إسرائيل تُطاردها ارتدادات الحرب على إيران
بعد مرور شهر على "عملية مطرقة منتصف الليل" التي نفذتها الولايات المتحدة لاستهداف البنية التحتية النووية الإيرانية، تجد إسرائيل نفسها في قلب شبكة معقدة من التفاعلات الإقليمية التي تتجاوز الحسابات الأمنية التقليدية.
ورغم أن العملية نجحت في تعطيل أجهزة الطرد المركزي الإيرانية، إلا أنها فجّرت سلسلة من التأثيرات النظامية غير الخطية في أنحاء الشرق الأوسط، حيث باتت ردود الفعل لا تُقاس بمنطق "الفعل ورد الفعل" الكلاسيكي، بل بمنطق "الارتدادات الشبكية" التي تُحدث تغييرات متزامنة في عدة ساحات.
تصعيد غير مباشر وشبكة متكيفة من الخصوم
إيران لم ترد بعد بضربة مباشرة، لكنها فعّلت "شبكتها" الإقليمية من الشركاء والوكلاء. حزب الله رفع حالة التأهب على الحدود الشمالية لإسرائيل، بينما صعّدت الفصائل العراقية مثل "كتائب حزب الله" و"حركة النجباء" من لهجتها ضد الوجودين الأميركي والإسرائيلي. في اليمن، كثّف الحوثيون خطابهم ضد ما سموه "محور العدوان الصهيوني-الأميركي".
هذا التصعيد المتدرج والمترابط لا يُعدّ سلسلة من أحداث معزولة، بل يمثل استجابة منظومية ضمن "حقل استراتيجي ناشئ"، كما يصفه الباحث الإسرائيلي د. عوفر إسرائيلي، الذي يحذر من أن إسرائيل باتت تعمل ضمن بيئة من "التعقيد التكيفي" وليس ضمن معادلات ردع تقليدية.
إسرائيل بين الغموض الاستراتيجي والانكشاف المتعدد
رغم التزام إسرائيل الصمت بشأن دورها في الضربة الأميركية، فإن ذلك لم يُحصنها من تبعاتها. فالغموض الاستراتيجي لم يعد كافياً للردع أو تقليل المخاطر. وباتت تل أبيب تواجه معضلة ثلاثية: احتواء حزب الله في الشمال، وضبط تصعيد غزة في الجنوب، والاستعداد لرد إيراني قد يكون سيبرانياً أو دبلوماسياً أو حتى مالياً.
وفي قطاع غزة، تعطلت مفاوضات تبادل الأسرى مع حركة حماس التي أعادت تصنيف نفسها ضمن "محور المقاومة"، وبدأت بتنسيق رسائلها الإعلامية مع الخطاب الإيراني.
ارتدادات على محور التطبيع
عملية "مطرقة منتصف الليل" زعزعت أيضاً هندسة التطبيع في المنطقة. فرغم عدم انسحاب أي من الدول الموقعة على اتفاقات إبراهيم، فإن الأجواء السياسية شهدت بروداً واضحاً. الإمارات دعت إلى "ضبط النفس"، بينما جمّدت السعودية محادثات التطبيع، وخفّضت البحرين من مستوى تواصلها الدبلوماسي مع إسرائيل.
أما خارج المحيط العربي، فقد شهدت تركيا وقطر تصعيداً في خطابيهما الإعلامي والسياسي، ما يشير إلى "إعادة تنظيم ذاتي" في المشهد الإقليمي حسب تحليل د. إسرائيلي.
دعوة إلى نمط جديد من التفكير الأمني
يرى د. عوفر إسرائيلي أن مواجهة هذا الواقع تتطلب "نمذجة للتعقيد" بدلاً من التمسك بأطر الردع الجامدة. ويقترح نهجاً متعدد الأبعاد يشمل:
إعادة تشكيل العقيدة العسكرية الإسرائيلية لتكون أكثر مرونة عبر أدوات مثل الحرب السيبرانية والعمليات النفسية.
تطوير خطاب استراتيجي متكيف يقلل من التوترات دون إظهار الضعف.
إدخال سيناريوهات "التصعيد غير الخطي" ضمن حسابات صناع القرار.
توسيع التحالفات الدولية خارج العباءة الأميركية، مع التركيز على الهند وآسيا وأوروبا.
خلاصة: الصراع القادم لا تحدده القوة بل فهم التعقيد
يشير المقال إلى أن نجاح إسرائيل في المرحلة المقبلة لن يعتمد فقط على الجاهزية العسكرية أو التحالفات، بل على قدرتها على فهم نظام معقد من الفاعلين والردود الارتدادية.
الرد الإيراني قد لا يأتي على شكل صواريخ، بل على شكل اختراقات سيبرانية أو تحركات مالية أو حتى تحولات إعلامية. وتبقى النتيجة الكبرى أن الضربة الأميركية، رغم نجاحها التكتيكي، كشفت عن إخفاق استراتيجي طويل الأمد في إدارة الملف النووي الإيراني.
المعهد العراقي للحوار الراعي اللوجستي لمعرض بغداد الدولي للكتاب يفتتح جناحه الخاص في المعرض
المعهد العراقي للحوار يصدر "الحقيبة الدبلوماسية" للدكتور كرار البديري
Official agreement between Iraqi Institute for Dialogue and the Iraqi Media Network to sponsor The Seventh Annual International Conference of “Baghdad Dialogue” 2025
استكتاب خاص بمؤتمر حوار بغداد الدولي السابع لكتابة أوراق بحثية
دعوة استكتاب في العدد (79) من مجلة "حوار الفكر"
إشادات بحوار بغداد الدولي: تعزيز دور العراق المحوري ونقطة التقاء للرؤى
رئيس الوزراء: طريق التنمية سيجعل العراق قوة اقليمية سياسة واقتصادية
تعليقات الزوار