ترجمة: المعهد العراقي للحوار
العراق يعيد رسم صورته في عيون الأمريكيين
أكد سفير جمهورية العراق لدى الولايات المتحدة نزار عيسى عبد الهادي الخيرالله أن هدفه الأساسي في واشنطن يتمثل في تغيير الصورة النمطية السائدة عن العراق في الوعي الأمريكي، من بلد ارتبط بالحرب والعنف إلى بلد يُحتفى به لتاريخه وثقافته وإرثه الحضاري العريق.
جاءت تصريحات الخيرالله خلال ندوة استضافها معهد الدبلوماسية العامة والاتصال العالمي بجامعة جورج واشنطن، ضمن سلسلة “Engaging America” التي تهدف إلى استضافة السفراء لمناقشة استراتيجياتهم في تطوير التعاون مع الولايات المتحدة.
دبلوماسية الثقافة كجسر للثقة
قال السفير الخيرالله، الذي يشغل منصبه منذ عام 2023، إن أولويته في واشنطن هي إعادة تقديم العراق للأمريكيين من خلال “القوة الناعمة”، موضحاً أنه يعمل على تعزيز التواصل الثقافي والشخصي مع المجتمع الأمريكي عبر الفنون، والموسيقى، والمأكولات، والموضة.
وأضاف "أحد أكبر التحديات التي واجهتها منذ قدومي إلى واشنطن هو كيفية تغيير الصورة عن العراق، لأن الإعلام كثيراً ما يصوّر بلدي من خلال الحرب أو داعش أو الإرهاب".
وأوضح أن العراق يملك إحدى أعرق الحضارات في التاريخ الإنساني، وأن إبراز هذا الإرث الثقافي والفني هو السبيل الأمثل لتصحيح الانطباعات الخاطئة.
وأشار إلى أن السفارة العراقية تعمل بالتعاون مع الجامعات والمتاحف الأمريكية لتنظيم معارض فنية وأمسيات ثقافية ومهرجانات للمأكولات العراقية، تتيح للأمريكيين فرصة للتعرف على العراق “بوجه مختلف”.
وبين الخيرالله "الأمر يتعلق بالقوة الناعمة — بالموسيقى والفن والطعام والموضة — إنها لغة تواصل مختلفة، وقد وجدت أنها فعّالة جداً لأن الأمريكيين يستمتعون بها ويكتشفون من خلالها غنى حضارتنا".
فعاليات ثقافية ومبادرات تفاعلية
وأشار الخيرالله إلى أن السفارة العراقية نظمت مؤخراً معرضاً مميزاً ضم أكثر من 600 نوع من التمور العراقية، وهي فعالية وصفها بأنها “بسيطة في شكلها، لكن ذات تأثير كبير في مضمونها”.
وأوضح أن هذه الأنشطة تُسهم في نقل صورة أكثر دفئاً وإنسانية عن العراق، وتُظهره بعيداً عن السياسة والصراعات، وتفتح باب التفاعل المباشر مع الجمهور الأمريكي.
وأشار إلى أن "هي أمور بسيطة نعم، لكنها تترك أثراً عميقاً، وأنا شخصياً أستمتع بها لأنها تمثل أصدق أشكال الدبلوماسية العامة".
شراكات أكاديمية وتبادل علمي
وفي الجانب التعليمي، أكد السفير العراقي أنه يسعى إلى توسيع برامج التبادل الأكاديمي والبحثي بين العراق والولايات المتحدة، مشيراً إلى أن بلاده أرسلت آلاف الطلبة إلى الجامعات الأمريكية خلال السنوات الأخيرة.
وأوضح أن هذه المبادرات لا تقتصر على التعليم فحسب، بل تهدف إلى تعزيز التواصل المجتمعي والثقافي بين الشباب في البلدين.
أضاف "نؤمن أن علاقتنا مع الولايات المتحدة لا يجب أن تُختزل بالمكاسب التعليمية فقط، بل هي أيضاً فرصة للتعرف على تنوع المدن والولايات والمجتمعات الأمريكية".
وأشار الخيرالله إلى أنه زار جامعات في ولايات مثل آيوا ونبراسكا ضمن مساعيه لبناء روابط مع مؤسسات تعليمية خارج العاصمة واشنطن، موضحاً أن الدبلوماسية الحديثة تتطلب فهماً أوسع للولايات المتحدة ككل، وليس فقط لسياساتها المركزية في العاصمة.
وتابع "العلاقات الاقتصادية والتعليمية لا تُبنى في واشنطن فقط، بل في الولايات والمجتمعات المحلية، ومن هناك تبدأ الشراكات الحقيقية".
الثقة كقاعدة للدبلوماسية
واختتم الخيرالله حديثه بالتأكيد على أن بناء الثقة بين العراق والولايات المتحدة هو جوهر أي علاقة دبلوماسية ناجحة، وأن ذلك يتطلب الصراحة والاستمرارية في التواصل، بعيداً عن الصور النمطية والعداوات السابقة.
وقال السفير "عندما نتعامل مع الطرف الآخر كشريك لا كخصم، نصبح أكثر قدرة على فهم أولوياته ومخاوفه، ومن هنا يبدأ التفاهم الحقيقي".
المعهد العراقي للحوار الراعي اللوجستي لمعرض بغداد الدولي للكتاب يفتتح جناحه الخاص في المعرض
المعهد العراقي للحوار يصدر "الحقيبة الدبلوماسية" للدكتور كرار البديري
Official agreement between Iraqi Institute for Dialogue and the Iraqi Media Network to sponsor The Seventh Annual International Conference of “Baghdad Dialogue” 2025
استكتاب خاص بمؤتمر حوار بغداد الدولي السابع لكتابة أوراق بحثية
دعوة استكتاب في العدد (79) من مجلة "حوار الفكر"
إشادات بحوار بغداد الدولي: تعزيز دور العراق المحوري ونقطة التقاء للرؤى
رئيس الوزراء: طريق التنمية سيجعل العراق قوة اقليمية سياسة واقتصادية
تعليقات الزوار