00:00:00
توقيت بغداد
2025يناير15
الأربعاء
39 °C
بغداد، صافي
الرئيسية أخبار نشاطات المكتبة الرقمية إتصل بنا

يُبرز المقال التناقض الصارخ بين الخطاب الأخلاقي المعلن للسياسة الخارجية البريطانية وممارساتها الفعلية، داعيًا إلى مراجعة جادة للسياسات لضمان توافقها مع المبادئ الإنسانية والأخلاقية.

"ازدواجية السياسة الخارجية البريطانية: شعارات وواقع"

نشر الكاتب والصحفي البريطاني المعروف بعمله في مجال الصحافة السياسية، مارتن شيبتون (Martin Shipton)، مقالاً وجه فيه انتقادات لاذعة للسياسات الخارجية البريطانية التي تتناقض مع المبادئ الأخلاقية، مما يترك أثرًا سلبيًا ليس فقط على سمعة الحكومة بل على المجتمع البريطاني ككل.

ويناقش شيبتون في مقال الذي نشره على موقع " nation.cymru"، الانحراف الأخلاقي في السياسة الخارجية البريطانية، مُشيرًا إلى التناقض بين الوعود بتحقيق العدالة واحترام حقوق الإنسان وبين الممارسات الفعلية.

كما يُسلّط الضوء على قرارات مثل السماح بعودة الديكتاتور بينوشيه إلى تشيلي، وغزو العراق الكارثي، واستمرار دعم إسرائيل على الرغم من سياساتها القمعية تجاه الفلسطينيين، داعياً إلى مراجعة جادة لهذه السياسات لإعادة البُعد الأخلاقي للسياسة البريطانية على الساحة الدولية.

السياسة الخارجية الأخلاقية: وعود لم تُنفّذ

في عام 1997، أعلن وزير الخارجية البريطاني آنذاك، روبن كوك، عن نيته إدخال "بُعد أخلاقي" في السياسة الخارجية للمملكة المتحدة، مُركّزًا على حقوق الإنسان والبيئة. إلا أن هذه الوعود لم تُترجم إلى سياسات ملموسة.

حالة بينوشيه: فرصة ضائعة للعدالة

في عام 1998، تم اعتقال الديكتاتور التشيلي السابق، أوغستو بينوشيه، في لندن بتهم تتعلق بارتكاب فظائع. ورغم الآمال في تحقيق العدالة، سُمح له بالعودة إلى تشيلي بحجة تدهور صحته، مما أثار الشكوك حول جدية الالتزام البريطاني بالمعايير الأخلاقية في سياستها الخارجية.

غزو العراق: قرار كارثي

في عام 2003، انضمت بريطانيا إلى الولايات المتحدة في غزو العراق، وهو قرار وصفه المقال بأنه "كارثي"، حيث أدى إلى زعزعة استقرار الشرق الأوسط وتسبب في أعداد لا تُحصى من الوفيات، بالإضافة إلى أزمة لاجئين أثّرت على السياسة الأوروبية.

التواطؤ مع إسرائيل: دعم غير مشروط

يُشير المقال إلى استمرار بريطانيا في تزويد إسرائيل بالأسلحة، رغم ما وصفه بـ"الإبادة الجماعية" في غزة والاعتداءات المستمرة على القرى الفلسطينية في الضفة الغربية. يُبرز الكاتب تجاربه الشخصية في زيارة القدس وبيت لحم والخليل، حيث شهد على المضايقات والاعتداءات التي يتعرض لها الفلسطينيون من قبل المستوطنين الإسرائيليين.

تفاقم الأوضاع في غزة: تدمير ممنهج

يصف المقال الظروف المعيشية المزرية في مخيمات اللاجئين في غزة، مشيرًا إلى تدمير الجامعات والبنية التحتية نتيجة القصف المستمر، مما يحرم الشباب من فرص التعليم ويزيد من معاناتهم.

صعود التطرف: نتيجة حتمية للسياسات القمعية

يُرجع الكاتب نشوء حركات متشددة مثل حماس إلى تعنت إسرائيل وفشل القوى الغربية، خاصة الولايات المتحدة، في استخدام الضغط الاقتصادي لتحقيق تنازلات. ويُشير إلى أن الحكومة الإسرائيلية الحالية هي الأكثر تطرفًا منذ تأسيس الدولة في عام 1948، حيث يصف بعض وزرائها الفلسطينيين بـ"الحيوانات".

ازدواجية المعايير: اتهامات بمعاداة السامية لإسكات النقد

يُختتم المقال بالإشارة إلى أن إسرائيل تعمل كدولة عنصرية ونظام فصل عنصري، وتستفيد من لوبي قوي يُسكت الانتقادات باتهامات زائفة بمعاداة السامية، مما يُعقّد الجهود الرامية إلى تحقيق العدالة والسلام في المنطقة.

تعليقات الزوار