00:00:00
توقيت بغداد
2025يناير20
الاثنين
39 °C
بغداد، صافي
الرئيسية أخبار نشاطات المكتبة الرقمية إتصل بنا

الاتفاقية الاستراتيجية بين إيران وروسيا: خطوة نحو تحالف استراتيجي شامل

الاتفاقية الاستراتيجية بين إيران وروسيا ليست مجرد اتفاق اقتصادي أو سياسي، بل هي خطوة نحو تحالف شامل يعزز السيادة الوطنية لكلا البلدين، ويوفر قاعدة لتعاون طويل الأمد في مواجهة التحديات المشتركة، مما يعزز التوجه نحو نظام عالمي متعدد الأقطاب.

في مقابلة مع وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا)، صرّح الفيلسوف الروسي ألكسندر دوغين بأن توقيع "معاهدة التعاون الاستراتيجي الشامل" بين إيران وروسيا يُمثّل خطوة مهمة نحو تعزيز التحالف الاستراتيجي بين البلدين.

وتم توقيع هذه المعاهدة خلال زيارة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى موسكو، حيث التقى بنظيره الروسي فلاديمير بوتين. المعاهدة، التي جاءت نتيجة مفاوضات استمرت حوالي ثلاث سنوات، تغطي جميع جوانب التعاون بين البلدين، مع تركيز خاص على ثلاثة مجالات رئيسية: التعاون الاقتصادي، التعاون العلمي والتكنولوجي، والتعاون في مجالي الثقافة والسياحة.

من المتوقع أن تُسهم هذه المعاهدة في تعزيز العلاقات الثنائية وتوسيع نطاق التعاون بين إيران وروسيا في مختلف المجالات.

اعتبر المفكر الروسي ألكسندر دوغين، في المقابلة الصحفية، أن توقيع المعاهدة الاستراتيجية الشاملة المشتركة بين إيران وروسيا، مؤشر على التحالف الاستراتيجي بين البلدين.

ودوغين أحد أهم مستشاري الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، وفي عام 2014 اختارته مجلة فورين بوليسي الأميركية ضمن قائمة "100 مفكر عالمي" في العصر الحديث.

ويعتقد دوغين أن "هذا حدث مهم للغاية واتفاقية ترتكز على التحالف الاستراتيجي بين روسيا وإيران، وهي الاتفاقية التي كان علينا تسجيلها رسمياً حتى يكون لها أثر قانوني. على مدى العقد الماضي، شهدت العلاقات الروسية الإيرانية ديناميكية إيجابية للغاية، وتحسنت علاقاتنا الاقتصادية والسياسية والاستراتيجية. لقد وصلنا إلى مستوى جيد وغير مسبوق في العلاقات بين البلدين عبر التاريخ".

ووصف الفيلسوف الروسي ألكسندر دوغين توقيع الاتفاقية الاستراتيجية الشاملة بين إيران وروسيا بأنه يمثل تحالفًا استراتيجيًا تاريخيًا يمكن أن يعزز العلاقات الثنائية بين البلدين ويدفعهما نحو تحقيق مكاسب جيوسياسية واقتصادية كبيرة.

أهم النقاط:

1 - تفاصيل الاتفاقية وأهميتها

الاتفاقية، التي تحمل اسم "اتفاقية التعاون الشامل الاستراتيجي"، تمتد لمدة 25 عامًا وتشمل مجالات متعددة، من بينها الطاقة، التكنولوجيا، الصناعة، الزراعة، والثقافة.

تم توقيعها خلال زيارة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى موسكو، حيث التقى بنظيره الروسي فلاديمير بوتين. ووصفتها ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، بأنها "معاهدة غير مسبوقة" تهدف إلى ترسيخ أسس نظام عالمي متعدد الأقطاب.

2 - التعاون في المجالات الرئيسية

الأمن والاستراتيجية:

يشمل التعاون إنشاء نظام أمني مشترك يمكن أن يضم قواعد عسكرية روسية في جنوب إيران ومشاركة إيران في المشاريع الاقتصادية والعسكرية في القطب الشمالي. ويُعد هذا التعاون أداة لتعزيز الأمن الإقليمي ورفض الهيمنة الغربية.

التنمية الاقتصادية:

تتضمن الاتفاقية استثمارات في الإعلام، التعليم، الفضاء، وأنظمة الدفع البنكية المشتركة، مما يساعد على تخفيف تأثير العقوبات الغربية على البلدين.

مشروع ممر الشمال-الجنوب يُعتبر ركيزة للتعاون، حيث يتيح لروسيا الوصول إلى المياه المفتوحة عبر إيران، بينما يمكن لإيران الوصول إلى بحر الشمال.

3- تحديات وسبل التغلب عليها

أشار دوغين إلى وجود محاولات خارجية، خاصة من الغرب، لإفشال هذا التحالف، مشيرًا إلى وجود شبكات داخلية تسعى لتقويض العلاقات الثنائية باستخدام حجج دينية أو قومية.

رغم هذه التحديات، فإن توقيع الاتفاقية يُظهر قدرة البلدين على تجاوز العقبات وتحقيق أهدافهما المشتركة.

4 - فوائد الاتفاقية على المستوى الدولي

ستُسهم الاتفاقية في تعزيز موقع إيران وروسيا كلاعبين رئيسيين في منطقة أوراسيا.

تمثل الاتفاقية فرصة لإعادة التوازن الجيوسياسي والاقتصادي في المنطقة، مع التركيز على الاستفادة من الموارد المشتركة ومواجهة التحديات الدولية.

ماذا قال بوتين وبزشكيان عن الاتفاقية

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، إن بلاده تعطي أهمية كبيرة لتعزيز العلاقات مع إيران في المستقبل، جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده مع نظيره الإيراني مسعود بزشكيان بعد التوقيع على "اتفاقية استراتيجية شاملة".

وأوضح بوتين خلال المؤتمر الصحفي إن " الاتفاقية مع إيران تعطي قفزة نوعية للعلاقات بين البلدين"، معتبراً إن المباحثات مع الرئيس الإيراني كانت بناءة ومثمرة وتناولت العلاقات الثنائية والشؤون الإقليمية.

وذكر إنه "فيما يتعلق بالعلاقات التجارية فهي مهمة للغاية وتحدثنا مع رئيس إيران عن هذه العلاقات وكيف ينبغي أن تكون مختلفة عن الدول المجاورة، وهناك قوى اقتصادية، وبعض الدول لديها عدد سكان أقل واقتصادات أضعف، ولكن لدينا تجارة أكبر مع دولة كبيرة مثل إيران، وحجم التجارة بالتأكيد لا يتناسب مع القوة الموجودة".

وتابع "أما اتفاق اليوم فهو يحمل شروطاً وأحكاماً جديدة فيما يتعلق بتطوير العلاقات التجارية. نحن نقوم بعمل محدد، وسبب اجتماعنا اليوم هو مراجعة القضايا المتعلقة بالتبادل التجاري والحلول المتاحة في المجالات التقنية. وفي مجال الطاقة، أكدت أن إيران طورت تعاونها".

بدوره، قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان خلال المؤتمر الصحفي إن اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة ستقوي العلاقة بين إيران وروسيا.

وذكر بزشكيان "روسيا تلعب دورا كبيرا ومهما بالنسبة إلى إيران ونأمل تطوير العلاقات في المجال الاقتصادي، وسنتخطى العقبات المتعلقة بالتعاون الاقتصادي والتجاري مع روسيا".

وبين "إن هذه الخطة تعزز العلاقات الإيرانية الروسية في المجالات الأمنية والاقتصادية والثقافية والتجارية، وأن معظم الاتفاقيات بين الوزراء والخبراء من البلدين تم الانتهاء منها والتوقيع عليها اليوم".

وأكد أن إيران تعتبر العلاقات مع روسيا حساسة وحيوية، وأن التعاون التجاري والثقافي والاقتصادي بين البلدين يتقدم إلى الأمام بشكل أقوى من الماضي. 

تعليقات الزوار