حزب الله يضع الحرب أحد الخيارات ضد إسرائيل بسبب الخلافات الحدودية البحرية
هدد حزب الله اللبناني، سفن التنقيب عن النفط والغاز الإسرائيلية في البحر الأبيض المتوسط من خلال نشر مقطع فيديو.
وهذا الفيديو الذي بثته قناة المنار التابعة للحزب، يحتوي على صور نادرة لأسلحة حزب الله، وتم التحذير من وجود منصات إسرائيلية في مرمى صواريخ الحزب.
ويبدأ الفيديو برسالة من الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله الذي حذر خلال خطابه الأخير من أنه “لا جدوى من تضييع الوقت في القضايا البحرية”.
وجدد حزب الله في هذا الفيديو تهديده بتصعيد التوترات العسكرية وسط مفاوضات لترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل.
مفاوضات تحديد الحدود البحرية المشتركة
ولم يتوصل لبنان وإسرائيل بعد إلى نتيجة في مفاوضات بوساطة الولايات المتحدة لتحديد حدودهما البحرية المشتركة، وتساعد هذه المفاوضات في تحديد الدولة التي تمتلك موارد النفط والغاز وتمهد الطريق لمزيد من الاستكشاف.
وتم نشر الفيديو قبل ساعات من مشاركة مسؤول أمريكي كبير في محادثات وساطة مع مسؤولين لبنانيين في بيروت.
وعبر مسؤولون لبنانيون عن تفاؤلهم بثمار هذه الجولة من المحادثات بعد سنوات من المفاوضات غير المباشرة.
لكن حزب الله حذر من استعداده لمنع إسرائيل من استخراج المحروقات إذا لم يُسمح للبنان بذلك.
وأعلنت الخارجية الأمريكية في بيان قبل أيام، أن زيارة أحد مسؤوليها إلى بيروت كانت بهدف تسهيل المحادثات حول تحديد الحدود البحرية المشتركة بين لبنان وإسرائيل.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير، لم يذكر اسمه، لرويترز إن المندوب الأمريكي في الرحلة سيقدم اقتراحاً جديداً من إسرائيل “يتضمن حلاً من شأنه أن يسمح للبنانيين بالاحتفاظ بالحقوق التجارية لإسرائيل، وتطوير احتياطيات الغاز في المنطقة المتنازع عليها”.
وقال المسؤول الإسرائيلي، دون تقديم مزيد من التفاصيل، إنه في حالة التوصل إلى اتفاق فإنه سيتطلب حفريات في هذه المنطقة من قبل اللبنانيين.
وبحسب هذا المسؤول الإسرائيلي ، فإن “هذا الاقتراح، وهو اقتراح جاد، يمكن أن يحول لبنان من بلد يعاني من أزمة اقتصادية وطاقة إلى بلد ينتج الغاز الطبيعي”.
ولبنان وإسرائيل لهما حدود مشتركة في شرق البحر المتوسط، وهناك خلاف بينهما على ملكية حقل الغاز في هذه المنطقة، وفي السابق اتفق الطرفان على التفاوض مع وساطة الولايات المتحدة الأمريكية بشأن تحديد الحدود البحرية المشتركة لاستغلال النفط والغاز، وبدأت هذه المفاوضات في أكتوبر 2020.
احتمال الحرب
وفي خطابه الثالث من شهر محرم الحرام، حذر الأمين العام لحزب الله اللبناني النظام الإسرائيلي، وأكد أن المقاومة جاهزة لأي سيناريو.
وقال السيد نصر الله في كلمة ألقاها في الليلة الثالثة من شهر محرم في تجمع عاشوراء الذي أقيم في الضاحية الجنوبية لبيروت “نحن لسنا طرفا في المفاوضات مع الكيان الصهيوني بخصوص، ولم نلزم أحدا بالتفاوض نيابة عنا”.
وتابع بدعم الحكومة اللبنانية في هذه المفاوضات، وأكد أن التفاوض على تحديد الحدود البحرية مسؤولية الحكومة اللبنانية ولن ننقض أي عمل تتخذه الحكومة.
وصرح الأمين العام لحزب الله أن مفاوضات تحديد الحدود البحرية ستحدد تصرفاتنا في المستقبل، وأضاف أن “سلوك المقاومة مع الكيان الصهيوني في المستقبل مرتبط بنتائج المفاوضات غير المباشرة في بيروت وتل أبيب”.
وفي إشارة إلى الدخول غير المشروع لسفينة إسرائيلية إلى منطقة غاز كاريش لاستخراج الغاز، قال: “إن المقاومة اللبنانية درست الخيارات أمامها لمواجهتها، ويمكن حل 50٪ من خلال المفاوضات و 50٪ احتمال الحرب”.
وكان الأمين العام لحزب الله قد قال في وقت سابق، في إشارة إلى الخلافات بين لبنان وإسرائيل حول حقل نفط كاريش، “مقاومة لبنان ستمنع استخراج النفط من قبل إسرائيل حتى لو أدى ذلك إلى الحرب”.