحل، ودعم مشاريع الطاقة الشمسية لتسخين المياه وتوليد الكهرباء، إذ ما زال الإقليم متأخرًا في هذا المجال مقارنة بجيرانه.

 6. تحسين وسائل النقل العامة بين مدن الإقليم، والحد من الفوضى المرورية الناتجة عن الزيادة الكبيرة في السيارات الخاصة، مع ضرورة تطبيق القوانين المرورية بصرامة.

 7. إعادة النظر في سياسات الضرائب والرسوم المفروضة على المواطنين، سواء في المهن أو الخدمات الحكومية أو التعليم والصحة، حيث أصبحت الأعباء المالية في الإقليم أعلى مقارنة ببقية مدن العراق، مما يشكل عبئًا غير مبرر على السكان.

 8. تفعيل قطاع السياحة من خلال تحسين البنية التحتية والخدمات المقدمة للسياح، ودعم القطاع الخاص العامل في هذا المجال. كانت كردستان العراق في خمسينيات القرن الماضي تنافس لبنان في جذب السياح، ويمكن لهذا القطاع أن يكون مصدرًا مهمًا للدخل وفرصة لتعزيز التبادل الثقافي، كما هو الحال في بريطانيا وفرنسا.

 9. دعم القرى والريف عبر تحسين الخدمات التعليمية والزراعية وتربية المواشي، للحد من هجرة سكان القرى إلى المدن وما يترتب على ذلك من بطالة وهجرة خارجية.

 10. توضيح الموقف من التواجد العسكري التركي في قرى وجبال الإقليم الممتدة من زاخو إلى عمادية وحتى الحدود الإيرانية، حيث أصبحت القوات التركية تبني طرقًا ومطارات وتتحكم بحركة الأهالي. من واجب حكومة الإقليم توضيح أسباب هذا التواجد بشفافية للمواطنين، لأن الأمر يشكل أزمة حقيقية.

 11. نداء إلى النواب الفائزين:

بصفتي مواطنًا من أبناء الإقليم، أدعوكم إلى تبني هذه النقاط بشجاعة ومسؤولية، والعمل الجاد لخدمة شعب كردستان بإخلاص واستقلالية فكرية، دون مجاملة أو مدح. إن هدفي هو المساهمة في بناء حكومة إقليمية قوية ومتطورة، قادرة على مواكبة التغيرات في الشرق الأوسط والعالم في ظل العولمة.

تعليقات الزوار