ترجمة: المعهد العراقي للحوار
الفاشر تحت النار: اليد الإسرائيلية في مجازر السودان
وفقاً لتقارير طبية وإنسانية، قُتل عشرات الأشخاص في مجازر جديدة ارتكبتها قوات الدعم السريع (RSF) خلال سيطرتها على مدينة الفاشر في غرب دارفور بالسودان.
شبكة الأطباء السودانيين وصفت الوضع بأنه "إبادة جماعية حقيقية"، مشيرة إلى أن قوات الدعم السريع، التي تتقاتل مع الجيش السوداني للسيطرة على البلاد، قتلت أكثر من 1,500 شخص خلال ثلاثة أيام فقط، بينما حاول المدنيون الفرار من المدينة المحاصرة.
وقالت الشبكة: "المجازر التي يشهدها العالم اليوم هي امتداد لما حدث في الفاشر قبل أكثر من عام ونصف، حين قُتل أكثر من 14,000 مدني عبر القصف والمجاعة والإعدامات"، واصفة الهجمات بأنها حملة إبادة متعمدة ومنهجية.
وأظهرت صور الأقمار الصناعية من مختبر البحث الإنساني بجامعة ييل وجود تجمعات لأجسام بشرية ومساحات كبيرة من تغير اللون الأحمر على الأرض بعد تقدم قوات الدعم السريع إلى المدينة.
ووفقاً للتقارير، قُتل ما لا يقل عن 2,000 شخص منذ بدء الجرائم، بينهم متطوعون وعاملون في الهلال الأحمر استُهدفوا في المساجد. وأكدت منظمة الصحة العالمية مقتل 460 شخصاً في مستشفى الولادة السعودي، وقال المدير العام تيدروس أدهانوم غيبريسوس إن المنظمة "مصدومة ومذعورة بشدة".
بصمات إسرائيل في مسرح الجريمة
على الرغم من صدمة العالم من فظائع قوات الدعم السريع في الفاشر، تشير أدلة متزايدة إلى وجود روابط إسرائيلية سرية مع هذه المجموعة شبه العسكرية.
وكشف تحقيق حديث لـ Sudan Transparency أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية فتحت قنوات اتصال مع قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) منذ عام 2021. ويشير التقرير إلى رحلة سرية في مايو 2021 مرتبطة بمسؤول عسكري إسرائيلي سابق، والتي يُزعم أنها نقلت معدات مراقبة متقدمة إلى الخرطوم بعد توقف قصير دام 45 دقيقة.
وأشار التقرير إلى أن "علاقات إسرائيل في السودان امتدت إلى قائد قوات الدعم السريع حميدتي"، مضيفاً أن "شحنة معدات التجسس المتقدمة" كانت جزءاً من هذه التبادلات السرية.
كما حدد باحثون مستقلون قاذفات صواريخ متعددة من صنع إسرائيلي LAR-160 بحوزة قوات الدعم السريع، وهي أنظمة صممتها الصناعات العسكرية الإسرائيلية.
وقال الباحث كريبسو ديالو من القاهرة لـ QNN إن هذه الروابط قد يكون لها "تأثير مباشر على ساحات القتال"، مضيفاً:
"إذا تأكدت هذه الروابط، فقد عززت قدرة قوات الدعم السريع العملياتية عبر بيانات استخباراتية أو أنظمة اتصالات متقدمة، وهو ما يفسر قدرتهم على استمرار الحصار الطويل على الفاشر وتنفيذ هجمات منسقة على المناطق المدنية."
وأشار ديالو إلى أن هذه العلاقات، حتى لو كانت غير مباشرة عبر شبكات الأسلحة الخاصة، تمنح قوات الدعم السريع "إحساساً بالحماية السياسية والافلات من العقاب"، مما يقوض جهود المساءلة الدولية.
قوات الدعم السريع تقلّد تكتيكات إسرائيل في غزة
يقول مراقبون إن قوات الدعم السريع بدأت تقليد لغة وتكتيكات إسرائيل في غزة، معتبرة العنف الجماعي "ضرورة عسكرية".
وجد تحقيق لــ الجزيرة أن القوات استخدمت مبررات قانونية على الطراز الإسرائيلي لاستهداف المناطق المدنية، مثل تصنيف مخيم الزمزم للاجئين كـ "منطقة عسكرية" قبل مهاجمته. ويقول خبراء القانون إن هذا يشبه حجج إسرائيل في غزة، حيث تُقصف المستشفيات والمدارس والملاجئ بذريعة كونها "مواقع لحركة حماس".
حتى أحد مستشاري قوات الدعم السريع أخبر وسائل الإعلام الإسرائيلية بأن أفعال الجيش السوداني تشبه الهجمات الفلسطينية الإرهابية على إسرائيل، في محاولة لجذب التعاطف من تل أبيب.
وقال لويجي دانييلي، محاضر القانون الإنساني الدولي: "قوات الدعم السريع تعتمد نفس لغة إسرائيل لتبرير العقاب الجماعي. إعلان أحياء أو مخيمات كاملة 'مناطق عسكرية' هو محاولة واضحة لحرمان المدنيين من الحماية، وهي تكتيك بدأ في غزة."
وأكد السفير السوداني لدى الأمم المتحدة، الحارث إدريس محمد، لمجلس الأمن أن المجازر في الفاشر "ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية وفقاً لجميع المعايير القانونية"، مضيفاً: "يتم مهاجمة النساء والفتيات في وضح النهار. ما نشهده في الفاشر هو استمرار لحملة تطهير عرقي منهجية منذ 2023."
الصمت الدولي والتحالفات الخارجية
تشير منظمات حقوق الإنسان إلى أن الصمت الدولي بشأن غزة والسودان يكشف كيف تحمي التحالفات الخارجية والروابط الاستخباراتية مرتكبي الجرائم من المساءلة.
وقال ديالو:"ما نراه في الفاشر ليس مجرد مأساة محلية، بل هو إعادة إنتاج لنمط عالمي، حيث تتقاطع التكنولوجيا العسكرية والتغطية السياسية والتعاون الاستخباراتي عبر الحدود لضمان الإفلات من العقاب."
المصالح الاستراتيجية وعامل البحر الأحمر
يعتقد محللون أن تورط إسرائيل في السودان يتجاوز العلاقات التاريخية مع الجيش السوداني أو اتفاقات التطبيع. الموقع الاستراتيجي للسودان على البحر الأحمر يمنح إسرائيل حماية أمنية وميزة جيوسياسية لمراقبة طرق الملاحة ومواجهة النفوذ الإيراني أو الصيني.
وقال ديالو: "يمنح السودان إسرائيل نقطة دخول إلى القرن الأفريقي والساحل، ومن خلال بناء علاقات مع كل من الجنرال برهان وحميدتي، تضمن إسرائيل نفوذاً على أي فصيل يسيطر، وحماية مصالحها بغض النظر عن نتائج النزاع الداخلي في السودان."
وأضاف أن هذا التوازن يعقد المساءلة الدولية ويحوّل الصراع السوداني إلى مسرح للصراعات الإقليمية على النفوذ.
المعهد العراقي للحوار الراعي اللوجستي لمعرض بغداد الدولي للكتاب يفتتح جناحه الخاص في المعرض
المعهد العراقي للحوار يصدر "الحقيبة الدبلوماسية" للدكتور كرار البديري
Official agreement between Iraqi Institute for Dialogue and the Iraqi Media Network to sponsor The Seventh Annual International Conference of “Baghdad Dialogue” 2025
استكتاب خاص بمؤتمر حوار بغداد الدولي السابع لكتابة أوراق بحثية
دعوة استكتاب في العدد (79) من مجلة "حوار الفكر"
إشادات بحوار بغداد الدولي: تعزيز دور العراق المحوري ونقطة التقاء للرؤى
رئيس الوزراء: طريق التنمية سيجعل العراق قوة اقليمية سياسة واقتصادية
تعليقات الزوار